الاثنين، 11 نوفمبر 2013

في مدح خير البرية - للأديب والشاعر الشريف مولاي عبد الكريم الوزاني

في مدح خير البرية
للأديب والشاعر مولاي عبد الكريم الوزاني 
 على نهج متن البردة للإمام البوصيري
***************************************
 فَمِـنْ تَـــذَكُّــرِ خِـــلاَّنٍ بِـــذِي سَـــــــــلَـم ِ*** تَفَـــــجّرَ الْحُبّ فيِ أعْمَاقِ عُمْقِ دَمِي
 إلَـــيْهِـمُ الْـــــحُـبّ كُـلّ الْـــحُـبِّ وَالَـهَفِي*** عَلَــــى عَمِـيدٍ لِوَصْلِ الظَّاعِنِينَ ظَمِي 
فَهُمْ سَـــــبِيـلِي إلَى رُشْــدِي وَقَـــبْـــلَـهُم***ُ كَانَ اهْتِدَائِي إلى دَرْبِ الرَّشَادِ عَمِــي 
لَمْ يُعْــــرَفِ الْكَـنَفُ الْحَـانِي لِغَــــيْرِهِـــم ُ*** وَلاَ أَطَاحَ بِـــرُوحِـي عَـاصِفُ السَّــأمِ
 وَمَعَّهُمْ مَا اشْتَــــكَى جُوعِي إلَى ظَمَــإي*** وَلا أَحَـــــسَّ فُـــؤَادِي بِالطَّوَى الشَّبِمِ 
قَـــــوْمٌ سَــــــوَاسـيَّةٌ تُــــنْمَى أُصُــولُهُمُ*** لِخَــــيْرِ أَشْــرَفِ مَبْــــعُوثٍ إِلى الأُمَمِ 
كَــــــأَنَّــــنِي فيِ حِــــمَـــــاهُمْ سَـيِّدٌ وَهُم ُ*** فيِ كِـــــبْرِيَاءِ أُسُــودِ الْغَابِ وَالأَجَمِ 
فيِ جَـــنَّـــةٍ جَادَهَا غَــــيْـثٌ بِـهَاطِــلِــــةٍ*** فَاخْضَــرَّ مِنْــهَا فَسِيحُ السَّفْحِ وَالأَكَمِ 
فَـمَا اتَّـــــصَـلْتُ بِــهِمْ حَـتَّى انْقَطَعْتُ لَهُمْ*** لأَنّـنِي مِنْــــــهُمُ فيِ بُــــــــؤْرَةِ الرَّحِمِ 
إِلَــــــــيْهِمُ حَــجَّتِ الأَجْنَاسُ مَزْهُـــــــوَّة*** بِسَـــــــــيِّدِ الْكَائِنَاتِ الْعُرْبِ وَالْــعَجَـمِ 
أَكُــــلَّمَا اشْـــتَـاقَ وُجْـدَانِي لِــــــرَوْضَتِهِ*** قَدْ خِــــلْــتُــنِي عَبَقاً مِنْ سَاكِنِ الْحَرَمِ 
شَــــابَ الــــزَّمَانُ وَمَــا شَـابَتْ مَــخَايِلُهُ*** وَلاَ اعْتَــــرَتْهَا سِمَاتُ الْعَـجْزِ وَالْهَرَمِ 
حُسْــنُ الْخَـــلِيقَةِ " مَجْــلُوبٌ بِتَطْرِيَةٍ "*** وَكُـــــلُّهُ وَرَمٌ يَفْـــــــــضِي إلَى الْوَرَمِ 
وَحُسْــــــــــــنُهَا آيَةُ الآيَــــاتِ قَدْ قَبَسَتْ*** جِمَاعَ ما فيِ الْـوَرَى مِنْ أَكْـرَمِ الشِّيَمِ 
فَالـــــضِّــدُّ لِلــــضِّـــدِّ تَـــعْرِيفٌ وَتَـفْرِقَةٌ*** كَمَا يُفَــــــــرَّقُ بَيْـــنَ النّطْقِ وَالْبَكَــمِ 
فَمَـا تُسَـــــاوِي دُمُوعُ الْعَــيْــنِ بُؤْبُـؤهـا*** وَهَلْ يُقَــاسُ طَوِيـــلُ الْقَـــدِّ بِالْقَــــزَمِ
 نِصْـفُ الْحَــقِيـقَةِ فيِ سَــعْــدٍ وَفيِ فَــرَحٍ*** وَنِصْفُـــــهَا رَاهِـنٌ فيِ الْحُزْنِ وَالأَلَـمِ كَمْ 
يَكْشِفُ الْكَوْنُ عَنْ زَيْفٍ وَعَنْ مِقَــــةٍ*** ما السَّــــمْعُ يَرْفُـضُهُ بِالْوَقْرِ وَالصَّمَمِ 
إلاَّ كَــــلاَمُ رَسُولِ اللهِ يُـــــــــسْـعِـفُـــنَـــا*** بِصَـائِبِ الـرَّأْيِ وَالتَّــــدْبِيرِ وَالْكَـلِــــمِ
 مَنْ قَــــــوْلِهِ رَتعَــــــــتْ أَرْوَاحُـــنَا جَذَلاً*** كَالــــرِّيمِ يَــرْتَعُ بَـــــيْـنَ الْبَانِ وَالْعَنَمِ 
لاَ الـرَّمْلُ وَالظَّـــمَـأُ الضّارِيّ يَمْنَعُ مِنْ*** تَــبــَرْعُمِ الـــزَّهَرِ الْوَرْدِيِّ فيِ الأَكَــمِ 
هُــوَ الدَّلِـــــيلُ الــــذِي مَا ضَــــلَّ رَائِـدُهُ*** فيِ فُسْـــحَةِ السَّهْلِ أَوْ فيِ قِمَّةِ الْعَلَمِ
 فَمِــــــــنْهُ إيمَـــــــانُنَا بِالْـمَجْدِ قَـدْ عَبَقَتْ*** أَسْـــــفَارُهُ وَبِطِــــيبِ الْعَــزْمِ وَالشَّمَمِ 
صَــلَّى عَـلَيْهِ إِلَهُ الْكَـــــوْنِ مَا سَطَعَــــتْ*** شَــمْسٌ عَلَى شَاهِقِ الأَسْوَارِ وَالْقِمَـمِ
 شَــــرِيعَةُ اللهِ لاَ تَــنْــفَــكُّ تَـــــــــــكْلَـؤُنَا*** بِحِـــفْـــظِهِ وَبِــــسَــامِي الْعَزْمِ وَالْقِيَمِ
 مَــا سَــادَ دَاعِــيَــةٌ لِلْــــــحَــقِّ دَعْــوَتَهَا*** وَلاَ تَـــرَقَّــــتْ إِلَـــيْهَا هِـــمَّـةُ الْهِمَــمِ
 يُـــبْـــدِي الْــعَـــدُوّ إِلَــيْهَا الشَّرَّ مُسْتَعِـراً*** مِـنْ حَــيْــثُ تُــلْقِي إِلَيْهِ الْخَيْرَ بِالسَّلَمِ 
لَـــوْلاَ مصَابــــِيـــــحُ دِينِ اللهِ مَا سَطَعَتْ*** أَنْـوارُ فِــكْــرٍ بِــــحَـدِّ اللَّـــوْحِ وَالْقَلَـمِ 
اللهُ عَــــــظَّـــــمَ بِالإِسْـــــــلاَمِ حُــرْمَتَـهَا*** فَــكُـــلّ أَعْوَامهَا كَالأَشْهُرِ الْحُـــــــرُمِ
 يَا سَــيِّــدِي بِــكَ نُــــــورُ الْــحَقِّ مُؤْتَلِـقٌ*** أَزْرَتْ أَشِـــعَّــــــتُـــهُ بِالزّورِ وَالظُّــلَمِ 
فـَـكَــيْـفَ يَــــسْـــــلُو مُــحِبّ إِنْ أَلَــمَّ بِـهِ*** شَــوْقٌ إِلَى اْلِخدْنِ كَالْبُرْكَانِ فيِ الضَّرَمِ
 أَلَـــيْـــــسَ أَنَّـــــهُ مِــــنْ عَـدْنَانَ مَحْتِـدُهُ*** وَمِنْ مــنَـازِعِ أُولي الْـــجُـودِ وَالْكَـرَمِ 
أَلَـــــــيْـــــــسَ أَنَّـــــــهُ مَـــوْعُودٌ بِجَنَّتِهِ*** نَــعِــيــمُـهَا أَبَـداً يَــــدْعُو إِلَى النَّهَـــمِ 
هُوَ الـــــــنَّــــبِـــــيّ خِـتَامُ الرُّسْــلِ بِعْثَتُهُ*** قَدْ شُــرِّعَتْ عِنْدَ بَدْءِ الدَّهْرِ فيِ الْقِدَمِ
 يَا سَــــــــــيِّدِي إِنَّ لِي فيِ صَرْحِ جَنَّتِكُـمْ*** إِقَــــــــامَــــــــةً وَسَطَ الآلاَءِ وَالنّــِعَمِ
 أَشْـــــــدُو بِهَا وَرَبَـــــــابِي مُشْرِقٌ جَـذِلٌ*** يَــــهُـــــزُّهُ اللَّحْنُ بَيْنَ الشَّدْوِ وَالنَّغَــمِ 
وَلَـــــــــــــــــسْتُ كَالطَّيْرِ إلاَّ فيِ تَهَجُّـدِهِ*** يُشْـــــفَى السَّــقِيمُ بِهِ مِنْ عِـلَّةِ السَّقَمِ 
أَنَــا شَــــبِـــــيــــهٌ بِــهِ فِـــيمَا يَعِيـشُ لَهُ*** أَعْــــــلَى الإِقَـامَةِ شَأْناً قِمــــــَّةُ الْقِمَمِ
 شَــخْــصَــانِ فيِ البُـــوصِـرِيِّ أَنَّــهُ عَلَمٌ*** وَأَنَّــــــهُ فيِ سَــــخَــاءِ الْـمَدْحِ كَالدِّيَمِ 
فَمَـــــا بَــلَــغْــتُ رَفِــيعَ الْــمَــدْحِ شَأْوَكُم ***ُ الْـــــجُـــودُ جُـودٌ وَفَضْلُ الْحُكْمِ لِلْحَكَــم 

 مَــوْلايَ صَــلِّ وَسَـــلِّمْ دَائـماً أبَـــــــداً*** عَلَى حَبِــيبِكَ خَــيْرِ الخَــلْقِ كُلِّهِـــمِ  

ليست هناك تعليقات: