الجمعة، 29 مارس 2013

تدخين قسري ؟؟!!!! - سحر حمزة


تدخين قسري ؟؟!!!! - سحر حمزة

رغم الشعارات والنداءات والمؤتمرات والندوات وجلسات الحوار التي يعقدها ويطلقها المعنيون بالصحة والسلامة العامة لمنع التدخين،والتنبيه للأمراض الخطيرة التي قد تصيب المدخن التي قد تودي بحياته إلا أنها جميعا غير مجدية ، وبالرغم من فرض الغرامات ،وإعلان الحظر على المدخنين في الأماكن العامة مرفقة بالصور والملصقات التحذيرية على علب السجائر وعبر بعض وسائل الإعلام ،إلا أنها جميعها جهود مبعثرة وذهبت أدراج الرياح ولم تجدي نفعا ،ذلك لإن التدخين عادة مكتسبة من البيئة المحيطة أو قد تكون متوارثة من الأم أو الاب ،والمعروف بأن العادة مثل العبادة التي يلتزم بها الإنسان بمجرد تكرار ممارستها لاكثر من 20يوميا يرتبط بها لتصبح سلوكا يوميا يلازمه ضمن روتين حياته فلا يرتدع عن شيء ما إلا بحادث خطر أو صدمة ما أو أمر خطير يواجهه نتيجتها كما حدث معي قبل عامين حين أصبت بنزيف في دماغي وأقلعت عن التدخين فترة تزيد عن الستة أشهر ثم عدت إليه لظروف مؤثرة كثيرة، فكان الإنقطاع حظرا من خطر ما تلاشى مع زواله ،وحتى هذه الأمور العارضة أيضا لم تجدي نفعا في وقف التدخين ،لإن السلوك الإنساني الذي يمارسه الفرد منذ طفولته يطغى علي حياته ، ويتنامى معه حتى كبره بحسب علماء النفس وخبرات الناس وعلماء التربية.
الأخطر من هذا كله هو الأمور التي تفرض على بعض الاسوياء دون ذنب ،وأن يقعوا في محظورات التدخين رغما عنهم ،وبأن يمارس التدخين القسري على أناس لا يمارسونه كعادة بل يفرض عليهم نتيجة إرتباطهم بالاسرة وخاصة الأم أو الأب ، وممن حولهم من الجيران والأقارب ،ومن أبرزهم وأخطرهم على حياته الجنين في رحم أمه الذي يتناول سيجارة أمه يوميا ، كلما هبت روح الشوق إليها وحين يكون مزاج الأم الحامل متعكرا ،و يفرض عليها ظرف ما مسك السيجارة لتنفث همومها وبعض معاناتها.

ونجد في بعض الدول العربية المتقدمة مثل الإمارات كدولة متحضرة تحرص على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في كافة تعاملاتها ،والتي تعتبر من الدول المشهود لها بالرقي والإلتزام بالقوانين التي تفرضها منظمة الصحة العالمية التي أصدرت قوانين تحكم ذلك ،فرضت بعض البلديات في الإمارات غرامات على المدخنين ووزعت نشرات وملصقات في الأماكن العامة تحذر منه وحددت غرامات تتراوم من 200درهم في المرافق العامة و500في الصالات وأمام البوابات ،لكن هذا كله غير رادع لأي من المدخنين الذي ينتهزون أية فرصة للتدخين ، حتى البقالات تضع علب الدخان في أماكن غير ظاهرة لمفتشي الصحة، ويبيعون الدخان والمعسل دون خوف مثل أي سلعة وقد يزيدون درهما علي العلبة ذلك لإنهم على يقين بأن هذا الشخص بحاجة للتدخين كجزء من حياته،وسيدفع لإنه لا يمكن أن يستغني عن التدخين ، وإن إنقطع عنه بسبب مرض عارض لفترة فإنه يقنع نفسه والآخرين بأن تجدشيئا ما ينبهه ودفعه ليعود إليه ، كي يفكر بعمق ويركز ويستطيع ممارسة أنشطة حياته بشكل أمثل فتجده يستمتع بذلك مثل الجلوس في مقاهي النارجيله التي تكثر في بعض المناطق لتشجع الجميع على ريادتها.

علما بأن بعض الجمعيات الخيرية ، والعيادات الصحية نجحت في دفع العديد من المدخنين الإقلاع عنه بنسب متفاتة ، لكن الغالبية العظمى لا ترتدع وتأكيدها بأن ممارسة عادة التدخين يضاعف النشاط و الحركة وتفتح الدماغ ،وحتى المحاضرات التثقيفية التي نظمتها الجمعيات السابقة الذكر لم تعد تجدي نفعا مع المدخنين ،ذلك بأنه أمر خارج نطاق السيطرة حتى اللحظة بأسرار بيولوجية ونفسية مع بعض الناس بإستثناء قلة لم تصل نسبتهم إلى 15%من المدخنين الذين تمت مكافآتهم من قبل تلك الجمعيات وتعزيزهم لإقلاعهم عن التدخين .

أخيرا يبقى القول الأخير بأن الحس الإنساني والوعي الكامل بأهمية تكاتف الجهود وإستمرار التوعية والتحذير منه بتبني المسؤولية المجتمعية المطلوبة لتكون مكتملة و كافية لإقناع المدخنين على محاربة هذه الآفة المجتمعية ،بعدة وسائل منها زيادة الغرامات وفرض عقوبات رادعة مثل الخصم من الراتب ،أو زيادة الغرامة الرادعة ،وتبين بأن التحذير بالتوجيه العادي لا يكفي ، فلترفع البلديات قيمة الغرامة ل1000 درهم على الفرد و10000درهم على البقالات ومراكز التسوق التي تبيع علب الدخان مثل الحلوى وباقي البضائع المعروضة لديها،كي يطبق المثل القائل “الوقاية خير من العلاج” ونتجنب الآثار السلبية التي تنعكس على المجتمع وعلى المدخنين ومن حولهم وخاصة الأطفال قسريا دون إدراك لآثاره السلبية مستقبلا.

ليست هناك تعليقات: