البيان التنديدي و التضامني للمكتب الجهوي لنادي قضاة
المغرب بالقنيطرة عقب الإهانة التي تعرض لها نائب وكيل الملك بابتدائية
القنيطرة ذ/ سهيل شكري.
عقد المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بمحكمة الاستئناف
بالقنيطرة اجتماعه الطارئ يوم الأربعاء 13 فبراير 2013 لتدارس نقطة فريدة
تندرج في صلب اهتماماته وهي: الدفاع عن حرمة القضاء و هيبة القضاة وكرامتهم
واستقلالهم؛ و ذلك على إثر ما تعرض له الزميل الأستاذ سهيل شكري (نائب وكيل
الملك بابتدائية القنيطرة) من إهانة صادرة عن أحد المتهمين المقدمين أمام
النيابة العامة بالقنيطرة، و المتمثلة في سبه و نعثه بأبشع
الأوصاف بمناسبة قيامه بمهامه كعضو من أعضاء النيابة العامة (و هي عبارات يستحيي
المكتب الجهوي من ذكرها احتراما لهيبة و كرامة زميلنا، و احتراما لمسامع قراء هذا
البيان)، و ذلك على مرأى و مسمع من أعضاء النيابة العامة و أطر كتابة الضبط
بنفس المحكمة، و عناصر الشرطة المكلفين بإحضار المتهم من السجن، و غيرهم؛ و في
هذا السياق، و بعد
التداول بين أعضائه، قرر إصدار البيان التالي باسم أعضائه و كافة القضاة المنضوين
تحته:
1)
تضامنه المطلق مع زميلنا الأستاذ سهيل شكري، خاصة و
أنه المعني مباشرة بالإهانة أعلاه، و ذلك لما عرف عنه بين العام و الخاص من قيم
التجرد و الحزم و النزاهة و التفاني و الجدية و الإخلاص في العمل.
2)
تضامنه بالتبعية مع باقي قضاة و موظفي المحكمة الابتدائية
بالقنيطرة، و باقي مساعدي العدالة بها، و الذين تعنيهم الإهانة المذكورة بشكل غير
مباشر باعتبارها إهانة لجسم العدالة بالقنيطرة ككل.
3)
استنكاره
الشديد للتصريحات و الشتائم المستفزة و المهينة الصادرة
عن المتهم المذكور و التي تعتبر إهانة لحرمة القضاء و استخفافا بالسلطة
القضائية، و التي تشكل -بدون أدنى شك- محاولة فاشلة و يائسة ممن صدرت عنه
لثني أحد أبرز أعضاء النيابة العامة بابتدائية القنيطرة عن القيام بمهامه في البحث
عن مرتكبي مختلف الجرائم (الجنح و المخالفات) و متابعتهم و تقديمهم للمحاكمة وفقا
للقانون.
4)
استنكاره بشدة أكبر للموقف السلبي الذي أبان عنه رئيس النيابة العامة
بابتدائية القنيطرة، خاصة و أن جزءا مهما من السب و الشتم و الإهانة المذكور
أعلاه تم على مشارف مكتبه و على مسمع منه و لتعلق الإهانة بممارسة الزميل
المهان (ذ/ شكري) لمهامه كعضو بالنيابة العامة التي يرأسها، و أنه (وكيل الملك)
لم يقم بأي رد فعل بخصوص الإهانة و الجريمة القائمة الأركان التي عاينها أمامه و
كان ضحيتها أحد نوابه (جنحة إهانة أحد رجال القضاء بسبب قيامه بمهامه
بأقوال و إشارات و تهديدات بقصد المساس بشرفه و شعوره و الاحترام الواجب لسلطته
المنصوص عليها و على عقوبتها في الفصل 263 من القانون الجنائي).
5)
رفضه التام لجميع
أشكال الإهانة الصريحة أو الضمنية للقضاة، و المتمثل الصريح منها في ما صدر
عن المتهم أعلاه، و الضمني في ما صدر عن وكيل الملك من تساهل مع المستهترين
بحرمة القضاء و كرامة القضاة، و المساهمة في إفلاتهم من العقاب.
6)
مطالبته السيد "وزير العدل و الحريات"
(بصفته رئيسا للنيابة العامة) بالتدخل من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية
المناسبة لوضع حد لمثل هذه الإهانات التي تشكل مسا خطيرا بحرمة القضاء و وقاره،
و العمل على تقديم مرتكبها أعلاه و كافة أمثاله أمام العدالة من أجل تحقيق
الردع الخاص و العام، و ذلك تطبيقا لما تضمنته الدورية رقم 3 س المؤرخة في
22 يناير 2012 الموجهة لكافة مسؤولي محاكم المملكة، و التي تتضمن: "...ملاحظة
السيد وزير العدل -مع أسفه الشديد- أن النيابات العامة لا تتعامل مع ظاهرة التشويش
على المحاكم و إحداث اضطراب داخلها بالجزم و الصرامة اللازمين لصون حرمة القضاء و
وقار جلسات المحاكم...".
و
في الختام فإن المكتب الجهوي ل "نادي قضاة المغرب" بالدائرة
الإستئنافية للقنيطرة يحيي عاليا
جميع القضاة العاملين بمحاكم الدائرة، و يؤكد
على متابعته باهتمام شديد لتطورات هذه القضية، و استعداده لخوض جميع
الأشكال الاحتجاجية للمطالبة باحترام حقيقي لسلطة و هيبة و كرامة رجال و نساء
القضاء، كما أنه قرر إحالة نسخة من هذا
البيان و كذا التقرير المرفق به على المكتب التنفيذي لنادي قضاة المغرب
قصد اتخاذ ما يلزم عند الاقتضاء من إجراءات قانونية و إدارية ملائمة لتطورات
القضية.
و عاش نادي قضاة المغرب تجسيدا للكرامة و
الاستقلالية و التضامن بين القضاة.
المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب باستئنافية القنيطرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق