الخميس، 28 مارس 2013

أمسية قصصية لفتحية النمر وسحر حمزة - نبيل عودة

 أمسية قصصية لفتحية النمر وسحر حمزة 
نبيل عودة

احتضنت قاعة أحمد راشد ثاني في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة ، مساء أمس الأول، الأمسية قصصية دعا إليها نادي القصة في الاتحاد وشاركت فيها الكاتبتان فتحية النمر وسحر حمزة الإعلامية والأديبة .
سلط مدير الجلسة القاص محسن سليمان، الضوء على السيرة الأدبية للكاتبتين النمر عضو النادي، وحمزة التي يتعرف الحضور للمرة الأولى كأديبة في يستضيفها الإتحاد وكصحفية لها دورها في الساحة الإعلامية و من خلال استعراض النتاجات الأدبية الصادرة لكل منهما على حدة .


فتحية النمر

وخصصت القراءة الأولى للكاتبة النمر حيث جاءت قصتها التي عنونتها ب”بياض ليس كالبياض” كي تشد إليها الحضور، وذلك بالرغم من خصوصية التقنية التي كتبت بها -وهي التي دخلت عالم الكتابة من خلال الرواية وليس من خلال القصة كما حال أغلب كتاب الرواية في الإمارات- إذ ظهر خلال قصتها الاشتغال على اللغة واضحاً، وإن بدت هذه القصة متقاطعة مع النص المفتوح من خلال ميله إلى الشعرية، أو تكاد أن تكون نصاً مفتوحاً بامتياز، وإن كانت فيه مجموعة أحداث خاطفة، متقطعة، حاولت الكاتبة خلالها أن توجد خيطاً ما يربطها، وذلك عبر هيمنة ضمير المتكلم، حتى في لحظة تناول الشخوص الأخرى، ليتم انعكاس توترات النص عبراللغة نفسها، حيث تم تحميل عنصر اللغة بالأحداث الصغيرة المتناولة، في إطار تشكيل مركزيتها، بالإضافة إلى محاولة الاستفادة من بعد شعريتها المتشكلة ضمن الإطار العام للنص . ولعل شخصية الراوي في النص قد مرت بمراحل عدة، حتى وإن كانت هي نفسها تظهر في كل مرة، سواء أكان ذلك من خلال انكساراتها، وخيباتها، وكآبتها، أو من خلال انتقالها إلى الحالة العكسية تماماً .

سحر حمزة

وقرأت سحر حمزة نصين قصيرين ينتميان إلى فن القصة القصيرة جداً أحدهما بعنوان “الفزاعة” والثاني بعنوان “شموع ودموع”، ولفتت إلى أنهما ينتميان إلى أدب اليافعين، حيث جاء النص الأول ليبين أن بطلة القصة تنبه والدها كي يرفع الفزاعة التي سقطت أرضاً في الحقل، لتبعد الطيور عن التقاط البذور وهو ما أفرح والدها، لأنه أدرك أن طفلته قد كبرت، وبدأت تعي الأمور كما يتمنى، ليتوجه إلى الحقل، ويعيد رفع الفزاعة مرة أخرى .


وقد استطاعت الأمسية، بالرغم من أنه لم يقرأ فيها سوى ثلاث قصص فحسب، أن تثير حواراً مهماً، من قبل الحضور، إذ ركزت مداخلات عدد منهم على الملاحظات الفنية على قصص الأمسية، ومن بينها ما يتعلق ببناء النص ولغته وتشتت الفكرة لدى النمر - برأي بعضهم - ما أدى إلى انغلاق النص، بالإضافة إلى الحديث عن شروط كتابة نصوص اليافعين .
نبيل عودة
كاتب ، ناقد واعلامي فلسطيني - الناصرة ( فلسطين 48) 

ليست هناك تعليقات: