مرور كنسمة ربيع في نصّ تتبعثر أشيائي الصّغيرة
للشاعرة: * جودة بلغيث
![]() |
بقلم: زياد جيوسي |
خمسة لوحات تتالت بخروج عن المألوف حين تقسيم النص، فبدأ برباعية لينتقل إلى ثلاثية فخماسية ويعود لثلاثية ويختم بسداسية، وفي المقطعين الأولين نجد بطلة النص تتحدث عن نفسها ووصف الحالة التي تمر بها، فتصف الرجفة التي تعتريها حتى تصل بها إلى منبع النور، إلى حيث الموت المشتهى، فتصور الموت وكأنه رغبة روحية بدون خوف منه، وإلى الصلب بسبب الرجفة على أعمدة الريح، فتضعنا بصورة مرسومة بجمال بعيدا عن الخوف البشري المعتاد من الموت.
هذه المقدمة تدفع القارئ للتساؤل: لما هذه الرغبة واشتهاء الموت والصلب على أعمدة الريح؟ لنجد في المقطع الثلاثي الذي يلي الجواب، فهناك حزن تريد أن ترى (ظلال الرّوح ترقص مُنتشية)، ومنتشية على (على آخر وتر للحزن)، وهذا ما يعطينا الجواب وسر الاشتهاء والرغبة للرحيل والموت، فهناك حزن شديد حتى أن ظلال الروح سترقص على آخر وتر لهذا الحزن قبل أن تعلن رحلة الرحيل.
ومرة أخرى يكون القارئ في حالة سؤال: من أين أتى هذا الحزن الذي يجعل هناك رغبة الموت؟ وبدون أن توضح سيدة النص نجد في المقطع الخماسي الثالث بالترتيب مخاطبة للحبيب الذي تحلم أن يكون ناظم حياتها بل ناظم للحياة، ولكن يظهر من خلف النص أن المخاطب ابتعد تماما عن هذه الرغبة بحيث أن سيدة النص تصرخ: (عدوى الجنون تُصيبني)، وتكمل همسها لنفسها تصف الحالة (و أذهل عنّي) حتى تصل من الذهول أنها تصل لمرحلة تصفها (تتبعثر أشيائي الصّغيرة).
في المقطع السداسي الأخير والخامس بمقاطع النص تواصل سيدة النص الحديث عن ما كانت تحلم به، الحياة المشتركة والمتكاملة، ترتيب أشيائهما معا، دفاتره ودفاترها، مشط وفرشاة ألوان، عطرها وحروفه، وفي هذا المقطع نجد إشارة لطبيعة الآخر، فهو فنان تشكيلي لأنها تتحدث عن فرشاة ألوانه، وهو كاتب أو شاعر، فهي تشير لحروفه، وفي نفس الوقت يتضح من خلال النص ونهايات المقطع والنص، أن الفراق كان قد مضى عليه فترة من الوقت، فالشاهد على رغباتها هو قلم الرصاص، وهذه الشهادة تعني بوضوح أنها كتبت الكثير من الرسائل والرغبات بقلم الرصاص، لكنها لم تتلقى جوابا، فكان حلمها بالرحيل بعد أن تسبب لها هذا الفراق الكثير من الحزن.
حين نقيم النص نجده امتلك مميزات النص الشعري النثري من حيث الرمزية واللوحة والصورة، امتلك الرجس الشعري والنغمة الموسيقية بشكل لا بأس به، كان مكثفا باللغة ولم تلجأ سيدة النص لتشتيتنا بالسرد الذي يخرج النص عن أفقه، فكان هذا النص من النصوص التي يمكنها أن تشد القارئ الذي يخرج عن الحروف لتخيل ونتصور اللوحات، ورغم أني قرأت النص منذ عدة أيام، إلا أني عدت إليه أكثر من مرة في القراءة، فقد شعرت بهمسات غامضة من خلف الحروف تشدني وتسألني أن أعبر عما رأيت، لكن ليس بتعليق عابر.
(رام الله – فلسطين 1/2/2013)
هذه المقدمة تدفع القارئ للتساؤل: لما هذه الرغبة واشتهاء الموت والصلب على أعمدة الريح؟ لنجد في المقطع الثلاثي الذي يلي الجواب، فهناك حزن تريد أن ترى (ظلال الرّوح ترقص مُنتشية)، ومنتشية على (على آخر وتر للحزن)، وهذا ما يعطينا الجواب وسر الاشتهاء والرغبة للرحيل والموت، فهناك حزن شديد حتى أن ظلال الروح سترقص على آخر وتر لهذا الحزن قبل أن تعلن رحلة الرحيل.
ومرة أخرى يكون القارئ في حالة سؤال: من أين أتى هذا الحزن الذي يجعل هناك رغبة الموت؟ وبدون أن توضح سيدة النص نجد في المقطع الخماسي الثالث بالترتيب مخاطبة للحبيب الذي تحلم أن يكون ناظم حياتها بل ناظم للحياة، ولكن يظهر من خلف النص أن المخاطب ابتعد تماما عن هذه الرغبة بحيث أن سيدة النص تصرخ: (عدوى الجنون تُصيبني)، وتكمل همسها لنفسها تصف الحالة (و أذهل عنّي) حتى تصل من الذهول أنها تصل لمرحلة تصفها (تتبعثر أشيائي الصّغيرة).
في المقطع السداسي الأخير والخامس بمقاطع النص تواصل سيدة النص الحديث عن ما كانت تحلم به، الحياة المشتركة والمتكاملة، ترتيب أشيائهما معا، دفاتره ودفاترها، مشط وفرشاة ألوان، عطرها وحروفه، وفي هذا المقطع نجد إشارة لطبيعة الآخر، فهو فنان تشكيلي لأنها تتحدث عن فرشاة ألوانه، وهو كاتب أو شاعر، فهي تشير لحروفه، وفي نفس الوقت يتضح من خلال النص ونهايات المقطع والنص، أن الفراق كان قد مضى عليه فترة من الوقت، فالشاهد على رغباتها هو قلم الرصاص، وهذه الشهادة تعني بوضوح أنها كتبت الكثير من الرسائل والرغبات بقلم الرصاص، لكنها لم تتلقى جوابا، فكان حلمها بالرحيل بعد أن تسبب لها هذا الفراق الكثير من الحزن.
حين نقيم النص نجده امتلك مميزات النص الشعري النثري من حيث الرمزية واللوحة والصورة، امتلك الرجس الشعري والنغمة الموسيقية بشكل لا بأس به، كان مكثفا باللغة ولم تلجأ سيدة النص لتشتيتنا بالسرد الذي يخرج النص عن أفقه، فكان هذا النص من النصوص التي يمكنها أن تشد القارئ الذي يخرج عن الحروف لتخيل ونتصور اللوحات، ورغم أني قرأت النص منذ عدة أيام، إلا أني عدت إليه أكثر من مرة في القراءة، فقد شعرت بهمسات غامضة من خلف الحروف تشدني وتسألني أن أعبر عما رأيت، لكن ليس بتعليق عابر.
(رام الله – فلسطين 1/2/2013)
تتبعثر أشيائي الصّغيرة
* جودة بلغيث *
رجفة تعتريني
إلى منبع النّور تأخذني
"إلى حيث"موتي المشتهى
على أعمدة الرّيح تصلبني
ظلال الرّوح ترقص مُنتشية
على نغمات معزوفة
على آخر وتر للحزن
و أحبّ أن أقرأك
أحبّ أن أتهجّى فوضاك
عند زاوية النّبض
ليكون ناظمُ حياتي
ناظمَ حياة....
عدوى الجنون تُصيبني
و أذهل عنّي
تتبعثر أشيائي الصّغيرة
كم أحبّ
أن أرتّب أشياءنا معا
دفاتري و أوراقك
مشطي و فُرشاة تلوينك
عطري و حروفك
و ...و...قلم الرّصاص شاهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق