الخميس، 15 مايو 2014

شيء من الأخلاق - الأديبة نجاة الزباير

شيء من الأخلاق

الأديبة نجاة الزباير 
أن ترتع في مدينة الأخلاق معناه؛ أنك تمشي برداء الكبرياء مرفوع الرأس تهش على كل ما هو دوني في عوالمك بعصا الخلق الحسن.
أن تكون خلوقا معناه؛ أن تغض الطرف عن سيئات أخيك، وتجعل له عذرا كلما رمته الحياة بسهام طيشها وأصابت بعضا منك دون أن تجرحك عمدا.
أن تكون خلوقا معناه، أن لا تغتاب وأنت متورط في عوالم الكتابة الجميلة زميلا لك، هو أيضا متعب من الركض بين الحبر ورسم الذات بلون مائي وحده يعرف كيف يقرأ جريانه ويحاول تقديمه للآخرين. فهو يرى أن هذا نبضه فمن يستطيع احتواءه؟ وقدم له من رحابك كأسا تليق بشخصه، فهو مثلك وإن كان الاختلاف يعزف نشيده في أرض الإبداع الكبيرة.
أن تكون خلوقا معناه، أن لا تكون فضوليا وأنت تترصد عورات الآخرين وتشير إليهم بما يسيء لهشاشتهم، وتذَكَّر بأن أحدهم سينثر روحك بما لا ترضى فاتق الله في إخوان لك.
أن تكون خلوقا معناه؛ أن تستحضر مكارم الأخلاق من كتاب الله عز وجل، وتحاول أن تحيط نفسك بحصن يقيك كل الشبهات، وأن تستحي منه سبحانه سرا وعلانية كي تعيش سلاما داخليا.
أن تكون خلوقا معناه؛ أن لا تنجرف وسط تيارات الواقع المختلفة، بل اصنع من نفسك درعا قويا يجعلك فخورا بما تؤمن به. فلا رزقك ملك لك ولا تُسير سفينة حياتك وحدك، بل تستعمل عقلك وأنت تقودها بإذن من الله عز وجل.
أن تكون خلوقا معناه؛ أن لا تكون إمَّعة تلغي شخصيتك وتظن أن ما يقوم به غيرك حق فتتبعهم وإن كانوا على ضلال من أمرهم.
أن تكون خلوقا معناه؛ أن تملأ روحك بالحب وتعرف كيف تعيش الحياة بألوانها دون أن تهدر وقتك في ترصد أشياء لا تليق بك، وتقطف دوما فاكهة الرضا والحمد كي ترى بعين القلب آخرين يمتحنهم الله في أجسداهم ورزقهم وذويهم، كي تصلي روحك صلاة شكر وتنعم بالأمان.

ليست هناك تعليقات: