السبت، 4 مايو 2013

كلمة الكاتب العام الوطني للنقابة الشعبية للمأجورين بمناسبة فاتح ماي

كلمة الكاتب العام الوطني للنقابة الشعبية للمأجورين
بمناسبة العيد الأممي للطبقة المأجورة - فاتح ماي 2013

باسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين،
يطيب لي باسم أعضاء الكتابة الوطنية للنقابة الشعبية للمأجورين، أن أرحب بكم جميعا، وأشكركم على تلبية الدعوة لحضور هذا المهرجان الخطابي؛ في هذا اليوم العالمي الذي يكرمكم على الخدمات التي تقدمونها كمأجورين مكافحين، ويتيح للجميع فرصة تجديد التلاحم والتواصل مع عموم المناضلين، سواء المنخرطين في النقابة الشعبية للمأجورين أو المتعاطفين معها.
 كما أوجه الشكر إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا المهرجان الخطابي، وإلى كل من تحمل مشاق السفر والتنقل من مختلف العمالات و الأقاليم من طنجة إلى الكويرة، لحضور هذا الحفل الأممي التاريخي.

أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين،

إننا نحتفل في هذا اليوم المبارك بالعيد الأممي للطبقة المأجورة فاتح ماي 2013، لنقول بأعلى صوت للعالم أجمع، إن المأجورين بمنظمتنا العتيدة، جزء لا يتجزأ من الوحدة الترابية، ووحدتنا الترابية جزء لا يتجزأ من كفاح الشعب المغربي   و نضاله التحرري، و أننا جميعا لن نتنازل عن حبة رمل من تراب صحرائنا المغربية، مؤكدين دفاعنا على مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية و الجهوية الموسعة، كحل ديمقراطي و عادل.

أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين،

إنكم تمثلون قوة اجتماعية متضامنة، ولكم رغبة أكيدة ونية حسنة في التغيير ومسايرة المستجدات التي تطرحها العولمة، وهذا يتطلب منكم مزيدا من الكفاح، العطاء، النضال و الصبر، لنتمكن جميعا من تجاوز كل الأزمات و العراقيل التي تعترضنا، في إطار سياسة منفتحة ومتسامحة ومتوافقة مع واقعنا الاجتماعي             و الاقتصادي والسياسي. فبفضلكم و بمجهوداتكم توسعت قواعد مركزيتنا، وبكم تقوت صفوفها، وهذا ما يجعل نقابتنا وأجهزتها القيادية مصرة على النضال المستمر، من أجل فرض احترام كرامة الطبقة المأجورة وتحقيق الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، ولهذا نلتقي بكم اليوم أيتها الأخوات و الإخوة لنشكل جسما واحدا، متضامنا،  للإطاحة بكل من له نية استغلال المأجورين أو إذلالهم أو استخدامهم.

أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين

إن روح النضال الذي تحلت بها النقابة الشعبية للمأجورين منذ تأسيسها، مكنتها والحمد لله من تحقيق بعض أهدافها ومراميها في وقت وجيز وفي ظرف عسير وبخطوات ثابتة ومثمرة، في ظل غياب الدعم المرصود لبقية المركزيات النقابية، وهذا ما يدفعنا للكفاح والتضحية كل من موقعه، للحصول على تمثيلية تجعلنا في مركز قوة، لفرض الحريات النقابية، و المشاركة في الحوار الاجتماعي، حتى نتمكن من خدمتكم والوقوف بجانبكم من مركز أقوى مما نحن عليه اليوم، خاصة أن مركزيتنا تعتمد في عملها على أسس قوية، وتسير هياكلها بنهج أسلوب التخصص والكفاءة والابتكار و المبادرة الجريئة في التسيير، وهي مقومات تساير متطلبات العصر الحديث، وقد تجاوزت النقابة الشعبية للمأجورين بما توصلت إليه من ابتكارات حديثة قيود الماضي المتجسدة في سيطرة بعض العقليات التقليدية على العمل النقابي  و التي لا زالت تتشبث باستخدام الطبقة المأجورة لخدمة مصالحها الشخصية، و هذا معناه تكريس الارتجال والضعف والتراجع، وهو ما أدى إلى وصول الحوار الاجتماعي إلى الباب المسدود، و هنا لا بد من تحميل المسؤولية للحكومات السابقة    و الحالية في ما يخص إقصاء عدد من المركزيات النقابية من الحوار الاجتماعي.
 لذلك تدعو النقابة الشعبية للمأجورين جميع المناضلات والمناضلين للانخراط في التغيير الهادف والمسؤول للقيام بمبادرات بناءة وجادة، لإخراج البلاد من رتابة الممارسات السلبية وإعادة الاعتبار للعمل النقابي الشريف، وإحياء الثقة في نفوس المأجورين، لترتفع الكلمة النقابية وكلمة المأجورين على الصعيد الوطني، حتى يتسنى للجميع القيام بواجباته إزاء مصير الوطن، الذي نتقاسم فيه جميع النتائج، ولن يتأتى ذلك إلا بمشاركة جميع الفرقاء الاجتماعيين في الحوار الاجتماعي، لطرح ومناقشة قضاياكم وإيجاد حلول معقولة للمشاكل التي تعرقل الوصول إلى نتائج تخدمكم و تخدم الصالح العام.
ولا يفوتني هنا أن أذكر الجميع، بأن النقابة الشعبية للمأجورين حصلت على تمثيليات وازنة بعدد من المؤسسات العمومية، واحتلت مراتب جد مشرفة على المستوى الوطني، وتمكنت في فترة وجيزة من توسيع قاعدتها بتشكيل عدد من الجامعات الشعبية والمكاتب المحلية والإقليمية والجهوية، بنهج ثقافة نقابية حديثة مبنية على أسلوب الحوار والتحاور والنضال المشترك بين جميع الفرقاء الاجتماعيين.

أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين

إننا متيقنون في النقابة الشعبية للمأجورين أن إشراك جميع الفرقاء الاجتماعيين في الحوار الاجتماعي، سيقود ولا محالة إلى تثبيت دعائم دولة الحق والقانون والديمقراطية الحقة التي كرسها الدستور الجديد.
إن شعار هذا المهرجان الخطابي "إصلاح المشهد النقابي... دعامة للاستقرار الاجتماعي"،الذي اختاره المكتب الوطني لم يكن صدفة، و إنما يعكس بكل عمق تحديات العمل النقابي الحالي و الدور الذي يمكن أن تلعبه النقابة الشعبية للمأجورين كفريق اجتماعي، فاعل و رافعة لتخليق العمل النقابي عن طريق المساهمة في ضمان الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي بالمغرب.
 فلنتحد جميعا من أجل حمل مشعل المقاومة: أجل مقاومة الفقر، البطالة، التهميش، مقاومة العنف بشتى أشكاله، الفساد، الرشوة، الإقصاء الاجتماعي، الزيادة في الأسعار، ومقاومة كل من يحاول المس بأمن وسلامة الوطن سواء من قريب      أو بعيد، و من أجل مسايرة المستجدات التي جاء بها الدستور الجديد، لا سيما أن هذا الأخير تعزز بالفصل الثامن منه، الذي وضع للنقابة الأسس المثلى للقيام بمهامها في أحسن الظروف، باعتبارها المؤسسة الدستورية التي تدافع عن حقوق و قضايا المأجورين في جميع القطاعات، لتضمن لهم مقومات العيش الكريم، و هي الغاية التي تأسست من أجلها النقابة الشعبية للمأجورين، التي فتحت أبوابها لجميع المأجورين بغض النظر عن انتمائهم السياسي، و قدمت لهم و لا تزال تقدم خدمات اجتماعية في مختلف القطاعات، بالرغم من الصعوبات الإدارية و المادية التي تواجهها، و بالرغم من سياسة الإقصاء و التهميش التي تمارسها عليها الحكومة، و عدم دعم مركزيتنا إسوة بباقي المركزيات النقابية ضدا على القانون.

أخواتي المناضلات، إخواني المناضلين

إن المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا جميعا كمناضلين في النقابة الشعبية للمأجورين و على عاتق جميع الفرقاء الاجتماعيين الآخرين، خاصة في ظل الظرفية الصعبة و الدقيقة التي تعرفها بلادنا، تحتم علينا جميعا تغليب روح المسؤولية و الهروب عن الذاتية و تغليب المصلحة العامة على الخاصة، من أجل مواجهة التحديات المطروحة اجتماعيا و اقتصاديا، و حث الحكومة على التنزيل السليم للدستور خاصة الفصل الثامن منه، و إصدار قانون النقابات، و تحديد شروط دعم المركزيات، و القطع مع  سيطرة بعض المتقاعدين على العمل النقابي و على هياكلها التقريرية و التنفيذية مع فتح المجال للمتقاعدين لتنظيم أنشطتهم في إطار الجمعيات، طبقا للقانون الجاري به العمل.
و في هذا الإطار، نطالب الحكومة بالإسراع في القيام بالإصلاحات التي تهم الشأن النقابي و التي ستساعد على توفير المناخ الجيد للحوار الاجتماعي البناء.
ولا يسعني في الختام إلا أن أوجه تحية إجلال وتقدير لجميع الحاضرين معنا، لمشاركة جميع المأجورين في عيدهم الأممي سواء داخل المغرب أو خارجه، كما أوجه النداء لمناضلات ومناضلي النقابة الشعبية للمأجورين لمواصلة الكفاح حتى تحقيق المكتسبات المشروعة.

ولتبقى النقابة الشعبية للمأجورين مقاومة من أجل حماية الحقوق المكتسبة للطبقة المأجورة، و للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، و لخدمة المصلحة العليا للوطن.

و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.


الكاتب العام الوطني

للنقابة الشعبية للمأجورين

ليست هناك تعليقات: