الاثنين، 13 يناير 2014

نظم الدررْ - في سيرة خير البشرْ - الشاعر فايز ابوجيش

بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف كل عام وانتم بخير 
نظم الدررْ - في سيرة خير البشرْ
 الشاعر فايز ابوجيش

وُلِدَ الأمينُ فشعَّتْ الأنوارُ .....وتوشَّحتْ منْ حُسنهِ الاقمارُ
وتكحَّلتْ هُدُبُ الظلامِ بنورهِ.....فَتَعجَّبَ الإشراقُ والأسحارُ
وتوسَّدَتْ كَبِدُ السماءِ لآلئاً .....وتلحَّفتْ شمسَ الضحى الأشعارُ
وتعطَّرتْ بالمسكِ مكَّةَ والمنى ..... وتزيَّنتْ من فيضهِ الأزهارُ
وتكلَّلتْ هضباتُ يثربَ نرجساً..... فتراقصَ المنثور والنوَّارُ
وتنفَّستْ عبقُ الحياةِ حدائقٌ .....وترنَّمتْ من ذكرهِ الأطيارُ
في مولدِ الهادي الأمينِ تمايلتْ.....وتهلَّلتْ بالقادمِ الأشجارُ
وترنَّحَ البدرُ المنيرُ مداعباً..... كفَّ الأمينِ كذلكَ الأفكارُ
قدْ شبَّ احمدُ واليقينُ رجاؤهُ..... ادراكُ من لاتدركُ الأبصارُ
إذْ هامَ في سهلِ الحجازِ ونجدها.....سكناهُ غارٌ والجبالُ ديارُ
كهفٌ يُطلُّ النور من جنباتهِ.....يأوي اليهِ المجتبى لعمارُ
في الغارِ في الكهفِ الشريفِ محمدٌّ.....متفكراً في الكونِ كيفَ يُدارُ
فيهِ انجلتْ سُحُبُ الظلامِ وأشرقتْ ..... حول الحبيب المصطفى أنوارُ
فاسعدْ بكونكَ ياغويرُ مباركاً .....حينَ اصطفاكَ نبينا المختارُ
فيكَ الأمينُ أقامَ ليلهُ خاشعاً .....متسائلاً كيفَ النفوسُ تُثارُ
متأملاً كُنْهَ الوجودِ وسرِّهِ ..... الِكَوكَبٍ فيما يُنيرُ مدارُ
وسماؤنا من قد اضاء نجومها ..... وهلالنا والمشرقاتُ نهارُ
وخريفنا وشتاؤنا وربيعنا .....وزهورهُ الحمراءُ والأمطارُ
عن كلِّ مافي الكونِ من ذا صاغهُ ..... ذاكَ المميتُ القادرُ القهَّارُ
إذْ فجأةً غطَّى السماءَ ضياؤهُ..... نورُ العُلا أم في البسيطةِ نارُ
ويجيءُ جبريلُ الامينَ مبشراً ..... ومهنِّئاً ممنْ تُرَى الأخبارُ
منْ خالقِ الكونِ الفسيحِ ومنْ بهِ ..... ممنْ تُعَزُّ بذكرهِ الأمصارُ
اقرأ محمَّدُ قالَ لستُ بقارئٍ ..... فتلى عليهِ الآيةُ المطهارُ
فاغرورقت عين الحبيبِ بدمعها ..... متضرعاً والمغرقاتُ بحارُ
سبحانَ منْ رفعَ السماءَ بفلكها ..... سبحان من رصختْ لهُ الأقدارُ
سبحانَ منْ خلقَ الحياةَ ومن بها..... سبحانَ منْ شخصتْ لهُ الأنظارُ
ومضى رسول الله يسعى خائفاً ..... والخوفُ من ربِّ العبادِ وقارُ
أنْ دثريني ياخُديجُ وغطِّني ..... قدْ جاءني من خالقي الإشعارُ
قدْ جاءني خيرُ الملاكِ مبلِّغاً ..... ختمُ النبوةِ في يديه سوارُ
فاستقبلتهُ الروحُ فيها وكفُّها..... قدْ دثَّرَتهُ وما كفاهُ دثارُ
قالتْ حبيبي لاتخفْ واهدأ ترى ..... كلُّ الذي يأتيكَ منهُ فخارُ
كلُّ الذي يأتيكَ منهُ ممجدٌ ..... ومباركٌ لمْ يُأتَهُ الأخيارُ
لمْ يؤْتِهِ الرحمنُ غيرَ محمَّدٍ..... خيرُ البريةِ من سواهُ خيارُ
وتُكَفكفُ الزوجُ الطهورُ دموعها..... قلْ يابنَ نوفلَ ماعساهُ يصارُ
ويجيبُ ورقةُ واثقاً مما يقلْ..... وكلامُ ورقةَ ماعليهِ غُبارُ
أنْ بشِّري المحمودَ خيراً واحذري..... أنْ يعلمَ الكهَّانُ والأحبارُ
ومضتْ خديجةُ خافقاً في صدرها ..... قلبٌ كأنَّهُ في الحشى موَّارُ
وخطتْ تهرول للأمينُ يمينها..... ثوبُ الطهارةِ والعفافُ
يسارُ
هذي خديجةُ آيةُ الطهر التي ..... تهوي على اعتابها الأبكارُ
شرفٌ رفيعٌ عطرها ولباسها...... بُرْدُ الكرامةِ والاباءُ ازارُ
والكبرياءُ حلِّيها وحجابها..... خُلُقٌ تشبَّثَ بالشموخِ خمارُ
فافعل محمّدُ ما أمرتَ فانني .... في راحتيكَ لخاتمٌ وسوارُ
ويبيتُ يدعو خفيةً أصحابهُ ..... متحلقينَ صغارهم وكبارُ
هذا عليٌ والزبيرُ ومصعبٌ ..... حولَ الرسولِ وياسرٌ وضرارُ
وصديقهُ الصدِّيقُ يجلسُ قربهُ...... عقدٌ فريدٌ لؤلؤٌ ومحارُ
يدعونَ للدينِ الجديد تراحماً...... في ندوةٍ فيها الوئامُ حوارُ
ونهى لسمعِ الجاهلينَ حديثهم..... هاجوا وماجوا واستباحوا وثاروا
إنَّ ابنَ عبدالله يدعو زمرةً..... صبأتْ وفينا قادةٌ شطَّارُ
هذا محالٌ أن يصيرَ وبيننا ..... كبشٌ جهولٌ فاسقٌ نهَّارُ
قالوا صهٍ هذا الكلامُ لساحرٍ.... أو شاعرٍ ماهكذا الأشعارُ
عادوهُ جهلاً شابهمْ وتعصُّباً..... هل يعتري وجهَ الشموسِ غُبارُ
سحقاً لهمْ لايفقهونَ كأنهمْ ..... حُمُرٌ وتُحْمَلُ فوقهمَ آسفارُ
صاغوهُ من طينِ الحجازِ الههمْ...... هلْ يُعبدُ الصلصالُ والفخَّارُ
ربَّاهُ ارحمْ زلتي وخطيئتي.... واغفرْ لعاصٍ إنكَ الغفَّارُ
واغسلْ بماءِ الصفحِ قلبيَ كلَّما .... حلَّتْ بهِ الآثامُ والأوزارُ
واعفو عنِ العبدِ الفقيرِ تكرماً .... واستر علينا إنكَ الستَّارُ
فالعفو من شيمِ الكريمِ الهنا.... أنتَ الكريمُ القادرُ الجبَّارُ
أنتَ المعزُّ والمذلُّ والغني..... أنتَ المجيبُ إذا دعى الأبرارُ
أنتَ السميعُ والعليمُ بأمرنا.... أنتَ الرجى إنْ زمجرَ الإعصارُ
والحمد لله رب العالمين
فايز ابوجيش /١٩٩٩

ليست هناك تعليقات: