الاثنين، 24 يونيو 2013

جنوبيو الشمال رحلة شاقة من مواطن درجة ثانية الى اجنبي درجة اولى - استيلا قايتانو

جنوبيو الشمال رحلة شاقة من مواطن درجة ثانية الى اجنبي درجة اولى
استيلا قايتانو - السودان

الكثير من الكتابات والكلام الجميل والذي في مجمله تغلب عليه عاطفة عدم استيعاب مسألة الجنوبي الذي اصبح اجنبي ، فتسمع كلام من على شاكلة لا تذهبوا ، ابقوا معنا او انتو والله ما اجانب انتوا اسياد بلد تقعدوا غصبا عن عين اي زول وهكذا.

او عندما نجد الكتاب ينتقدون تصريحات المسؤولين الحكوميين العدائية في الشمال من حقنة كمال عبيد الى دفار الرئيس الذي سوف يرحل فيه الجنوبين الذين لا يوفقون اوضاعهم القانونية بعد التاسع من يوليو، التي القت الرعب في قلوب حتى تلامذة المدارس الذين يسألون ذويهم عن هل سيتم تسجيلهم هذا العام ام لا ؟؟ . 

نقدر جدا تلك المشاعر النبيلة من انسان الشمال القلق والذي من سؤاله يريد ان يعرف ما سيؤل اليه مصير جنوبيي الشمال ، وعندما يجد الحيرة والتردد والخوف على البعض منا يقارن بيننا وبقية الاجانب على شاكلة هو الحبش والمصرين وباكستانين الى اخر قائمة الاجانب قاعدين مالين البلد يبقى انتو الكنتو مواطنين يقولوا ليكم امشو ؟ وهنا المربط ( الكنتو ) هذه . 
نعم كان الجنوبيون مواطنين اما الان فلا فهم اجانب لاننا لم نحظى بتقسيم الناس على اساس المواطنة وانما على اساس عرقي ، و بحكم نتيجة التصويت 98% ودقداق والذي ادهش الجنوبين انفسهم واستفزت الحكومة الشمالية واحبطت واحزنت شعب السودان الشمالي ، المندهشون فرحون ، والسودانين تجاوزوا احباطهم وحزنهم وباركو للجنوبين استقلالهم ، اما المستفز والغاضب فلن ولم يتجاوز بعد يشعر بان الانفصال ذلك مسألة كرامة سوف يظل يرعب في الناس بان القادم اسوأ ولا بد ان يدفع احد الثمن ولابد ان يحس الانسان الجنوبي بالندم على فعلته باختيار الانفصال وان ما كان ، كان ارحم . 
ما اريد ان اقوله هو ان نتعلم مسالة التجاوز هذه ، لابد من ان يتجاوز الجنوبيون مسألة انهم ينتمون الى هنا ولابد ان يتجاوز الشماليون حكاية ان يظل الجنوبيين جزء من هنا بشكل غير قانوني وذلك سوف يعرضهم للمضايقة و الشعور بالمذلة . 
فالجار والصديق او حتى الاقارب بسبب المصاهرة او حتى عوام الناس في الاسواق والمركبات العامة قد تضمنهم بانهم لن يأذوك ولكن كيف تضمن المؤتمر الوطني ومهاويس العرق ؟ لذا بدل ان نصب جام غضبنا على تصريحات قادة المؤتمر الوطني علينا ان نحث حكومة الجنوب في الشروع فورا في استخراج الاوراق الثبوتية لرعاياها في الدول المجاورة ومنهم الشمال ، لماذا تنتظر حتى بعد 9/7 ؟؟؟؟؟.
ان حكومة الشمال الان تشرع في السجل المدني والذي سيكون خاليا من الجنوبيين بالطبع وبهذا يتم التعرف على من هو السوداني من غير السوداني كما صرحوا ، على الحركة الشعبية ان تشرع في ذات الشئ فهو عين العقل حصر المواطنيين وتسليمهم اوراقهم الثبوتية ويبقوا جاهزين للطيران الى اي مكان بدل ان يشكل جنوبيو الشمال ورقة ضغط على حكومة الجنوب دون مبرر ، وقد يصبح تعرضهم لاي انتهاك هنا مهدد لاي شمالي موجود هناك ، لذا من يستطيع العودة عليه الاسراع بذلك ، ومن يربطه شئ اي شئ بالشمال وليس من حقنا ان نقلل من اسباب بقاء الناس في البقعة التي يريدون البقاء فيها ، ولا يستطيع المغادرة يجب ان يعطى حق استخراج اورقه وتوفيق اوضاعه ، نرجو فتح مكاتب او على الاقل ان يسافر الى الجنوب لاستخراج اوراقه ليصبح وجوده كاجنبي مقنن قانونيا .

لقد كان الجنوبي مواطنا سودانيا ولكن ذات ظلم وتهميش احس بانه مواطن درجة ثانية ، واعطته اتفاقية نيفاشا الفرصة لتصحيح هذا الشعور ولكن جاءت النتائج عكسية فاختار الانفصال ما يجعلنا عاطفيين هو ان هذا الجنوبي الاجنبي كان سودانيا وهذا ما يجعلنا ان نفكر فيه او نبحث له عن وضع مختلف كاجنبي درجة اولى مثلا . 

طبعا سوف يقفز علينا من يقول القاعدين ليها شنو اصلا في الشمال ما ترجعوا بلدكم وهذا ليس بالضروري ان يكون شماليا ، وانما اي واحد من القوميين الجدد الذين يرون اقامة الجنوبي في الشمال نوع من الخيانة لدولة الجنوب وتريد ان تتمسح بالشمالين ، او الحقارة لدولة الشمال اخترت الانفصال وكمان داير تقعد لينا هنا ؟ "حلات لكلك" دايرنك تمشي سريع ولو سمعوا خبر سيئ عنك اذا ذهبت او بقيت تكون قد اكتملت دائرة فرحتهم ، تلك الفئتين ضيقو الافق هم الذين حددوا مصيرنا الان ولن يكتفو من ان يأذوك بلسانهم او عيونهم او أياديهم .

ليست هناك تعليقات: