الأحد، 9 يونيو 2019

دعونا نرقص و نبدع و نفاجيء و نسرق الاضواء - د . لؤي ديب

دعونا نرقص و نبدع و نفاجيء و نسرق الاضواء
د . لؤي ديب

هذا المقال تسلسلي يهدف بالدرجة الأساسية علي إلقاء ضرب تمثيلي لخطوة قد تولد آلالاف الأفكار الإبداعية علي نفس النمط.
1/  يواجه الشعب الفلسطيني صفقة القرن كتهديد استراتيجي ، ومؤتمر المنامة قبل نهاية الشهر كرأس حربة علنية لهذا التهديد وهذا يتفق عليه الجميع.

2/ حل أي مشكلة في الكون يتطلب أولاً الي تجزئة عناصرها والبدء بتفكيك كل عنصر علي حده.

3/ ايضا تجميع المعلومات عن كل الأطراف التي تسببت في المشكلة وعناصر قوتها واوراق لعبها وتحديد المعلومات الناقصة ، وتحديد الهدف من كل بحث وتوليد افكار المواجهة ووضع خطة وتنفيذها ضمن دراسة ظروف الواقع الراهن وتحديد متطلبات حل المشكلة وخاصة الموارد من حيث الوقت او المال والأهم ضمان إلتزام ذوي العلاقة معنا ودعمهم والأهم أرقي درجات التفاعل الوطني وأشياء أخري كثيرة لا يتسع المقال لذكرها لكن ما سبق كافي لالقاء الضوء علي الهدف ونحن لأسباب داخلية وخارجية وحال المنطقة لا نملك العمل علي كل ما سبق ولا نملك الامكانيات اللازمة والموارد طويلة الأمد لمواجهة الامد ولا نقطة الارتكاز لادارة مواجهة متعددة الاطراف .

4/ هذا يدفعنا لأن نجد حلولا إبداعية وسريعة تتماشي مع إمكانياتنا ولا تستجلب مزيداً من العداء وتغير الصورة النمطية التي رُسمت لنا وتهزم أكبر إمبراطورية وتسجل عظمة الشعب الفلسطيني وتُفشل المؤامرة في مهدها وعقر بيتها .والسؤال الذي سيتبادر إلي كل ذهن الآن كيف ؟

5/ لو فككنا مشكلة الشعب الفلسطيني علي التوالي وببساطة ومدي خطرها علي المشروع الوطني الفلسطيني سنجدها كالتالي :
- الاحتلال الاسرائيلي وكل ما يتبعه.
- ترامب وفريقه وما يتبعهم من اجراءات.
- الإنقسام الفلسطيني وانهيار الوضع الداخلي
- الحصار متعدد الأطراف امنيا وسياسيا واقتصاديا
- الإفقار
- التهديد بالحرب والعقوبات وفوض حل القوة
- حالة الإختراق للمحيط العربي وتراجع اولوية القضية الفلسطينية لتعارضها مع مصالح دول عربية وعدم قدرتها علي مواجهة الضغوط وحاجاتها الوطنية وفق تقيمها .

6/  تحتضن العاصمة البحرينية يومي 25 و26 يونيو/حزيران مؤتمر الإزدهار المشؤوم ، والذي هو بمثابة اطلالة مخطط ابادة الشعب الفلسطيني وحقوقه ، ونحن كشعب الفلسطيني لا نحتاج لافتعال مشكلة مع البحرين او حكومتها فلها ظروفها وضغوطها ومشاكلها الاقليمية التي تتعرض لها ، كما باقي الدول العربية الأخري المشاركة وكذلك لا نحتاج الي إفتعال مشكلة او خلق حالة عداء مع الشعب الامريكي الذي أجزم ان أكثر من نصفه لم يسمع عن المرضوع وانما مشكلتنا مع الفريق المتطرف لترامب وقوي اخري تتنقل بين الإدارات وتمارس ما تريد وتسيطر عليها .

7/ ترامب وفريقه أقوياء خارج أمريكا لدرجة يوصلنا المنطق ان لا نعطيهم فرصة لاسقاط مخططهم لابادتنا علي الشعبين وتحويله لمشكلة كراهية للشعب الأمريكي تستجلب عداء لحقوقنا ، وكل الحقائق تشير انه في اقصي حالات ضعفه داخليا ويواجه الكثير ونقل المعركه الي امريكا بطريقة ذكية سيلصقه بالحائط وكيف سنري مع نهاية المقال .

8/  وضعنا الداخلي وتحقيق مصالحة شاملة فيه بالمعني الحقيقي لا يسعفنا الوقت لانجازه كاملا الان وما ننجزه سوف يكون ادارة انقسام وليس انهاء انقسام.

9/ العرب يقبلوا بما يقبله الفلسطنيين ويرفضوا ما يرفضونه هي من عنوانها نظرية العاجز والقبول والرفض هنا يأتي من قوة الفعل الفلسطيني ، والعرب لن يستطيعوا توفير شبكة الامان والضغط فيها يعلم الجنيع انه وارد فلما نحملهم ما لا يستطيعوا ولا نغير المعادلة بابداع جديد

10/ ترامب وفريقه اختاروا أن يرقصوا من محيطنا العربي ويطلوا منه ، ونحن ندرك نواياهم في القضاء علينا نهائيا

الآن تخيلوا معي بعد ان تقرؤا وتغمضوا أعينكم أن يومي 25 و26 يونيو/حزيران المقبل ستكون الأوضاع كالتالي :

اولا/  ساعة افتتاح المؤتمر يختار الشعب الفلسطيني الرقص علي طريقته حيث تتحول كاميرات العالم من المنامة الي :
- مليونية في غزة بدون أعلام أحزاب وفقط علم فلسطين رفضا للصفقة.
- مليونية في رام الله بدون أعلام أحزاب وفقط علم فلسطين .
- مليونية في العاصمة الاردنية تحمل فقط أعلام فلسطين وترفض الصفقة
- مليونية في الناصرة وتحمل فقط اعلام فلسطين ويشارك بها الفلسطنيين ومن يؤيد حل الدولتين رفضا للصفقة 
- مليونية في بيروت بيت المقاومه لا تحمل اعلام احزاب وفقط علم فلسطين وترفض الصفقة .
- مليونيتان في المغرب والجزائر بنفس النمط ، وانا ذكرت العواصم التي تسمح ظروفها بالمليونيات والتظاهر وتبقي بغداد وطهران ومناطق اخري ايضا مرشحه لبرهنة قولها.

واذا لم لم نستطيع اقامة مليونيات غزة ورام الله والناصرة وعمان في هذا اليوم فالافضل لنا القبول بالصفقة لأننا ان لم نستطيع ترتيبها فهذا يعني اننا غير مؤهلين لمقاومتها او بمعني آخر لا توجد ارادة وطنية لذلك وبالمنظور التشاؤومي يكون الجميع متآمر ونحن لسنا كذلك بالمطلق ، ولا اعتقد ان التنظيمات وحركات المقاومة العربية التي ترتب المليونيات في ذكري انطلاقتها عاجزة عن ذلك الا اذا ارادت هي غير ذلك ، وان تمت علم حزبي واحد سوف يفسدها لذا تكون خالصة لفلسطين وطبعا سيكون مظاهرات رديفة في اوروبا وامريكا اللاتينية وليس مستحيل ابدا ترتيب مظاهرات بعشرات الآلاف في عده عواصم ، لذا الدعوة لهذه المليونيات ننتظرها من منظمه التحرير وكل القوي الحية والمقاومه وتفعيلها سريعا والشاطر من التنظيمات الفلسطينيه وله نفوذ في تركيا او ماليزيا او غيرها ينقط بطاقيته ويفرجينا شطارته وبعلم فلسطين فقط فكل مليونية ستكون رأس حربة لحرب نسلم ذخيرتها لمن يكره ترامب في امريكا وليكن شعار بعضها ( نحب امريكا ونكره ترامب ) علي سبيل المثال لا الحصر.

ثانيا / النقابات الفلسطينية تتصل باتحادات النقابات في العالم وترتب لمظاهرات في هذا اليوم وسبق وفعلتها وشهدنا مئات الالاف في شوراع اوروبا تلبية لطلبها وسوف تتضامن مع الدعوة القوي المؤيده وحركة المقاطعة .

ثالثا/ في هذين اليومين وبعد الساعة الخامسة يُطلب الي طلبة الجامعات في فلسطين عن طريق اتحاد طلاب فلسطين ، ويدخل الي حرم الجامعات 220 الف طالب فلسطيني ويبدؤا بمراسلة العالم ليقوموا بعمل مجموعات الهبد الالكتروني لمدة يومين مع التركيز علي وسائل الاعلام المعادية لترامب ونقل صور رفض المؤتمر والحقائق مع صور حضارية لعدم معاداة امريكا بل ترامب ، وقتها وبدون الامكانيات التي حرمونها منها سنجعل القضية علي طاولة معارضيه في امريكا وسنعيد طرح سؤال غير الكثير من سياسات امريكا في عهد اوباوما وهو التوقف عن سياسات جلب الاستعداء لامريكا ، وسنكون صداع ترامب المزمن .

لم اتحدث عن الاقكار الاخري بمراسلة الكتاب عرب وعجم وغيرهم والاحزاب وحزم من الافكار التي لا يجوز طرحها في مبادرات علنية ، ولكن هذه الرحلة التخيلية للرقص الناعم وبامكانيات محدودة تعلمون كم ستغير في الامر وتعيد التأكيد للقاصي والداني اننا الرقم الصعب في المنطقة ، وسوف تظهر صدق الصادقين وكذب الدجالين ، وسنري منّ سيمنع المظاهرات ومنّ سيسمح بها وسوف نري قوتنا الكامنه وسوف نتجاوز انقسامنا ونشجع انفسنا وسوف يحترمنا العالم وسوف يرد الشعب الفلسطيني ويراقصهم ويبدع ويفاجيء ويسرق كل الاضواء منهم .

فهل تتوفر الإرادة السياسية لدي قوي الشعب الفلسطيني ام أنها استسلمت ، وهي مجرد رقصة ليومين سترد الصاع عشرين ؟

17 يوم امامنا لنضرب القوي فيه ضرباً ينخلع له قلب الضعيف ، وببساطة فهل نستطيع او عفوا نريد ذلك ؟

 د . لؤي ديب

ليست هناك تعليقات: