الأحد، 23 مارس 2014

قراءة معاكسةمن واقع الحشد - سري القدوة

قراءة معاكسة من واقع الحشد
هناك فرق بين ان يذهب الشعب طوعا وبارادته وبين ان يذهب ابناء الجماعة امرا والزاما
================
سري القدوة
لابأس من عقد مقارنات احصائية من حين لآخر،ضمن موازين الحشد،والاستفتاءات الموازية على الشعبية،في ظل تعطل النظام السياسي الفلسطيني وشلل العملية الديمقراطية، لعل ذلك يرضي العديد من افراد القيادة السياسية المتنفذة هنا أوهناك "بأن" ما زلنا في حال جيد،،يطيل من زمن بقاءنا لمدد اضافية ،ولعله يرضي أيضاً العديدمن المغلوبين على أمرهم ممن لاحول لهم ولا قوة حسبما اختاروا مواقعهم ومواقفهم ،بأن يطمئنوا على أنه "لاأحد"قد التفت لقصورنا وتقاعسنا،وكفى الله المؤمنين شر القتال...ويرضي النخب السياسية والفكرية ،و"لئن" ما زلنا على تفاهة دورنا،نجد من يقرأ ويستمع لسخافاتنا ،محافظين على مكانتنا...لغة احصائية ،ومقارنات عددية سننشغل بها حيناً ،أيُنا رمز الشرعية ،خطاب المقاومة الخادع،أو السلام المضلل،ولكلٍّ في قراءة الإحصاء الحسابي للأعداد ضالته و ما يبرر منطقه ورجاحة نهجه ومسلكه،وليس مهماً ماتروجه اكاذيب الدراسات الميدانية للمنظمات الانسانية والحقوقيةلتدهور حياةالفرد والمواطن لأدنى منحدراتها القيمية والاخلاقية،الاجتماعية والاقتصادية ،وحتى السياسية ،المهم لغة الاحصاء في الحشودات الجماهيرية لهذا الفصيل او ذاك،بما يخدم مصالح المنفق السخي على الرحلات السياحية التضليلية منها والترفيهية،لن نظلم علم الاحصاء ولا منهج المقارنة العلمي،لأنه خارج القراءات الرقمية الحسابية ،هنالك قراءات تحليلية ،تقف خلف اهميته كعلم،بما تمنحنا من ترجمة حقيقية للأرقام ،نعم ،المقارنة ستكون ظالمة بين مهرجان حركة حماس وما انفق عليه من دعاية وتمويل وحشد والزام وتعطيل للمؤسسات الرسمية وبين مهرجان حركة فتح في ذكرى الانطلاقة ،الذي عبر عن الشكل العفوي والحب الفطري والانتماء الغريزي الذي اكسبته سنوات الظلم المتعدد رسوخاً الى رسوخ ،وثباتاً الى ثبات، وقوةً رغم ما ارادوه له من ضعف،فجاءاعصاراً جماهيرياً لم يستوعب قراءته عداد الإحصاء ،ليتسيد الشعر والأدب وأبيات القصيدة منصة قراءته كما الأساطير التي لازلنا أمام قصصها ما بين مصدق ومنكر لحقيقتها،فهي تجيئ دوماً خارج قدرات واستيعاب العقل،نعم ،الأدب والشعر والأسطورة هي ما ميز الفتح ومهرجانها،بحيث نقلت العقل الى استراحة،وتساؤلات شتى،كيف لحركة تتعرض لكل هذا السيل من التآمر والإقصاء والملاحقة والتهميش والتسيب والطعنات المتلاحقة، أن تصمد بل وتتنامى خارج حسابات المنطق والاحصاء؟؟؟؟ اذن هي الإسطورة ،تستنسخ شواهد العنقاء ،وتخرج من بين الرماد محلقةً بأجنحةً من نور ونار ولهب ،في هيئة الفتح العصية على الانكسار كما القسمة والطرح،من هنا تكون المقارنة ظالمة ما بين حشدين احداهما من عالم الأسطورة المنافي لعلوم البشر،والآخر من عالم الاحصاء الرقمي القابل للإحصاء والرد...ويكمن السؤال الأهم في المقارنة،كيف قرأنا اسطورتنا ؟؟ وكيف جاء تعاملنا خارج ابيات القصيدة والشعر؟؟؟؟ لقداطمئن المتنفذون انهم بخير ،وسعى المشاكسون الى اقتسام بعض الخير وعادت الجماهير الى حال عايشته تحت الرماد،واكتفى الجميع وتوافق على آية "كل حزب بما لديهم فرحون"، وفي المقابل ورغم ادراك حركة حماس لصعوبة القراءة الإسطورية احصائياً إلا أن ذلك لم يمنعها من محاولة القراءة واجتهدت على ذلك واستعانت بما منحناها اياه دون مسؤوليةمن تحزب وحالة اصطفاف واستخفاف لتقترب من محاكاة الإسطورة بدلاً من انشغالاتها العقيمة بمحاولة تفسيرها،ولم تجرؤ على محاولة المقارنة الا بعد ان انشغلنا بمعاركنا المخزية وهي التي قد أجلت بل وألغت مهرجان انطلاقتها تخوفاً من ضغوطات حسابات المقارنة،فاختارت المكان ذات المكان وقد ايقنت ان الزمان وسخافاتنا قدمنحاها حجر رشيد فك طلاسم الاسطورة بل وضربها، ولكن المكان والزمان والتاريخ قد انتصرا للعنقاء وأبيا إلا وان تكون الفتح ،نسل الأساطير ،خارج حسابات العلم البشري والقرن التكنولوجي،ظاهرة فوق أدوات الدراسة ،كما كانت دوماً فوق كواتم صوت وفجور المؤامرة،ظاهرة لاتجدها إلا في دواوين الشعر والأدب ،ورسائل العاشقين ،وعناق الموج للصخر ،ولحن الحسون الشادي،وناي الراعي ،وريشة الفنان،وحنجرة المغني،وتسابيح الفجر على اضرحة الشهداء ،وبسمة النور على كوة زنازين الأسرى،هذه الفتح لا ما ترونه من عهرِ سياسي هنا او هناك،أو انتهازي متحفز بين هنا وهناك... هذه الأسطورة التي سعى النفر الضعيف على مداراة عجزه عن حمل أمانتها ،الى تهميشها كي تنزوي كما الإليادة الى ركن معتم في التاريخ، ونسي بأنها واحرارها أخبر بهياكل أحصنة طروادة وأرجل الدببة الأرنبية..لذا و من هنا ،الى قيادة الحركة ولجنتها المركزبة لابد من همسة ،بأن غزة ودوماً من غزة وبعيداً عن لغة لصوص الجغرافية ،تخرج العنقاء واقعاً لا اسطورة ،وتمنح الجسد تعافيه وقوته ،فآن لكم كما لنا ،ان نعيد القراءة كما ينبغي ان تقرأ ،وان ننكب على بنياننا تصليباً وترميماً وتقوية، وان يُستَبعد عن ساحة العمل كل من اورثنا هذا الكم من الترهل والإفساد والوهن... فلن يستمر التاريخ بمنح هداياه السخية الى الأبد؟؟؟؟؟ فهل من بعد هذه المنة وبعد ما كنا فيه من حالة شخصية وتخبط منَ يحسن السمع والتبصر فيتدبر؟؟؟؟ فمن بعد ذلك لا يلومن أحدٌ أحد؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: