التقاعد : تجربة خاصة ؟!
د. رياض عبدالكريم عواد |
مرحبا بالمتقاعدين الجدد والقدامى
هذه سنة الحياة، اجيال تدفع اجيال، هذا في بلاد الله الجميلة
أما في بلادنا المتخلفة، فان الظروف هي من تفرض نفسها عليك وتحاول ان تدوسك بأقدامها القذرة.......
منذ ذلك اليوم الاسود في تلك السنة العمياء، داستنا واقعدتنا أقدام سوداء، غصبا عن كل القوانين وضد كل سنن الكون حولت حياتنا الى موت بطيء تتكامل فصوله يوما بعد يوم ...
هذه سنة الحياة، اجيال تدفع اجيال، هذا في بلاد الله الجميلة
أما في بلادنا المتخلفة، فان الظروف هي من تفرض نفسها عليك وتحاول ان تدوسك بأقدامها القذرة.......
منذ ذلك اليوم الاسود في تلك السنة العمياء، داستنا واقعدتنا أقدام سوداء، غصبا عن كل القوانين وضد كل سنن الكون حولت حياتنا الى موت بطيء تتكامل فصوله يوما بعد يوم ...
لكن غريزة الحياة المتأصلة في ارواحنا المتوثبة، اعلنت بالفم المليان: نرفض نحن نموت...لن نموت....ولن نواصل موتنا
لن يكون التقاعد سببا لموتنا او استمرارا له....
سنتدبر امرنا ونعيش، وهذا ماكان........
وقعت عقدا مع الله، الصلوات الخمسة في الجامع والصوم ما استطعت الى ذلك سبيلا،
عبادة، وقربى، ومغفرة وستر، وحياة جديدة تقتل الفراغ بدل ان يقتلني
وعقدا اخر مع السيد مارك، ساعات طويلة اقضيها بين هذا العالم الافتراضي، بما له وما عليه، ثقافة ومعرفة، خيالات واحلام، انماط مختلفة من البشر، مناكفات على ابو خفيف اتبعها بالبلوك ان شعرت انها ستسبب لى صداعا، وفوق كل ذلك وقبله، قتلا لهذا الوقت والفراغ بدل ان يقتلني
عندما رمونا ، عرض علي استاذي ان استفيد من وقتي من خلال مواصلة العمل في البحث العلمي، فكانت اجابتي السريعة، لا استطيع ان اعمل بنصف طاقتي ونصف عقلي، المتقاعد يفقد نصف عمره ونصف عقله ونصف طاقته في اليوم الاول من تقاعده،
أنا تعودت أن اعمل بكل كياني وعقلي او لا اعمل، المتقاعد لا يناسبه عمل جدي ولا يستطيعه،
وكان هذا جوابي، ايضا، عندما عُرض علي العمل في مؤسسة مجتمعية، الخوف هنا كان هو السبب الحقيقي!!!
باختصار، لا تبحث عن عمل جديد، لا تعمل بياع او سواق من اجل العيال وامهم، يكفيك ما عملته وتحملته في حياتك
العمل مع الله ساعدني في التخفيف من الآه والشكوى والتبرم، اما العمل مع مارك ففتح امامي امنية قديمة كنت احاول ان احققها وهو الكتابة في الشأن العام، نجحت في الاثنتين الى حد ما؟!
لا تترك عاداتك الجميلة تحت ضغط الحاجة والنصائح، دخن او أرجل ان كنت مدخنا ، اقعد على القهوة ان كانت بلادكم لا ترى في ذلك منكرا يستحق شد الرحال لهداية هؤلاء العصاة، تمشى في الصباح......
لا تترك نفسك لنفسك، فتتاكل وتنهري احشائك من كثرة العص (غير العص على جوجل!!!) والعصر والتبرم، ولا تقعد كثيرا في البيت فتزداد المناكفات مع العيال وامهم...... اجعل لنفسك وقتا مستقطعا ، تجلس فيه مع الناس، تسمع اكثر مما تتكلم، فتتعرف على انماط جديدة من البشر البسطاء استطاعوا ان يخلقوا لانفسهم سعادة من نوع لم تعرفه انت ولم تتعود عليه، اساسه البساطة والرضا بما قسمه الله لهم.
عيش حياتك، لا تترك نفسك فريسة لهمومك، لا تكترث كثيرا، فانت الان فقير ولن تعجب الكثيرين، لا تتفاجئ إن اصبحت لا تعجب حتى اقرب الناس اليك، فالنكران سمة من سمات المجتمع والناس
تذكر ان امرك قد لا يعني الكثيرين، ببساطة لان الناس مشغولة ومهمومة، كل واحد همة على قده واكثر شوية،
لا تسقط، لا تنكسر، قد تتعاطف الناس معك يوما او يومين، اسبوعا او شهرا، لكنك في النهاية ستكون وحيدا، تلعق جراحك وحيدا امام الكثيرين، من المحبين القلائل والشامتين
هذه حياة جديدة، عيش ايامها، لا ترضخ لكل من ارادوا ان يزرعوا الموت في طريقك
دوووس على هذا الموت واخلق من تحت قدمك حياة تليق بك وبماضيك
انتصر على نفسك لتنتصر عليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق