الاثنين، 30 ديسمبر 2013

أمير الشـعـراء - شعــر فايز ابوجيش

أميرْ الشعراءْ
الشاعــر فايز ابوجيش 
انثرْ ورودكَ وانظمها كقافيةٍ.. .. تُعَطِّرُ الشّعرَ أنفاساً فيأتلقُ
واغزلْ حروفكَ وانسجها معلقةً. .. ماصاغها شاعرٌ مثلي ولا لبقُ
الحرفُ فيها إذا ما شعَّ منْ ألقٍ.. ..يشعُّ حباً وفي الحالينِ يحترقُ
كمْ عُمْتُ صبَّاً بحورَ الشّعرِ منْ صغري. ..وغصتُ غرَّاً وفيها الفُحْلُ قدْ غرقوا
وجُبْتُ وعْرَاً وأقفاراً وأوديةً.. .. ما عاقني تعبٌ أو همَّني قَلَقُ
أو زارني وَهَنٌ في نسجِ قافيتي.... أو صابني مللٌ أو مسَّني أرَقُ
إني أبو الشّعرَ بلْ إني لسيِّدُهُ.... إنْ ما هممْتُ بقرض ِ الشّعرِ يندفقُ
إنْ ما همَمْتُ بلفظِ الحرفِ أعْتِقُهُ.... كالفجرِ يغدو مضيئاً حينَ ينعتقُ
كنهرِ سِحْرٍ يفيضُ الشِّعْرُ منْ شفتي....فالسحْرُ مني ومني الشّعرُ ينبثقُ
قالوا سجينٌ وفي الأوزانِ معتَقَلٌ .... لم يعلموا انني حرٌ بها طَلِقُ
لمْ يعلموا أنني لو قلتُ قافيةً .... أهجو بها الصخرَ تلقى الصخرَ ينفَلِقُ
أو إنْ وصفتُ زهورَ الروضِ أمدحُها.... تجني الزهورُ الشذى مني بها عبَقُ
أو إنْ رثيتُ الصبى في عاجزٍ كهِلٍ .... يرتَدُّ صبَّاً بنارِ الحبِّ يحْتَرِقُ
أو أنني راغبٌ في نظمِ ملحمةٍ .... لاسْتُهْلِكَ الحرفُ والأقلامُ والورقُ
فالشِّعرُ بحرٌ وبحري دائماً طَفِحٌ.... إنْ شئتَ درَّاً ترى والؤلؤ البَرِقُ
شعري مدينةُ أحلامي وحاكمها .... حرفي وشعبي بها الريحانُ والحَبَقُ
شعري بلادي وبيتي البدرُ مؤتلقٌ....والشمسُ زوجي وإبني الأكبرُ الغسقُ
قدْ باركتني ربا حورانُ فانهمرَتْ....أمطارُ شعري وغيري خلبٌ برقوا
حورانُ صبراً فما قلبي بمحتملٍ ....شوقاً اليكِ ولا الأجفانُ تنغلِقُ
لي فيكِ ماضٍ قديمِ العهدِ أذكُرُهُ.... مذْ كنتُ طفلاً ولي منْ طيبكِ الخُلُقُ
حورانُ صبراً أما في جاسمٍ فَحْلٌ.... على يديهِ رموزُ الشٌعرِ قدْ خُلِقوا
إنْ قالَ شعراً أبو تمَّامَ تحسبُهُ.... عينُ اليقينِِ وهلْ في العينِِ لانثقُ
حورانُ صبراً تُرَى مازلتِ ساليةً .... يومَ التقينا وكانَ الثالثُ الشفَقُ
يومَ التجأتُ الى اليرموكِ يسبقني.... ابنُ الوليدِ وسيفٌ قاطعّ رَشِقُ
يومَ التجأتُ إلى بصرى وقلعتها.... فيها الضياءُ يميلاد الهدى ألقُ
حتى كأني أرى يافا تُقبِّلُها .... درعا وتمسحُ عنْ أردانها الحَنَقُ
مثلُ الرسولِ لدينِ اللهِ معْتَنِقٌ .... الشّعرُ عندي ودينُ اللهِ أعتنقُ
قدْ أسمعَ الشّعرُ قبلي من بهمْ صممٌ.... لِحُسْنِ شعّريَ كلُّ البكْمِ قدْ نطقوا
فايز ابوجيش / 2003

ليست هناك تعليقات: