الجمعة، 19 يوليو 2013

الرِّواية المَـنسِيَّة - شعـر سعيدة تاقي

الرِّواية المَـنسِيَّة 
الشاعـرة سعيدة تاقي 
ما أمْـنَعَها تلك العـابِرة أمـامَ أقفـاصِنـا الذَّهـبيّة.
ــــــــــــ
لم يكن في الأمر أيُّ استعجال.
لمْلَمت أشلاءَها المبعثَرة
و غادَرَت نَشْرَةَ الأخبار.
===
تحمَّلَتْ في صمتٍ
خطباً عصماءَ كثيرة.
نكَّسَتْ شموخَها
عرفاناً لعِـزَّة الورودِ،
داسَـتْها بغِلظَةٍ
أقـدامٌ عمياءُ
تاهَ عن دربِها
ميلادُ الطَّريق.
===
علِمتْ وحدَها
أنَّ الانحناء قليلاً
في وجه التاريخ
لا يُراكِمُ غير الأمجاد.
لكنهم لم ينحنوا
في كلّ عاصفةٍ
بأجسادٍ وردية بَنووا
حصوناً للمَبيت.
===
كانتْ تنْزِفُ
سواداً و بياضاً
و حقداً لا يلين.
كانت دوماً تَنْزِفُ،
ضائعةً تائهةً
بين السّراديب و الأقبية.
===
لم ينْعُوها.
و ظلُّوا يتداولون النُّكتَ السوداءَ
على نخبِها.
... سُذَّج..
جهراً،
كان القَبْرُ
يحمل على الشَّاهِد أسماءَهم.
و سرّاً
كان الرّاوي
يحكي
كانَ ما كان
في غابِر الأزمان.
كانَ، أوْ مَا كان
في قريب الأوان.
كان. و ما كان
في عاجِل
الأحلام.

ليست هناك تعليقات: