السبت، 8 ديسمبر 2018

قوانا المهدورة - د.لؤي ديب

قوانا المهدورة  
د.لؤي ديب
كتب لؤي ديب
ليلة ساخنة كانت بالامس علي رأس امريكا واسرائيل في الجمعية العامه للامم المتحده حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة 8 قرارات لصالح فلسطين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إفشال القرار الأمريكي الداعي لإدانة أنشطة حركة حماس الفلسطينية ونجاح المشروع الايرلندي.
القرارات التي اعتمدتها الجمعية العامة لصالح فلسطين، جاءت تحت العناوين التالية:
  • 1/   الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والمستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتل،
  • 2/   تطبيق اتفاقيـــة جنيــف المتعلقـة بحمايـة المدنييـن وقـت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949 علـى الأرض الفلسطينيـة المحتلـة بمـا فيهـا القـدس الشرقية والأراضي العربية المحتلة الأخرى.
  • 3/  تجديد واقرار أعمال اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة، 
  • 4/  ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين والإيرادات الآتية منها، 
  • 5/  عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، ومهجري 1967، وتقديم المساعدة إلى اللاجئين الفلسطينيين.

التدوين هنا ليس دعاية لأحد وما زلت عند موقفي رغم هذه النجاحات الي ان الدبلوماسيه الفلسطينيه تحتاج الي انتفاضة عمل من أجل مواجهة الحاضر والمستقبل وعدم نسيان الماضي ، وتغير اساليب عملها والاعتماد أكثر علي تحالفات جديدة ،
وايضا إعادة تجديد العلاقات ببعض الدول التي شهدت تغير في سياساتها تجاه فلسطين نتيجه تعاقب الحكم فيها ووصول اليمين المتطرف للقرار ،
والعلاقات المتنامية لاسرائيل في افريقيا واهمالها من قبلنا ، وكذلك اسيا ، وايضا تحسين العلاقات بين السفارات والجاليات وضرورة وجود خطة استراتيجية وطنية للاستفادة من هذا الوجود المشرف وخصوصا في امريكيا اللاتينية وضرورة مراجعة قوائم السفراء الذين تطحنهم مشاكل مع الجاليات والاقاليم الخارجية ،
وتعزيز عامل الشباب والمرأة والكفاءات في السفارات ، واطلاق حملة لتحسين وضعية الجواز الفلسطيني ووقف تدخلات الدول بشؤننا الداخلية ، واستحداث آلية تكنولوجية لتسجيل كل الفلسطنيين واحفادهم برقم وطني فلسطيني وبطاقة مؤمنة لنعرف مكامن قوتنا وضعفنا ،
إضافة الي ضرورة وجود أطلس إقتصادي فلسطيني لرؤوس الاموال الفلسطينية والاستفادة من خبراتها في وضع خطة لإنشاء صندوق استثماري فلسطيني خارجي متنوع ومرن ويحقق استقلالية ذاتية في عشر سنوات .. وغيره الكثير ،
ولكن هل تعتقدون ان هذا ممكن في ظل حالة الارباك والانقسام والهطل السياسي الذي يملأ الساحة الفلسطينية واستنزاف قدراتنا في الصراعات الداخلية .
وهل يتوهم البعض ان البندقية يمكن ان تحقق شيء دون مظلة دبلوماسية وسياسية تستثمر عملها ، وكيف؟ ونحن لا نملك حتي يومنا هذا استراتيجية وطنية شاملة لما نريد .
متفرقين وبعشوائية وبدون رؤية وغياب التخطيط ، ومسروقين سياسيا واقتصاديا ونتعامل مع كائنات استثمرت في غبائها ، ومطحنة تدور بنا ليل نهار وما زلنا نتواجد ونتنفس علي هذه الأرض وشبابنا يرمي نفسه علي الموت ، وما زال كثيرون يرون شيء ما في قيادتهم ،
فما بالكم لو كنا منظمين اصحاب رؤية موحدين متنوعي الأدوار ، نقدم الذكي في رؤيته للوطن ونعيد الاعتبار لهذا الشعب العظيم ونري ما به من طاقات لم نعرف عنها شيء مسبقاً.
هذا الإنقسام يعطلنا ، يذبحنا ، يطحن عظامنا وينخر ما تبقي في عقولنا ويأخذنا معه بقوة كالريح العاصفة ويفرقنا علي جزر مهجورة لقمة وفريسة سهلة للعابرين .
هناك قول قديم يقول أن الأعمال العظيمة تولد من آلالام شديدة ، فهل يمكن ان نجعل من سنوات الالم والضياع حافز لشيء عظيم ، سيقول البعض مستحيل بوجود شخصيات مثل الموجودة ، وقد اتفق معهم
ولكن !
الي متي يراهن امراء الطوائف علي سلمية الشعب في التعامل معهم ، فلا نريد أن نري جيلاً جديدا من شبابنا يؤمن بالاغتيال السياسي ولا يجد بديلاً عنه ، بل نريد من يتعلم ومن يقاوم ومن يعمل ومن يبني ومن يزرع ومن يصنع ومن يربي ومن يصول ويجول من اجل فلسطين ، ومنّ ومنّ .. إلي أن تعود قوانا المهدورة ...
آه منكم ومما فعلتم بنا ، فقد إختصمناكم عند الله فيما ضيعتم من العمر والأرض وحلاوة العيش وعزة النفس والكرامة ،-
د.لؤي ديب

ليست هناك تعليقات: