الأربعاء، 27 مارس 2013

للرحيل.. رحيق قَفُوز - عزيز الحافظ

للرحيل.. رحيق قَفُوز  
عزيز الحافظ


أتفق مع الأقدار..أنها يوما ما.... ستخون ذكراه.. ترقرقت في سحائب كل صباح دموع للفراق كان ينسج كل آن مسارها ليس بين أخاديد الوجنات بعيدا عن ضفاف المدامع... بل بين أروقة الأذينين والبطينين وذاك مُغّلَفْ القلب ..الشغاف...

كل صباح كان يجلس على كرسي أثير، خارج منضدته إسمهُ ووسمهُ أنوار إتقّاد حتمية رؤيتها كل يوم بلا كللِ الملل ولاملل الكلل..ينظر لتلك الأمتار ال600 التي تبعد عن بوابه مدخلها.. منطقة الحياد التي تفصل حدودهما المشتركة ثم ينتظر طلّتّها من غرفتها لأخرى بلحظة اقل من كثافة نسمة قدومها او كتلة عودتها لتبتهج عينيه متسمرة ان لا يقطع صفائها قدوم المراجعين عليه او الذين يلقون روتينيات تحيات الصباح ويقطعون حبال تأملياته الشغفية التي رسم لوحتها اليومية بفيروزية منتقاة. سنوات هو بعيد عن ضفافها قالوا له إنها خط المدير الأحمر قالوا له إنها تلسع وإنها تلدغ فلا نحليتها ولا أفعوانيتها المفترضتين أبعدتا عنه فكرة الولوج لعالمها المغلّف سحر الغموض المكتوم صمتا.لكنها كانت تحمل دبلوماسية الكون كله وأدب شكسبير وأخلاق السيد المسيح تلك المريمية الثلاثينية التي تعاني صعوبة خلقية في التنفس ويعاني محاورها صعوبة في كبت مشاعرالوّد الطيوش المتطايرة.. نحوها!كانت تأسر الجميع... بلباقتها وسلاسة تعاملها ورقّة تهذيبها...ولإن ملكاته لاتشبه قوانين السلوك الجمعي قرر إقتحام مملكتها دون التسلّق التسويري!هل سينجح؟ هل هناك أبوابا لم يلجها غيره من ال300 غيره في محيط مساحة عملهما المشترك؟ لم تكن مغامرة أبدا .. ليخسر ها او يفوز.. بنيلها.. أراد أن يطرق أبواب وحدتها ويهشّم جدران حزنها الذي نال عليه رسالة الدكتوراه! نجح في ما فشل فيه الجميع أرتمست احزانها ونجواها رويدا رويدا في بحر عشقه اللجي وارتسمت آيات حبه..دون أن تقول له احبك فبمفهومها كان الحب سماءا لاتصل لها الطائرات والصواريخ الابالتسلق الرويدي!وبالزحف الهاديء المموسق...أتقّد كل شي بينهما حتى أفصحت له بمالايستطيع تسطيره... وبقي الناس حولها طيورا كواسرا لاتجد منفذا للاقتناص. لأنها لم تكن يوما ما مطلقا فريسة احد. توطدت الوشائج وتوشجت الوطائد.. فقط كان يرسم فراقها بخيانتها وهي مستحيلة التحقق بالمفاهيم المتداولة.. ولكنه وضع المفهوم كله في ان تعشق غيره..أو يمّر في طيف خيالها فارس يريد الهجوم وتتقبله ارض معركتها العصية..وبلحظة حوارية قررت أمامه إنهاء العلاقة!!كانت بلهائية القدر تتفرج! وجنونية التصور السيناريوهاتي تتقد! بلامقدمات؟! وجنونية التوقيتات تنتحب! كيف ستأمن سكوته وقد وضعت كل ملفات كمبيوتر عشقهما بين ذاكرته التي لاتقبل الفرمتة؟ كانت تعي أنه لن يجرؤ على إيذائها وتمنت له ان لايحزن ؟وفي يومها ارسلت الاحزان لها اجوبته في شراع سفينة ترتدي آزياء دموع خفية!! يعي..ولا تعي
فحتى للرحيل نفسه.. رحيق قفوز!

عزيز الحافظ

ليست هناك تعليقات: