الثلاثاء، 16 يوليو 2013

بالتفاصيل حقيقة ميليشيات الإخوان عام 2013

بالتفاصيل حقيقة ميليشيات الإخوان عام 2013 
الأعداد والتدريب والأسرار الكاملة :الحلقة الأولي وسائل الإتصال

صورة حصرية أثناء إعداد أحد أفراد الإخوان لإطلاق الخرطوش

السؤال الأول بالطبع هو هل هناك ميليشيات إخوانية؟ وبقدر سذاجة السؤال بقدر ما هو عميق ففكرة الميليشيات التقليدية بالطبع موجودة مع نشأة الإخوان المسلمين لكن الحديث حاليا عن الميليشيات يختلف كثيرا لأسباب عدة منها على سبيل المثال أن مهندس الميليشيات الإخوانية خيرت الشاطر كان وحتى تولي محمد مرسي السلطة يظن أنه قادر على إحداث الفارق في المعادلة المصرية عن طريق ميليشياته لكن الأحداث التالية على تولي محمد مرسي وما أعقب الإعلان الدستوري أظهرت أن هناك خللا هيكليا واضحا في بنية تلك الميليشيات فالميليشيات الإخوانية بنيت وفق نظام صارم نعم لكنه أنتج ميليشيات يمكنها أن تتحرك على الأرض ضمن تنظيم محكم لممارسة عمل محدد في منطقة محددة وفي مواجهة قوة شرطة أو بعض المتجمهرين من المدنيين لكن الأحداث القادمة أثبتت أن الوضع قد تغير كثيرا
فبداية كانت الميليشيات الإخوانية قادرة على فعل الكثير طالما كان من في المواجهة هو الشعب المسالم وهذا بطبيعة الحال تغير كثيرا ودون الخوض في تفاصيل كثيرة فإن العنف لم يعد حكرا على أحد وهنا فقدت ميليشيات الإخوان جزء كبير من تميزها ،أما عن إعدادها لمواجهة قوة شرطة “المقال خاص وحصري لمرفوع من الخدمة ” على سبيل المثال فلم يعد مطروحا على الإطلاق فقد أدرك مهندس الميليشيات الإخوانية أن المواجهة ستكون مع طرفين لا ثالث لهما: الشعب والجيش

وهنا فإن متغير جذري طرأ على المعادلة فحتى فرضية قيام ميليشيات الإخوان بالتحرك ضمن منطقة محددة أصبحت من الماضي فيوما بعد يوم أدرك الشاطر أن المواجهة لو بدأت ستشمل كامل مصر من أقصاها إلى أقصاها كما أن هناك متغير يدركه هو أكثر من غيره وهو تقييد حرية إستعمال السلاح

والمقصود هنا هو قدرة عناصر الإخوان على إستخدام السلاح،هم يملكون السلاح وهذا حقيقي لكن المعادلة على الأرض تجري وفقا لما يشبه الإتفاق ، يستخدم الإخوان الحجارة فيستخدم المتظاهرين الحجارة،يطور الإخوان من موقفه ويستخدمون الخرطوش فيطور المتظاهرون من أنفسهم في المرة التالية ويستخدمون الخرطوش ،وأدرك الشاطر أن خروج (سلاح متعدد الطلقات) يمكنه “المقال خاص وحصري لمرفوع من الخدمة ” أن يحدث نصرا محققا في أي مواجهة لكن الثمن المنتظر هو مواجهة نفس نوع السلاح بعدها بساعات إن لم يكن دقائق ولن تكون هناك شرطية في أن تتم المواجهة في نفس مكان المواجهة الأصلية لكن يمكن أن يتم إستخدام سلاح متعدد الطلقات أمام الإتحادية فيأتي الرد بنفس نوع السلاح في الإسكندرية أو بورسعيد أو المنصورة

أما ما هو أكثر رعبا بالنسبة لميليشيات الإخوان فهو طبيعة تنظيمها فهي في النهاية كيان منظم يمكن الإستدلال عليه بشكل أو بآخر كما أن أسلوب الحشد والنداء الخاص بها ليس مبتكرا ولا غير قابل للإختراق حيث يتم إستدعاء أعضاء الميليشيات عبر (القائد المحلي) وهو نظام إستدعاء ورثه الإخوان عن النظام الخاص الذي أسسه فعليا حسن البنا لكن مع ترامي المسافات وإغراءات وسائل الإتصال أدخل على نظام الإستدعاء شكل آخر من أشكال الإستدعاء تمثل في (المدونات مغلقة العضوية) وهي مدونات مجانية مغلقة العضوية بمعنى أن لا أحد من خارج المشتركين ضمنها قادر على مشاهدتها وقد لجأت الميليشيات الإخوانية لذلك بعد أن فشلت تحركات كثيرة تم الإعلان عنها بسذاجة عبر تويتر والفيسبوك لكن “المقال خاص وحصري لمرفوع من الخدمة “في النهاية كان إختراق عدد من تلك المدونات مغلقة العضوية والتى فضل الإخوان بناءها على إستضافة جوجل المجانية نهاية لذلك الشكل من أشكال الإستدعاء لكن الغريب أن قيادات تنفيذية داخل الميليشيات أخبرت الشاطر أن هناك شكلا من أشكال التعاون بين كل ما يمثله (جوجل ) وبين جهاز الأمن المصري منذ عهد مبارك وخاصة خلال سنواته الأخيرة وبالتالي فإن الشاطر أرجع الأمر إلى أن جهاز الأمن المصري وتحديدا الشرطة المصرية هي من قامت بالإختراق والتسريب فجرى توجيه اللوم لوزير الداخلية شخصيا لكنه ومثله في ذلك مثل الشاطر كان يدير منظومة كاملة لكنه لم يكن يفهم جيدا في آليات تلك المنظومة فوزير الداخلية المصري لمن يعرفه بعيد كل البعد عن أي إستخدام للتكنولوجيا الحديثة لذلك فإنه تقبل الكثير من العبارات التى خرجت من الشاطر دون أن يملك الرد عليها لأنه لم يكن يفهم تحديدا عن أي شئ يتحدث الشاطر لكن في النهاية لم يقدم حلا وحتى تحقيقا بشأن ما أخبره به الشاطر إنتهي إلى أن عملية الإختراق ليس المسؤول عنها جهاز الأمن الوطني وريث أمن الدولة لكن الشاطر لم يكن يثق كثيرا في أي شئ فهو يرى كما صرح لكثير ممن حوله أنهم (يقصد الإخوان) قد سيطروا على الرأس لكن الرأس لا يفهم كثيرا كيف يتعامل مع صغار الضباط خاصة في الأماكن الشرطية التى تكتظ بضباط شرطة متخصصين (وهو هنا يتحدث عن فئة من ضباط الشرطة قليلة العدد لكنهم قادمين من كليات مدنية في الأساس يلتحقون بالشرطة لندرة تخصصاتهم أو لحاجة الشرطة لهم كفئة الأطباء والمهندسين ) وفي النهاية تم إستبعاد فكرة المدونات المغلقة العضوية تماما لصالح ما يراه الشاطر أقرب للسيطرة وأبعد عن الإختراق وهو نظام الرسائل النصية عبر الموبايل

وكانت وجهة النظر التى دفعت لهذا أن نظام الإتصالات عبر الموبايل قد إعتاد جهاز الداخلية وغيره التعامل معه وبالتالي فلن يكون هناك تسريب لأي شئ إلا من داخل تلك الأجهزة وبالتالي فإنه لن يواجه من يقول له أن بعض الشباب عبر الإنترنت قد قاموا بإختراق حساباتكم ،سيكون لديه القدرة علي منع أجهزة أمنية من مراقبة رسائل الإس إم إس …وقد إطمأن الشاطر لذلك لكن بقيت خطوة أخيرة في ذلك الأمر

الشاطر لم يكن يثق كثيرا في أي شئ له علاقة بنجيب ساويرس وحتى بعد قيام نجيب ساويرس ببيع أسهمه في شركة الإتصالات التى إرتبطت بإسمه فإن مخاوف من وجود عناصر تابعة أو متعاطفة معه جعلت الشاطر يخشي تماما من تسرب أي شئ عبر عملية تجسس داخل نطاق شركة موبينيل ثم تفاقمت هواجس الشاطر لتشمل شركة (إتصالات ) الإماراتية ليصدر توجيها جرى تعميمه لسخرية القدر عبر (القائد المحلي) وهو نظام التبليغ العتيق الذي ورثه الشاطر عن النظام الخاص على عناصر الميليشيا الإخوانية بإستبدال خطوط هواتفهم المحمولة بخطوط تابعة لشركة فودافون دون غيرها وهو ما كلف الجماعة شراء 7000 خط خلال ثماني وأربعين ساعة فقط كان منها 3400 خط تخص عناصر الميليشيات الإخوانية التى تعمل على الأرض اما الباقي فكان يخص فرق الدعم وهي القطاعات التى تختص بعمليات النقل وتوفير الطعام وغيرها

في النهاية تم تعميم التوجيه على قطاعات واسعة من الإخوان بصفة عامة لتصبح شركة فودافون هي الشركة المعتمدة والأكثر موثوقية لدي الإخوان
والغريب أن الشاطر المهووس بتقنيات الإتصالات والتجسس تقف حدود إهتماماته عند تكليف خاصته ببحث الأمر لكن عند إتخاذ القرار فإن الشاطر يتدخل تماما ليحدد من أي مكان يشترى أجهزته وما إلى ذلك وهو ما حدث قبل ذلك في عملية تجهيز الجماعة فنيا للقيام بالتنصت على أجهزة حساسة في الدولة وقت حكم المجلس العسكري وبعد ذلك

إلى هنا كان الشاطر قد وضع جديدا فيما يخص نظام إستدعاء الميليشيات لكن بقى ما هو مقلق بشدة للشاطر فميليشيات الإخوان (غير المتفرغة) إنكسرت أمام المتظاهرين المدنيين في وقائع عدة بعد ذلك وإضطرت الشرطة التابعة إلى التدخل بنفسها لحماية أراض إكتسبتها الميليشيات الإخوانية أو لرد هجوم فشلوا في التصدي له وحتى من شارك من تلك الميليشيات ضمن صفوف الأمن المركزي أظهر حالة مزرية من عدم الإنضباط والإخلال بقواعد الإشتباك كانت كافية على سبيل المثال ليحدد نشطاء وليس رجال أمن محترفين في مدينة مثل المنصورة أن تلك المدرعة الشرطة يقودها إخوان أو أن من يقفون مرتدين ملابس الشرطة عند ذلك المكان تابعين للإخوان خاصة أن كثير من هؤلاء تورط في الدخول إلى شوارع جانبية ضيقة أثناء المواجهات وهو ما كان ينم عن جهل بطبيعة الأرض بحكم إستقدام تلك العناصر من أماكن من خارج محافظات المواجهة

عند هذا الحد قرر الشاطر أن عليه إتخاذ عدة قرارات كلها صعبة لكنها إضطرارية :

كان عليه أن يقنع بأن حالة الرفض الشعبي الممتدة جغرافيا لن تتيح لميليشياته أن تمارس شيئا حقيقيا علي الأرض وكان عليه وفقا لذلك أن يحصر نطاق عملها في مهام محددة

تم تحديد مهام تلك الميليشيات في حماية شخصيات معينة ومباني معينة مع توجه لتدريب أفضل عناصرها لتكون آخر من يقاوم بالسلاح لحظة سقوط النظام سواء لتوفير ممرات آمنة بالتعبير العسكري لهرب قيادات أو أفراد من الجماعة إلى الخارج أو ممارسة محاولات أخيرة لإنقاذ مقرات حكم وفقا لتطور الموقف

ولأن الشاطر كان يدرك أن الإمتداد الجغرافي للرفض الشعبي لن يجعله قادرا على فعل شئ فقد إتبع خطة أقرب للخطة الإعلامية أو الدعائية لتخويف الشعب من الميليشيات فأصبح من المألوف في تظاهرات ومواجهات الإخوان أن يظهر بعضهم بشكل مختلف “المقال خاص وحصري لمرفوع من الخدمة ” يسيرون كجماعات صغيرة وكانت تلك الجماعات تمارس إستهدافا مكشوفا عمدا لنشطاء وكانت وفق ما لديها من أوامر لا تمانع في أن تلتقط لها الفيديوهات في محاولة من الشاطر للتأثير على المصريين بأن عدد الميليشيات الإخوانية بالألوف خاصة بعد أن ظهر له إحصائيا أن قدرات الجماعة على الحشد للعناصر المنظمة وليس العناصر التى يملئون به الساحات قد تقلصت كثيرا بعد المواجهات المستمرة مع كل ما ينتمي للإخوان
أما القرار الأهم الذي كان عليه إتخاذه فهو إعادة هيكلة تلك الميليشيات ولسخرية القدر فقد تحدث الإخوان كثيرا عن إعادة هيكلة الشرطة وإنتهى الأمر بإعادة هيكلة الميليشيات وهو ما نناقشه تفصيلا في الحلقة القادمة  ....


ليست هناك تعليقات: