الخميس، 6 مارس 2014

الناشط الحقوقي الصحراوي مصطفى سلمى في حوار (خاص لموقع تايمة24)

الناشط الحقوقي الصحراوي مصطفى سلمى في حوار(خاص تايمة24)
" كان اخواننا الصحراويون يعتبرون نعتهم بالمحتجزين دعاية مغربية و لكن اليوم غالبيتهم صاروا يقرون بهذه الصفة كنعت للوضع الذي يعيشون فيه"
تايمة24: كيف تقيمون وضعية إخواننا المحتجزون بمخيمات الحمادة؟ 
مصطفى سلمى: كان اخواننا الصحراويون يعتبرون نعتهم بالمحتجزين دعاية مغربية و لكن اليوم غالبيتهم صاروا يقرون بهذه الصفة كنعت للوضع الذي يعيشون فيه.
ففي سنوات السبعينات و الثمانينات وحتى نهاية التسعينات كانت المخيمات مغلقة بالكامل. ﻻ توجد فيها تغطية للهاتف و القناة التلفزية الموجودة هي القناة الجزائرية ومصادر اﻻخبار هي قيادة الجبهة. كان حتى التنقل بين مخيم و آخر ﻻيتم اﻻ برخصة من سلطات المخيم اما رخصة التنقل خارج المخيمات الى موريتانيا او المدن الجزائرية فكان اكبر جائزة يمكن ان يتحصل عليها شخص هناك وقليلون من يظفروا بها. كانت العائلة في المخيمات ﻻ تجتمع كاملة اﻻ بعد سنوات. فالرجال يذهبون الى الحرب وجوبا. وﻻ يرى المقاتل اسرته خﻻل السنة اﻻ مدة 45 يوما متقطعة 15 يوما كل اربعة اشهر وبعضهم 20 يوم كل ستة اشهر. اﻻطفال كانوا يرسلون من مستوى السنة الخامسة تبتدائي للدراسة بعيدا عن اسرهم في مدارس داخلية خارج المخيمات وغالبيتهم يرسل للدراسة في ليبيا والمدن الجزائرية الداخلية و كوبا. فالدارس في الجزائر يزور اسرته في عطلة الصيف بينما في ليبيا فيزور بعد سنتين و الدارس في كوبا ﻻ يعود حتى يكمل دراسته. وقد ﻻ يتصادف ان تلتقي عطلة الوالد باوﻻده اﻻ بعد سنوات. اذا اضفت الى هذا الوضع ما ذكرته اعﻻه من عدم وجود خدمة هاتف للتواصل بين افراد العائلة المشتتة. فان السلطة بالتاكيد مرتاحة ﻻنه في المخيمات ﻻ يوجد ما يزعجها ولديها (رهائن) من كل عائلة في كل مكان.وفي داخل المخيمات اطلق العنان لجهاز اﻻمن العسكري ليبطش كيفما شاء وشاع في عقد المخيمات اﻻول اختفاء اﻻشخاص دون ان يستطيع احد معرفة مصيرهم والسؤال عن المختفين يعد جرما في حد ذاته. لكن مع بداية اﻻلفية وصلت تغطية الهاتف المحمول الى المخيمان وان بشكل ضعيف. وبدات صحون الباربول تﻻحظ في سماء المخيمات. وبدات هجرة حملة الشهادات و من وجد سبيﻻ للحصول على جواز سفر الى اسبانيا. وكانت بداية انفتاح سكان المخيمات على محيطهم. ولم تعد اليات الضبط القديمة متوافقة مع الوضع الجديد وتدريجيا بدا اﻻنسان في المخيمان يقارن وضعه مع محيطه ويكثر عدد الشباب خريجي الجامهات والمعاهد. ومع توقف الحرب تفرغ غالبية الرجال. و منحت السلطات اﻻسبانية للصحراويين الذين كانوا يعملون مع الجيش والبوليس اﻻسباني حقوقهم التي لم تستوفى بسبب سرعة خروج اﻻدارة اﻻسبانية من اﻻقليم. خلقت هذه الحقوق و اﻻمتيازات التي توفرها السلطة للمقربين و المشتغلين بها حراكا تجاريا وفوارق بين العائﻻت لم تكن موجودة زمن الحرب. وبدا كل يبحث عن مصادر لمدخول اسرته يدعم المواد التي تقدم في اطار الدعم اﻻنساني. هذا الوضع حرر الصحراويين في المخيمات. و كان من اول نتائج هذا التحرر ان بدا بعض الصحراويين يعودون الى وطنهم . عودة تحولت تدريجيا الى هجرة خاصة على مستوى الشباب بلغت ذروتها في 2010 مما اجبر السلطات الجزائرية وقيادة البوليساريو الى سياسة الحصار من جديد عبر اﻻحزمة الرملية و الثكنات العسكرية وتكثيف نقاط المراقبة و تجفيف منابع تعيش الصحراويين من تجارة حتى تعود حياتهم معتمدة على المساعدات اﻻنسانية و بالتالي ارتباط تام بالبوليساريو و المخيمات. هذا طبعا مع القيود المفروضة على الﻻجئين الصحراويين خﻻفا لبقية الﻻجئين في الجزائر. فالسلطات الجزائرية تمنع عليهم التنقل خارج منطقة تيندوف وتمنع عليهم العمل في شركاتها ومؤسساتها و البوليساريو تمنع حريتهم السياسية (حرية التعبير والحق في التجمع) حيث تمنع قوانين البوليساريو تشكيل الجمعيات و النقابات.هذا باﻻضافة الى اﻻنسداد السياسي وغياب اي افق للحل وبالتالي فقدان اﻻمل و طول امد المعاناة وصعوبة المنطقة الجغرافية التي تحتضن المخيمات. بخﻻصة اﻻنسان في المخيمات يعيش في ظروف طبيعية وسياسية واقتصادية وامنية صعبة و تحاصره اﻻجهزة اﻻمنية و الدعايات المغرضة و التسويف بقرب استقﻻل لن ياتي و تسويق صورة سوداء عن المكان الوحيد الذي يمكن ان يلجأ اليه حتى صورت العودة الى الوطن و كانها الذهاب الى الجحيم

تايمة24:: ما مدى تأثير إبعادكم قسرا نحو الأراضي الموريتانيا على أسرتكم بمخيمات تندوف؟
مصطفى سلمى: عندما تفقد اسرتك او تفقدك بسبب ظلم قوة قاهرة كنظام مثﻻ و تشعر بان امكانياتك الذاتية ﻻ تستطيع ان تعيد لك اسرتك او تعيدك اليها في عالم تغلب عليه المصالح اﻻقتصادية ويكون ظالمك لديه نفط و ثروات مستعد ﻻنفاقها كلها من اجل مشروعه في المنطقة الذي يراك عقبة في تحقيقه. فانك ان لم تكن قناعاتك قوية ستشعر حتما باليأس. سلواني وسلوان اسرتي ان الحق في اﻻجتماع الذي نطالب به هو اﻻصل وان العقاب الذي نتعرض له هو اﻻستثناء. وفي النهاية سيتغلب الصح على الخطأ. الصعب في الموضوع هو اﻻطفال الذين يجدون انفسهم محرومين من والدهم وﻻ يستطيع هذا الوالد تبرير عدم اجتماعه بهم او ﻻ تستطيع مداركهم الصغيرة فهم كيف تكون تحبهم وﻻ تستطيع اﻻجتماع بهم في اﻻن نفسه. و اكثر ما يخجلك في اﻻمر هو جواب السؤال الحاضر دائما متى ستاتي الينا يا ابي. ﻻ تريد ان تكذب على ابنائك و لكن جوابك لن يقنعهم طبعا.
هناك ايضا واقع ان يعيش الطفل في محيط يحرض يوميا على كراهية والده في المهرجانات العامة كما تفعل البوليساريو ضدي ويتاثر به ابنائي واقربائي في المخيمات


تايمة24: لماذا في نظركم كل هدا التعنت من المفوضية السامية لغوث اللاجئين إتجاه حقم المشروع في لم شمل عائلتكم؟
مصطفى سلمى: مفوضية عوث الﻻجئين ليست مقصرة في حقي فحسب و انما في حق جميع الﻻجئين الصحراويين فان كنت احظى ببطاقة تثبت وضعي كﻻجئ فصحراويوا المخيمات ﻻ يتوفرون على وثائق تثبت وضعهم القانوني و المفوضية تتغاضي عن حماية حقوقهم فوق التراب الجزائري رغم كثرة وقفاتهم واعتصاماتهم امام مقراتها و العالم يتفرج وﻻ يحرك ساكنا. وهناك ما هو اهم من ذلك فقرارات مجلس اﻻمن تطالب باحصاء سكان المخيمات اي تسجيلهم لدى مفوضية غوث الﻻجئين ولكن الجزائر تحول دون ذلك. اذن المشكل معي و معي اخواني في المخيمات هو ان الجزائر تقدم الرشاوى حتى يستمر وضعنا على ماهو. فﻻ تريد ان تبقينا منشغلين حتى ﻻ نفسد سياستها في المنطقة بعد ان بات واضح لها اننا صرنا واعين بمصالحنا و متعدين للتضحية في سبيلها


تايمة24: هل هناك إرهاصات لحراك صحراوي بمخيمات الحمادة بمعنى أخر لربيع صحراوي ؟
مصطفى سلمى: رعم ان الظروف المحيطة الصحراويين في المخيمات كلها تعيق تحركهم ضد الظلم الواقع عليهم تﻻ الوعي يزداد في صفوفهم. وامام جمود قيادة البوليساريو الجاثمة على صدورهم منذ قرابة 40 سنة و تمادي السلطات الجزتئرية في مصادرة حقوقهم و الضغط عليهم سيصل الوضع حتما الى حالة اﻻنفجار. و بهذه المناسبة و من خﻻلكم اوجه رسالتي الى كل اﻻعﻻميين من اجل الضغط حتى تفتح المخيمات امام الصحافة و المنظمات الدولية لحماية الصحراويين هناك ودعمهم في ان ينعموا بالحرية و الديمقراطية على غرار بقية سكان المعمورة

حاوره: الشقر عبد الرحيم

ليست هناك تعليقات: