بعد 71 عام من نكبتنا الأولى
د.لؤي ديب |
بعد 71 عام من نكبتنا الاولى لو كان فينا ذرة من الكرامة لاعتبرنا أن الانقسام الفلسطيني الذي تجرى افرازاته منا مجرى الدم هو انحدار وشرشحة ورُخص وهزيمة داخلية لا تقل عن هزيمة 67 ونكبة تعادل نكبة 48 وهى ليست اقل تسبباً للعار والخجل مما سبق .
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي لدينا سلطة في رام الله الخارطة الجغرافية تتبدل من حولها في كل لحظة والاستيطان لا يرحم
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي تنظيم يختطف غزة ، وتحولت معها المقاومه وانحرفت عن الهدف الرئيسي لمطالب الخدمات اليوميه
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي قوي رفض رافضه حتي لوجودها تشبعنا كلام دون فعل وعلي الجانب الآخر قوي وشخصيات سياسيه غريبه الي درجه انك تشك أن بعضهم قد فر من مستشفي للمجانيين.
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي حالة ضياع وغياب لإستراتيجية إجماع وطني وأتحدى لو سألنا شيخاً أو طفلاُ أو شاباُ إن كان يعرف ماذا نريد في النهاية من وراء كل هذا..
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي تهويد للقدس وابتلاع للضفة وحصار وتجويع لغزه ومخيمات منسيه في الشتات ومياه تُسرق وغاز يُنهب
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي نفوس المناضلين تُخضعْ لأنها تريد أن تعيش واصبحت مناظر تسول الراتب وتسول الكبونه او طبق شوربه تدمي القلوب مما اوصلنا اليه الإفقار الممنهج للشعب الفلسطيني .
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي قانون قومية ومصير مجهول لاهلنا في الداخل والضفة وما تواجه فالاحتلال فيها يتمدد كل يوم وغزه وما تحوي من مليوني فلسطيني سجناء اغلاقها والبقية الباقية تضيع في مخيمات الشتات دون قيادة وجيل بأكمله أكلته الغُربة لحماَ وأبقت منه العظم.
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي لو أردنا التعديد لما انتهينا وصفاَ لزمن الانحدار المدوي مع استمرار الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني وما قذفه علينا من تحولات فكرية وانعطافات مست بالحقوق والثوابت النضالية للقضية الفلسطينية
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي ما عدنا نرى قادتنا يخرجون للمؤتمرات ليزرعوا الديناميت فينا حيث مفترض الحال يجب أن يكون ’ بل أصبحوا يخرجون علينا ببدل فاخرة تحمل بين ثناياها بضع كيلوات من اللحم والعظم بعد اجتماعاتهم بضباط المخابرات الذين يحالون إصلاح ذات البين بينهم
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي لدينا قادة واحزاب يجعلون أعلام أحزابهم تُغيب علم فلسطين ويغيرون مواقفهم طلوعاَ ونزولاَ من فوق لتحت حسب نصائح وحقائب يحملها مندوب سامي قطري
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي الشعب الفلسطيني كله رهينة المناكفات وألاعيب أصحاب الدكاكين السياسية في الساحة الفلسطينية الذين خلقوا فينا جروحا غائرة وأودعوا بيننا من يبعنا الاستشلاق والاستهانة بحرمة الدم حتى أصبح المرء يخاف التوغل في دراسة أفعالهم حيث كلما اقترب من عمق التصرفات تحولت فيه صورة الانتماء إلى فلسطين إلى إحباط ويأس.
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي نبت بيننا عشب ضار تمثل في ضحالة وادعاء وضجيج فارغ وعناصر قوة وضعف تختفي دون قدرة على التقيم ’ وامتلأت الساحة بقيادات يسخر وينتقد كلاَ منهم الآخر دون أن يمتلك اى منهم تصور للأفضل أو لما يجب أن يكون ..أشخاص ينطلقون على هواهم ويتحررون إلى حد كبير من صفة العنوان الذي أوصلهم إلى مكانهم دون التزام بأدنى درجات الأمانة للخط النضالي ومحاذير الفكر السياسي ..
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي باعونا الوهم حتى أصبح للوهم علينا سيادة وأصبحنا لا نعرف من اى قاعدة سننطلق وما الهدف الذي سنسدد نحوه حتى صرنا نضرب عدونا بسيوف من خشب وبنادق من قصب السكر وكأننا ندغدغه من أصابع قدميه !
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي استطاعوا أن يجعلوا من هذا الإنتاج العظيم من ثوارنا حراس سجون ومكممي أفواه وعبيد لراتب آخر الشهر بعد ان كانوا ابطالا تهتز تحتهم الأرض
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي لا امل يلوح بسلام مقابل كل الاستسلام ولا رغبة وطنية صريحة لتقيم تجربة 25 عام مضت
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي يريدون اقناعنا أن الوطن الموعود يعنى التحرر من القيم والتعقل يعنى التنازل عن الحقوق والثوابت وكأن تجار المخدرات هم القادة لأنهم الأقدر على قتل الخلايا في الدماغ ’
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي لدينا هذيان سياسي هو الأكثر تحللاَ من عُقد الثوابت وكأن السكارى هم من يلعبون في الساحة الفلسطينية .
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي يعيش الشعب الفلسطيني شئنا أم أبينا كارثة لا تحتمل اى نوع من البساطة أو التبسيط .. نسميه مطب أو مصيبة المهم انه واقع فرض نفسه قصداَ أو صدفة وأرخى بسمومه على ماضي وحاضر ومستقبل شعب يُدوخ ليل نهار وسط ضجيج وخزعبلات زمن من العار ليُذبح لاحقاً وتوزع لحومه وشحومه على الجزارين ’ وأضحى حال المواطن الفلسطيني العادي الباحث عن حقه بالعودة إلى وطنه السليب كحال قدماء فلاسفة العالم في العصور الوسطى يشبهون رجلاَ معصوب العينين يبحث عن قطة سوداء في غرفة مظلمة .
بعد 71 عام من نكبتنا الاولي نحن لسنا بخير بيتنا مهلهل ، اسوار قلاعنا تتساقط
بعد 71 عام من نكبتنا الأولي ورغم كل ما يحدث من تفاهات سيبقي الشعب الفلسطيني متمسكاً بأرضه ، متجددا ولسوف يزهر بيننا وردٌ بلدي لا يعرف التهجين الذي مر علينا ولسوف يختفي او نخفيه
بعد 71 عام من نكبتنا الأولي نحن هنا باقون نكافح الطاعون الذي انتشر بيننا بهدوء ، وسنزرع فلسطين في قلوب اطفالنا نورثها وترثنا
لؤي ديب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق