حلم التحرر ليس مرهون بنتنياهو او غيره ..
د.لؤي ديب
|
جيل كامل تربي علي دعاية ان العرب يريدون القاء اليهود في البحر ، ومن أجل تحقيق هذا الشعار خاض العرب حروبهم ونزواتهم وهزائمهم وانكساراتهم وانتصاراتهم وخاضت معهم المقاومة الفلسطينية أشرس معاركها ضُربت وضربت وما زالت تتنفس وتقاوم ، وما زالت منظمة التحرير عنوان رسمي لكل فلسطيني وتمثل ولو رمزياً وجود وكيان الدولة الفلسطينية المحتلة .
اليوم الأمر اختلف فنحن لا نطالب برمي اليهود بالبحر، ولكن نطالب بان لا نرمى نحن بالصحراء.
وهو شعار جديد يمكن ان يستخدمه السياسيين لدينا ولكن الي ان يفيقوا و تمل مؤخراتهم من التعلق بحكم وهمي يعلوه ذُل العيش علينا كشعب فلسطيني ان ندرك التالي :
- - الحلم الفلسطيني ليس معلق بالولاية الخامسه لنتنياهو أو وجود ترامب .. بل هي قضية تحرر خاصة جداً كون المحتل اتخذ من الارض التي يستعمرها ملجأ اخير و قد تطول ويمتلك الشعب الفلسطيني مقومات الصمود والمقاومه ورأس ماله النضالي فيه مخزون يتجاوز مئة عام اخري ، وليبقي الصراع سيد المنطقة لانه لا حل نهائي بدون الحصول علي الحد الأدني لحقوقه .
- - هناك معضلة خطيرة يجب ان يدركها الشعب الفلسطيني طالما قيادات زمن الإنحدار لا تستوعبها وهي معضلة الفصل بين تحرير ارض فلسطين واسترجاعها وبين تحرير الانسان الفلسطيني ، فقد مرت كل مؤامرات التصفية من خلال خلق الاحباط داخل هذا الانسان وصدمته بتنظيماته التي عمل الجميع ان تكون فوق الارادة الشعبية وتختطف قرارها ، ورغم ان عملية تحرير الارض تعني عمليا التخلص من تلك القيادات والتنظيمات الا ان الانسان الحر الغير مستعبد بفقره وتشرده وذل ربع راتب اخر الشهر ، واقساط البنوك هو حتما اقوي من الفقير الضعيف ، وتلك معضلة ستكون سيدة حديث الشارع الفلسطيني في الايام القادمه .
- - ايضا من يريد تحرير الاوطان عليه ان يكون (كيس - فطن ) وغير عاطفي ويُعلي مصلحته علي مصلحة تنظيم وقائد ، فالمصلحة الشخصية لكل الشعب هي ان يعرف كيف يعاقب من يسيء اليه ويشكر من يؤدي واجبه ويكافيء من يبدع من اجله ، لذا نحتاج احيانا ان نجلد انفسنا ونرى اين زجت بنا لحظات العاطفة والتسليم باختطاف الحقوق .
وحتي نكون شعب مسؤول يستطيع ان يوفر اسباب النصر والصمود علينا ان ندرك ثلاث حقائق صادمه :
1/ اننا غير محصنون داخليا ضد الانقسام والتدخل الخارجي ومشهد ال 12 عام الاخيره تكرر في مسيرة الثورة وان كان بشكل اضعف واقل حدة ، لذا نحن لسنا بحاجة للوحدة فقط ، بل تحصين الشعب الفلسطيني ضمن برنامج وطني وسلسلة قوانيين تمنع هذا الضعف الخبيث الذي يصيبنا كل مره في مقتل .
2/ الحقيقة الثانية التي علينا مواجهتها ان اوسلو بكل من حملت من ايجابيات وسلبيات إُنتزعت منا الان ، وان لا مِنه ممن لا يؤمن بوجودنا وبالتالي ترتيب اوراقنا القادمه وبناء اساساتها بعيدا عن اوسلو .
3/ الحقيقة الثالثة أننا فشلنا في تجربة الحُكم والارتقاء بالوعي العام لصالح اختطافه واخضاعه لبرامج حزبية مرتبطة بمصالح الغير اكثر منا ، لذا نحتاج الي اعادة تعريف اوضح واكثر شمولاً للنبتة الفلسطينية الصالحة .
ايضا نعرف وندرك ان أي مشروع تصفوي لن يمر مهما كانت قوته ، وكي لا نأتي في الوقت المتأخر لنفعل علينا فحص التدرج والذكاء وحرب الجيل الخامسة التي تستخدم الان مع شعبنا وتنتج في طريقها الكثير من الالم والافقار وامتهان الكرامة كي لا تكون مدخلاً اقتصادي يتحول لنزوح جغرافي .
ولن يمر مشروع دون تصفية منظمة التحرير وقوي الشعب الحية وادبياته الوطنية ، لذا هي مرحلة اجراء العمليات الاحتياطية لكل ما هو متوقع ضربه في الطريق .
تخلص اسرائيل من هذا الصداع الفلسطيني يتطلب تشكيل قوي جديدة ومن نوع مختلف فلا فتح ولا الشعبية ولا الديموقراطية ولا حماس ولا الجهاد ولا غيرهم مع اعتذاري عن عدم ذكر اسماء البقيه يصلحون عرابين لأي مشروع ولا تراهن امريكا او اسرائيل علي التحول الفكري في ادبيات اي منهم ، وتصفية القضيه الفلسطينية تحتاج لنوع اخر من مخلوقات اسمها فلسطيني ومعدنها صهيوني ،
لذا فالامر بسيط ، توحدوا .. كونوا خلف المنظمة ... اعملوا وفكروا بدل ممارسة هواية ركوب ظهور شعبكم وسوف يفشل اي مشروع يستهدف فلسطين ويستهدفكم معها .
د.لؤي ديب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق