الجمعة، 25 يناير 2013

عصماء .. واقعة إثبات !! - د. رياض يحيى الغيلي

عصماء .. واقعة إثبات !! - د. رياض يحيى الغيلي
د. رياض يحيى الغيلي
1
عصماء فتاة السابعة التي أحرقت نفسها احتجاجاً على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان هي واقعة إثبات على فشل ثورتنا ، عصماء التي حرمت من حضن أبيها الدافئ هي واقعة إثبات على سيادة السجان فوق سيادة القانون ، وما أكثر السجانين في هذه البلاد .
يحسب للثورة المصرية نجاحها الباهر في محو جهاز القمع الذي سيطر على مصر لأكثر من خمسة وعشرين عاماً (جهاز أمن الدولة) والذي كان النظام يستخدمه كأداة لتمرير كل مشاريعه القمعية ضد الشعب المصري فسامهم من خلاله سوء العذاب يقتل أبناءهم ويسحل نساءهم ، وعندما هب الشعب المصري واقتلع نظام مبارك كان أول ما طالب به هو إلغاء جهاز أمن الدولة والاكتفاء بالأمن العام ، وكان لشعب مصر ما أراد ، وأصبح ذلك الجهاز من الماضي الذي انتهى بنهاية مباركٍ وآله .
2
        أما ثورتنا فقد خمَد أوارُها بمجرد نقل (صالح) من دار الرئاسة إلى قصره المنيع بمنطقة حدة، وبقيت أجهزته التي بناها (طوبة .. طوبة) تعيث في الأرض فساداً فلا الثورة أوقفتها عند حدها ولا أربابها خُلعوا كما خُلع إلههم الذي زين لهم المنكر معروفاً والمعروف منكرا.. فواأسفا على الدماء التي أريقت من أجل حرية الشعب في جولة الكرامة (القادسية) وفي أزقة القاع وتحت جسر النصر (كنتاكي) ، واأسفاه على آلام الجرحى وآهات الثكالى وأحزان الأيامى الذين يرون أن ثورتهم أبقت على فعلت بعصماء ما فعلت .
أصنام فعلت         
   
3
لو كان الحادثة بمكان آخر لضجت الأرض لهولها كما ضجت السماء ، ولتدفقت سيول الأحرار نحو مقرات أجهزة القمح تهدمها حجراً حجراً ، لكنها وللأسف حدثت في اليمن حيث قست القلوب وتحجرت المشاعر وتبلدت الأحاسيس ، لو كان الحادث في تونس لأحدثت ثورة جديدة أعنف من ثورة البوعزيزي ، ولو كانت الحادثة في الهند لأحدثت ثورة عارمة أشد من تلك الثورة التي أعقبت اغتصاب فتاة (الخامسة عشرة) ، ولو كانت الحادثة في دولة ديمقراطية لرأينا القمش ووكلاءه ومدير سجنه وسجانه وراء القضبان يحاسبون على جنايتهم بحق الإنسانية التي لا ينتمون إليها بأي حال من الأحوال .. لكن الحادثة وللأسف حدثت في اليمن .

4
أقترح أن تكون الجمعة القادمة جمعة الانتصار لعصماء -إن كان فينا بقية (ثورة) - نصحح فيها مسار أجهزة الأمن ، ونطهرها من الخبث الذي علق بها .. وإلا .. أيها الثوار عودوا إلى مساكنكم .. واتركوا الستين هادئاً .. فما حققتم أهدافكم .. ولا أنجزتم وعودكم .. ولا انتصرتم لدماء شهدائكم .. طالما بقيت أجهزة الأمن تعتقل أحراركم .. وتسوم العذاب إخوانكم .. ويضحك جلاوزتها على ذقونكم .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..


د. رياض يحيى الغيلي
أستاذ إدارة الجودة الشالمة المساعد
استشاري نظم الجودة
زميل الجمعية البريطانية لاستشاريي الجودة
مدير عام مركز الجودة الشاملة (TQC)
تلفون المكتب :467654 - 1- 00967 
جوال : 112235 - 777- 00967 
جوال(2) : 600111 - 715- 00967 

ليست هناك تعليقات: