في مدح خير البرية
للأديب والشاعر مولاي عبد الكريم الوزاني
على نهج متن البردة للإمام البوصيري
***************************************فَمِـنْ تَـــذَكُّــرِ خِـــلاَّنٍ بِـــذِي سَـــــــــلَـم ِ*** تَفَـــــجّرَ الْحُبّ فيِ أعْمَاقِ عُمْقِ دَمِيإلَـــيْهِـمُ الْـــــحُـبّ كُـلّ الْـــحُـبِّ وَالَـهَفِي*** عَلَــــى عَمِـيدٍ لِوَصْلِ الظَّاعِنِينَ ظَمِيفَهُمْ سَـــــبِيـلِي إلَى رُشْــدِي وَقَـــبْـــلَـهُم***ُ كَانَ اهْتِدَائِي إلى دَرْبِ الرَّشَادِ عَمِــيلَمْ يُعْــــرَفِ الْكَـنَفُ الْحَـانِي لِغَــــيْرِهِـــم ُ*** وَلاَ أَطَاحَ بِـــرُوحِـي عَـاصِفُ السَّــأمِوَمَعَّهُمْ مَا اشْتَــــكَى جُوعِي إلَى ظَمَــإي*** وَلا أَحَـــــسَّ فُـــؤَادِي بِالطَّوَى الشَّبِمِقَـــــوْمٌ سَــــــوَاسـيَّةٌ تُــــنْمَى أُصُــولُهُمُ*** لِخَــــيْرِ أَشْــرَفِ مَبْــــعُوثٍ إِلى الأُمَمِكَــــــأَنَّــــنِي فيِ حِــــمَـــــاهُمْ سَـيِّدٌ وَهُم ُ*** فيِ كِـــــبْرِيَاءِ أُسُــودِ الْغَابِ وَالأَجَمِفيِ جَـــنَّـــةٍ جَادَهَا غَــــيْـثٌ بِـهَاطِــلِــــةٍ*** فَاخْضَــرَّ مِنْــهَا فَسِيحُ السَّفْحِ وَالأَكَمِفَـمَا اتَّـــــصَـلْتُ بِــهِمْ حَـتَّى انْقَطَعْتُ لَهُمْ*** لأَنّـنِي مِنْــــــهُمُ فيِ بُــــــــؤْرَةِ الرَّحِمِإِلَــــــــيْهِمُ حَــجَّتِ الأَجْنَاسُ مَزْهُـــــــوَّة*** بِسَـــــــــيِّدِ الْكَائِنَاتِ الْعُرْبِ وَالْــعَجَـمِأَكُــــلَّمَا اشْـــتَـاقَ وُجْـدَانِي لِــــــرَوْضَتِهِ*** قَدْ خِــــلْــتُــنِي عَبَقاً مِنْ سَاكِنِ الْحَرَمِشَــــابَ الــــزَّمَانُ وَمَــا شَـابَتْ مَــخَايِلُهُ*** وَلاَ اعْتَــــرَتْهَا سِمَاتُ الْعَـجْزِ وَالْهَرَمِحُسْــنُ الْخَـــلِيقَةِ " مَجْــلُوبٌ بِتَطْرِيَةٍ "*** وَكُـــــلُّهُ وَرَمٌ يَفْـــــــــضِي إلَى الْوَرَمِوَحُسْــــــــــــنُهَا آيَةُ الآيَــــاتِ قَدْ قَبَسَتْ*** جِمَاعَ ما فيِ الْـوَرَى مِنْ أَكْـرَمِ الشِّيَمِفَالـــــضِّــدُّ لِلــــضِّـــدِّ تَـــعْرِيفٌ وَتَـفْرِقَةٌ*** كَمَا يُفَــــــــرَّقُ بَيْـــنَ النّطْقِ وَالْبَكَــمِفَمَـا تُسَـــــاوِي دُمُوعُ الْعَــيْــنِ بُؤْبُـؤهـا*** وَهَلْ يُقَــاسُ طَوِيـــلُ الْقَـــدِّ بِالْقَــــزَمِنِصْـفُ الْحَــقِيـقَةِ فيِ سَــعْــدٍ وَفيِ فَــرَحٍ*** وَنِصْفُـــــهَا رَاهِـنٌ فيِ الْحُزْنِ وَالأَلَـمِ كَمْيَكْشِفُ الْكَوْنُ عَنْ زَيْفٍ وَعَنْ مِقَــــةٍ*** ما السَّــــمْعُ يَرْفُـضُهُ بِالْوَقْرِ وَالصَّمَمِإلاَّ كَــــلاَمُ رَسُولِ اللهِ يُـــــــــسْـعِـفُـــنَـــا*** بِصَـائِبِ الـرَّأْيِ وَالتَّــــدْبِيرِ وَالْكَـلِــــمِمَنْ قَــــــوْلِهِ رَتعَــــــــتْ أَرْوَاحُـــنَا جَذَلاً*** كَالــــرِّيمِ يَــرْتَعُ بَـــــيْـنَ الْبَانِ وَالْعَنَمِلاَ الـرَّمْلُ وَالظَّـــمَـأُ الضّارِيّ يَمْنَعُ مِنْ*** تَــبــَرْعُمِ الـــزَّهَرِ الْوَرْدِيِّ فيِ الأَكَــمِهُــوَ الدَّلِـــــيلُ الــــذِي مَا ضَــــلَّ رَائِـدُهُ*** فيِ فُسْـــحَةِ السَّهْلِ أَوْ فيِ قِمَّةِ الْعَلَمِفَمِــــــــنْهُ إيمَـــــــانُنَا بِالْـمَجْدِ قَـدْ عَبَقَتْ*** أَسْـــــفَارُهُ وَبِطِــــيبِ الْعَــزْمِ وَالشَّمَمِصَــلَّى عَـلَيْهِ إِلَهُ الْكَـــــوْنِ مَا سَطَعَــــتْ*** شَــمْسٌ عَلَى شَاهِقِ الأَسْوَارِ وَالْقِمَـمِشَــــرِيعَةُ اللهِ لاَ تَــنْــفَــكُّ تَـــــــــــكْلَـؤُنَا*** بِحِـــفْـــظِهِ وَبِــــسَــامِي الْعَزْمِ وَالْقِيَمِمَــا سَــادَ دَاعِــيَــةٌ لِلْــــــحَــقِّ دَعْــوَتَهَا*** وَلاَ تَـــرَقَّــــتْ إِلَـــيْهَا هِـــمَّـةُ الْهِمَــمِيُـــبْـــدِي الْــعَـــدُوّ إِلَــيْهَا الشَّرَّ مُسْتَعِـراً*** مِـنْ حَــيْــثُ تُــلْقِي إِلَيْهِ الْخَيْرَ بِالسَّلَمِلَـــوْلاَ مصَابــــِيـــــحُ دِينِ اللهِ مَا سَطَعَتْ*** أَنْـوارُ فِــكْــرٍ بِــــحَـدِّ اللَّـــوْحِ وَالْقَلَـمِاللهُ عَــــــظَّـــــمَ بِالإِسْـــــــلاَمِ حُــرْمَتَـهَا*** فَــكُـــلّ أَعْوَامهَا كَالأَشْهُرِ الْحُـــــــرُمِيَا سَــيِّــدِي بِــكَ نُــــــورُ الْــحَقِّ مُؤْتَلِـقٌ*** أَزْرَتْ أَشِـــعَّــــــتُـــهُ بِالزّورِ وَالظُّــلَمِفـَـكَــيْـفَ يَــــسْـــــلُو مُــحِبّ إِنْ أَلَــمَّ بِـهِ*** شَــوْقٌ إِلَى اْلِخدْنِ كَالْبُرْكَانِ فيِ الضَّرَمِأَلَـــيْـــــسَ أَنَّـــــهُ مِــــنْ عَـدْنَانَ مَحْتِـدُهُ*** وَمِنْ مــنَـازِعِ أُولي الْـــجُـودِ وَالْكَـرَمِأَلَـــــــيْـــــــسَ أَنَّـــــــهُ مَـــوْعُودٌ بِجَنَّتِهِ*** نَــعِــيــمُـهَا أَبَـداً يَــــدْعُو إِلَى النَّهَـــمِهُوَ الـــــــنَّــــبِـــــيّ خِـتَامُ الرُّسْــلِ بِعْثَتُهُ*** قَدْ شُــرِّعَتْ عِنْدَ بَدْءِ الدَّهْرِ فيِ الْقِدَمِيَا سَــــــــــيِّدِي إِنَّ لِي فيِ صَرْحِ جَنَّتِكُـمْ*** إِقَــــــــامَــــــــةً وَسَطَ الآلاَءِ وَالنّــِعَمِأَشْـــــــدُو بِهَا وَرَبَـــــــابِي مُشْرِقٌ جَـذِلٌ*** يَــــهُـــــزُّهُ اللَّحْنُ بَيْنَ الشَّدْوِ وَالنَّغَــمِوَلَـــــــــــــــــسْتُ كَالطَّيْرِ إلاَّ فيِ تَهَجُّـدِهِ*** يُشْـــــفَى السَّــقِيمُ بِهِ مِنْ عِـلَّةِ السَّقَمِأَنَــا شَــــبِـــــيــــهٌ بِــهِ فِـــيمَا يَعِيـشُ لَهُ*** أَعْــــــلَى الإِقَـامَةِ شَأْناً قِمــــــَّةُ الْقِمَمِشَــخْــصَــانِ فيِ البُـــوصِـرِيِّ أَنَّــهُ عَلَمٌ*** وَأَنَّــــــهُ فيِ سَــــخَــاءِ الْـمَدْحِ كَالدِّيَمِفَمَـــــا بَــلَــغْــتُ رَفِــيعَ الْــمَــدْحِ شَأْوَكُم ***ُ الْـــــجُـــودُ جُـودٌ وَفَضْلُ الْحُكْمِ لِلْحَكَــم
مَــوْلايَ صَــلِّ وَسَـــلِّمْ دَائـماً أبَـــــــداً*** عَلَى حَبِــيبِكَ خَــيْرِ الخَــلْقِ كُلِّهِـــمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق