السبت، 30 نوفمبر 2013

عتبة الصحراء - شـعر خليل الوافي

عتبة الصحراء 

 الشاعـرخليل الوافي
أطلقت سهام الهوى،
في ما هوى.
جرح الفؤاد؛
مذ متى إكتوى،
ظل نصله في غمده.
يتحسس جرح الماء،
عن قطرة الندى.
ما بكى القلب،
وما تحسرا.
لمت اللئيم،
عن شماتة خاسر.
من رأى منها حسنا،
غابت عنه بصيرة المنتهى.
إهتتزت فرائص خوفي،
من شغف الرؤى،
عهدت منها صبابة،
لاحت...
في العيون بشائرا.
تراقصت رموشها فراشات،
وانساب المياه جداولا.
هي؛روضة جنان،
أنبتت زهرا و أخضرا.
ما أخطأت نحل لغتي.
لو لا بسمة،
أطلت عن خدها،
ترسم ثغرا،
تباركه نجوم القطا.
غرقي...
بين حروف تداعت
في فمي.
لا النطق،
يمنحني غواية الهرب،
لا الصمت،
يطبق عن لساني شذى لحن،
أطرب ديوان كسرا.
أرمقها عن كثب؛
لا تراني أمام دهشتي.
يخبئ الليل،
شراشيف شرفة،
ترقب همس قمر حزين.
ينداح عن عطرها أنس محبة،
يتصبب من فتح صدر،
ما أبيض لهفي؛
حين تغيب الشمس،
عن جليس موضعي.
تركض الخيل،
نبض قلبي.
تسحب ضفائرها،
ريح غابة نخل،
ويشتد الصهيلا.
في صحراء تهجع ليلها قبيلا.
ما نسيت ضمة،
أكانت حلما أم خيالا؟
أسألها عن مواطئ قدميها؛
خلخالا كنت أسمعه،
يرن أجراس كنائس،
تدق أبوابا،
ونهرع صغارا.
أخالها تحدثني،
عن هجرة عشق.
كن حيارى،
في طرقات دربك.
توشك أن تعرفني؛
حين وقفت قريبا من جسد،
خلته ملاكا يشع نوره،
وميض سماء،
يرسل رسائل غرام،
عمرها ألف عام.
تغار مني أماكن شهدك؛
لو لا نصيبا،و اعتذارا.
ما كنت تائها في شعاب الأسى.
ألفح اللظى...
أماري عن صمتي صمتها.
دنوت...
لأرى،ما صبرت الدهر كله.
كان حلما قاسيا،
ترنحت برهة،
وقاومت مازحا؛
حين وجدتي في خدرها،
تنجلي عن ثوب خفيف،
أغرقني مائي في لج خصرها،
أرخت شعرها،
ليل طويل يشرب خمرا معتقا.
ما أدراني بما أرى،
مشدودا ألمح ثغرها،
شاردا في عبق حلمها،
أتوسد حجرها دهرا،
لا أبرح عن عرشها،
عبدا صغيرا،
أسرق عن صوتها،
مسام لغتي.
أرى في عينيها،
كحل ليلها البهي،
قصائد عطشي.
احتوتني غروبا دافئا،
أرشف عن كأسها ظمئي.
أدخل في غيبوبة ثملا،
لا أفيق،
إلا على وقع شفتينا،
تعصران زمن القوافل؛
وهي؛
تراوغ تفاحة الوقت.

خليل الوافي

ليست هناك تعليقات: