الأحد، 22 سبتمبر 2019

سقوط نتنياهو لا يعني سقوط الإحتلال - د . لؤي ديب

 سقوط نتنياهو لا يعني سقوط الإحتلال 
د . لؤي ديب

يكون الوهم يستوطنه من رأسه حتي أخمص قدميه من يعتقد أن سقوط نتنياهو يعني سقوط الإحتلال أو يركن حتي إلي الحد الأدني أنه سيضع مقدمات ضرورية لإنهاء الإحتلال ،

صحيح أن سقوط نتنياهو حدث غير عادي بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي كان الأشد معاناة خلال أكثر من 4877 يوم من حُكمه علي كل النواحي ، ومنّ لم يغبط لسقوطه بحاجة لمراجعة فلسطينيته .
ولا جدال في أن سقوطه طعن صفقة القرن طعنةً لا شفاء منه وأصبحت تترنح وسوف تسقط باذن الله ، بإكمال مهمة إسقاطها وطنياً وبشكل جماعي رغم كل الظروف .

وسوف نرى ونعيش ونلمس .. كيف سيكون سقوطه بمثابة تسونامي لترامب في انتخاباته القادمه ومع سقوطه سيسقط الكثير من اليمين المتشدد في العالم وكيانات ومراكز قوي في دول الإقليم راهنت ورهنت مستقبلها به ، وما سنراه سيكون بمثابة العمى إن لم نقرأ ونمحص كل تغير صغير حولنا ، بل القفز أحيانا إلي صناعة الحدث .

اسرائيل العميقة توشك علي توجيه إتهامات رسمية لنتنياهو لتقطع عليه الطريق لأخذها إلي انتخابات ثالثة وارهاق الخزينة الاسرائلية بنصف مليار دولار اضافة للمليار الاولي في الجولتين السابقتين ، وتحديات جمة تواجه الكيان الصهيوني ذكرتها في مقال سابق تفصيلياً .
وستقف المحكمة العليا بالمرصاد لأي اتفاق يتوصل إليه وستمنع تكليفه إذا تقررت محاكمته ، وبدون الدولة العميقة فنتنياهو ليس علي وفاق أبدا مع كل أعضاء المحكمه ، وسيكون انتقامهم منه طبقاً يؤكل بارداً .

وبما أن الإحتلال لم ينتهي ... ومطالبنا العادلة لم تتحقق .. يكون تلقائياً أن اللعبة لم تنتهي وسنكون أمام لاعب جديد اسمه غانتس وأتمني أن لا نلاعبه بحال كالتي لعبنا فيها مع نتنياهو ... وان كان قد سقط لا ننسي أنه سرق من أعمار كل فلسطيني ما يقارب 5000 يوم زرع في كل يوم فيها ألم وسرق بمنّ صنعهم علي عينيه منها قيمة وأمل وشوه حلم ورثناه من الأجداد .

ولأننا يجب أن نقرأ سوف اقفز قليلا خلف الكواليس
———————————————————

المفاوضات بين القائمة المشتركة وأزرق أبيض ، قائمة في العلن والخفاء ولن يكون شيء مجاني لغانتس وضمن حدود الممكن فعلي ماذا تدور هذه المفاوضات والموقف منها :
1/ تجميد هدم البيوت في المناطق العربية داخل الخط الأخضر ( متفق عليه)
2/ تجميد هدم البيوت في المناطق الفلسطينية ( متفق عليه جزئيا ، ازرق ابيض يصر باستثناء ما تقتضيه الضرورة الأمنية )
3/ إنشاء لجنه حكومية - برلمانية بتمثيل عربي يتجاوز الثلث لفحص قضية القري العربية غير المعترف بها ( متفق عليه)
4/ الدفع بقرارات حكومية لمكافحة العنف في المجتمع العربي داخل الخط الأخضر ( متفق عليه)
5/ الغاء قانون القومية ( غانتس شخصيا موافق ، لكنه يريد مزيد من الوقت لتهيئة تحالفه لذلك ، حسب سير المفاوضات حتي الان )
6/ بدء عملية سياسية نشطة وجادة مع السلطة الفلسطينية ( متفق عليه وخلاف من اين تبدأ حيث تريد القائمة من حيث انتهي أولمرت ويصر غانتس أنه سيبدأ بانفتاح دونما قيد بما فعله اسلافه)
7/ الغاء قانون ( كامينيتس) والذي وضع غرامات خيالية ومرهقة علي مخالفات البناء ( لم يتفق عليه ومحل جدل عنيف )
8/ حل مشكلة غزة بعيدا عن الحروب والعنف ، واحالة الملف بالكامل للسلطة الفلسطينية واعطائها الفرصة اللازمة ( قيد الدراسة )
9/ وقف التضيق المالي علي السلطة الفلسطينية ( متفق عليه)
10/ تجميد الاستيطان ووقف الميزانيات المخصصة له وتفكيك المستوطنات الغير قانونية ( محل خلاف كبير)
11/ زيادة ميزانيات التعليم والتطوير للوسط العربي ( متفق علي المبدأ وخلاف علي النسب )

تلك المفاوضات تعطينا قراءة علي اننا انتقلنا من الركود الي تحريك الحصي ، لكننا ما زلنا نصطدم بحجارة كبيرة وما زال السؤال القديم الجديد بنفس الإجابة ... أن لا احد في هذا الكيان يريد اتهاذ قرار جريء بإنهاء الإحتلال ولا بُد من الدفع الي ذلك بعمل موحد يستثمر كل طاقة فلسطينية ، عمل يعلوه ذكاء وتنوع الأدوات واختلاق الفرص لا إنتظارها .
بكل الأحوال خطوة الشعب الفلسطيني في الداخل انتزعت مكانها بجدارة في صفحات التاريخ الفلسطيني كمثل مبسط ومحاكاة لقوة الفعل الجماعي الفلسطيني ان وُجد وتلك طاقة لم تتعدي 13 ‎%‎ من قوة الشعب .
سقط نتنياهو ولن يكون معيباً لمن راهنوا عليه بأن يلحقوا بمركب وطن ليعمل الجميع لاسقاط الإحتلال وفق خطة وطنية شاملة نعرف فيها متي نستخدم التفاوض .. الدبلوماسية .. الكلمة... الرصاصة... فلسطيني امريكا الشمالية او اللاتينية او فلسطيني اوروربا والمهجر وكل الداخل والطوق لنكون جميعا في ترس نعرف أين سيقف .

ربما سيختلف معي البعض ، لكنه تاريخنا القريب لا البعيد ولا يحتاج لقراءة لأن الكثيرين علي قيد الحياة يتذكرونه ، فالكيان الاسرائيلي لم يوجع فينا مثلما أوجع الإقليم ... وقد آن الآوان لعدل الميزان المقلوب بأن يكون الاقليم السياسي والجغرافي والعربي والاسلامي يلحق بالقرار الفلسطيني وخصوصاً بعد أن عشنا النتائج الكارثية للحاق مكونات فلسطينية بالإقليم ورهن القرار الفلسطيني بالغير ... هذا الاقليم مريض تملؤه المشاكل وجلبه الي دارنا سينقل عدوى ستهلك الروح فينا .

د . لؤي ديب

ليست هناك تعليقات: