الأربعاء، 16 مارس 2016

للاحزان العراقية ، مجاديف في بحر النفوس الصبورة -عزيز الحافظ

للاحزان العراقية ، مجاديف في بحر النفوس الصبورة 
عزيز الحافظ
حينما تريد جمع شتات الحزن العراقي ، تجد امامك ليس الحقول الشواسع منها بل تجده حتى في فضاء التفكير ومتاهات شلالات الإنبهار المجتمعي ..يصول على عينيك ويأسر احداقك ويمتهن كرامة صبرك لانك بلاحول ولاقوة فقط سمحت لك الأقدار بان تصمت لان هناك بلاغة في الصمت القسري تمتطيها الاقلام وأجسادها اللاقادرة إلا على الصراخ اللامسموع.. في قيظ لظى سلطة الصراع السلطوي.. دون جدوى

حينما نسطر للاحزان العراقية نماذجا ليس لبهاء شخصي في الكتابة أو سطوة مجدية (من المجد) للتسطير يسير على هداها كويتب عراقي بسيط الانامل عميق المحاجر المتألمة...بل لكي تكون هناك وقاية مستقبلية ما ولكي يكون هناك تحصين لمنع هدير سيول الحزن القادم التي لاتنتهي في بلدنا بكل صورها اللامرئية والتي بعضها حتى عندما يعرفها الإعلام يغضّ الطرف عن الإشارة لها ربما لإسباب إنها ليست بذاك الدفق الإعلامي الذي ينال رضا الناس مجتمعيا في ثورة الاعلام التي أنارت كل زوايا الوطن بوجود الفيس بووك والانترنيت والهواتف النقالة.. أو لإن الاعلام يسلط الضوء على الإنارات فقط من بهاء الإشراقات الحكومية!
نماذج إلتقطتها مشاعري من حزن في الوطن شخوصهم غاب بعضها تستحق كمحطات ان نتوقف عندها ولانكون كعلي الوردي محللين ومبتكرين بل نكون وقائيين للحدث إذا نهض للحدوث مستقبلا كوقاية قبل العلاج..
الحزن الاول/ أنتحر عراقي في قرية آل عطا الله/ قضاء الوركاء بمحافظة المثنى، يبلغ من العمر 45 عاما بسبب عجزه عن تسديد دين مستحق عليه يتراوح بما يعادل 5 آلاف $ وتبين أن المنتحر عانى من ضائقة مالية حادة دفعته للإقتراض مقابل نسبة فائدة زمنية عجز فيها عن السداد بسبب تراكم الفائدة ومضاعفة المبلغ ف أطلق الرصاص على نفسه! أولو كان هناك نظام مصرفي للرعاية المجتمعية يقدم خدمات بقروض تسهيلية تحفظ كرامة الانسان العراقي في بلد غني جدا هل كان المسكين يفقدروحه ذات الكرامة والعزّة التي لاتحتمل الصبر على مهانة عدم الإيفاء بالوعد، بهذه التراجيديا المؤلمة؟
الحزن الثاني / أنتحر شاب في الثامنة عشر من عمره بسبب توبيخ ابوه له وسط حشد من اهالي قريتهم على خلفية مشكلة حصلت بين الضحية وعمه على قضية حدود ارض زراعية تعود لهما فصّوب بندقية وفارق الحياة.
هل يشكل تسطير هذا الحزن ثورة في نفوس علماء الإجتماع العراقيين وتصبح هذه القضايا الحزنية الفردية منطلقا لإن تصبح من ذكريات الماضي في ظل تصاعد الكآبة الوطنية! لو كان هناك مؤشرا لقياسها في مجتمعنا اللاسعيد!
أنني اعي تمام الوعي أن هناك نسيانا كبيرا للجانب الإجتماعي او الذي يقود لحالات الإنتحار أو الجنون أوإنتظار الموت كمدا وحزنا فلن تجد مطلقا من يأبه لهذه الحالات ليضع لها الحلول كيف والفقر يبسط فضائه على كل المآقي وخاصة في المناطق التي بقت رغم وفورة المال على نفس جداول الكآبة والحزن المنتظم! ودائما عندما يحصل في النفس إنتكاس تكون هناك جمرة للثورة على الواقع وياخوفي من ثورة الصبر العراقي مهما كانت التسكينات والمورفين الذي وجدناه يصل للاكسباير.
عزيز الحافظ

ليست هناك تعليقات: