عزمي بشارة يكتب: التجربة التاريخية وحتمية إضاعة الفرص
2. ليس الانتخابات هي الأساس في المراحل الانتقالية، بل الاتفاق على قواعد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتطبيق العدالة الانتقالية بحيث تجري الانتخابات لاحقا على أسس مجمع عليها، فلا تسبب النتائج شروخا عمودية.
3. الاستقطاب العلماني الديني من اسوأ أنواع الانقسامات لأنه يعني صراعا ثقافيا لا يلبث ان يتحول الى صراع هويات.
4. النظام القديم استغل الموقف، وبما أنه أصبح قضية ثانوية، بات التحالف معه "شرعيا" في خدمة ما صار يعتبر القضية الرئيسية. ولكنه في الواقع ليس ثانويا، فأتباعه قوة في الوزارات وجهاز الدولة، وهو قوة تحشيد في الشارع. ومن يمنحه الشرعية مجددا يتحمل مسؤولية كبرى في دور أتباعه المقبل.
5. تبين أن العسكر لم يرغب في حكم مصر كما كنا أشرنا الى ذلك عدة مرات خلال عام 2011 . ومن كانوا يهتفون يسقط حكم العسكر، ويتهمون الإخوان بالتواطؤ معهم، اصبحوا يطالبون بتدخل الجيش.
6. العنف في الشارع يعني تدخل الجيش. وهو لن يتدخل لكي يحكم بل ليفرض السلم الأهلي، ثم ليفرض الحوار على الأطراف المتنازعة.
7. السيناريو الأسوأ هو ان يفرض الجيش تقاسما في الحكم بين الإخوان وأتباع النظام السابق وتفاهما بينهما، بحيث تهمّش المعارضة. وهذا وارد جدا.
8. ومن هنا كان الطريق الأسلم هو الحوار بين قوى الثورة وإقامة حكومة وحدة وطنية تحترم حقوق الإنسان والمواطن، وتعبر بالبلاد المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية. سوف يكتشف الجميع بعد كل الضحايا أن هذا هو الحل الوحيد. خسارة على الوقت والضحايا. ولكن يبدو أن الشعوب تتعلم من تجربتها وليس من تجربة غيرها، ما يذكّر بسبعين عاما بعد الثورة الفرنسية، نأمل أن تكون الفترة هنا أقصر. يا حبذا لو تكون تقديراتي السابقة صحيحة، أقصد تقديراتي حول عملية التحول وعدم الاستقرار في مصروأنها سوف تستغرق عقدا كاملا. حبذا لو تكون صحيحة. في حينه اعتبرها البعض تشاؤما.
عزمي بشارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق