الثلاثاء، 9 يوليو 2013

عدوى الإطاحة بالحكومات التي تشارك فيها أحزاب - د. مصطفى سلامة

عدوى الإطاحة بالحكومات التي تشارك فيها أحزاب ذات مرجعية إسلامية
د .مصطفى سلامة

عدوى الإطاحة بالحكومات التي تشارك فيها أحزاب ذات مرجعية إسلامية بدون شك ستصيب تونس والمغرب؛ عندنا في المغرب بدأت بوادر تحركات أعداء الديمقراطية من أجل استعداء السلطات العليا ضد حزب العدالة والتنمية في أفق الإطاحة بالحكومة، عبر اتهامات جاهزة كالتي نراها في مصر رغم الفرق الكبير بين النظام المغربي والمصري؛ حزب الاتحاد الاشتراكي دفع ببعض أنصاره لتأسيس حركة "تمرد" في تقليد بليد لما يجري في مصر، تمرد ضد من!؟ ضد الحكومة بقيادة العدالة والتنمية! مع أن هذه الحكومة لا تملك فيها هذه الأخيرة سوى 27 في المائة!

 شباط متزعم المعارضة الذي يطمح في الإطاحة بالحكومة، يذهب في نفس الخط الاستعدائي للسلطات العليا عبر محاولة إبراز وجه التشابه المزعوم بين ما يجري في مصر لإسقاطه هنا في المغرب، الآن حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والبام كلهم يدفعون في هذا الاتجاه..؛ أعداء الديمقراطية وصناديق الاقتراع في مصر منذ أكثر من سنة وهم يعرقلون عمل الحكومة ويتهجمون على الرئيس مرسي بدعوى أنه يعمل على أخونة مصر، المعارضة عندنا تذهب في نفس الاتجاه، لكن عن طريق عرقلة عمل الحكومة من الداخل والخارج، وعبر ما يسمى بالباطرونا.
بدون شك حزب العدالة والتنمية استوعب الدرس جيدا مما يجري في مصر، لكن يبدو أن المعارضة مصرة على التشويش وعرقلة الأداء الحكومي، وفي نفس الوقت ترديد بعض المصطلحات الصادرة عن رئيس الحكومة ومحاولة تأويلها أو الركوب عليها، المرحلة تقتضي الحيطة والحذر أكثر، وذلك:
ـ بتجنب تكرار بعض المصطلحات التي تترك للأعداء مجالا للاستهزاء والتأويل الخاطئ، كالعفاريت والتماسيح..
ـ في مجال القضاء ينبغي على السيد وزير العدل والحريات تجنب السقوط في عداوات مجانية مع المحامين والقضاة وهيئة كتابة الضبط، وأنتم تعرفون جيدا مدى تأثير القضاء على الأحزاب السياسية، وما يقع في مصر ربما بعض بوادره بدأت تظهر عندنا نحن أيضا في المغرب، مسألة الاستجابة لمطالب القضاة من الأحسن للسيد وزير العدل إشراك الملك في اتخاذ القرارات بشأنها..
ـ ومن القضايا المهمة التي ينبغي لحزب العدالة والتنمية التحرك العاجل فيها قضية المعطلين؛ الحزب تورط في قضية محضر 20 يوليوز، وهذه القضية أساءت إليه من حيث يدري أو لا يدري، ولذلك وجب عليه تصحيح هذه الوضعية لكي لا يتحمل وزرها لوحده، ومن الأفضل له وهو في هذه الفترة الحرجة التي قد تعصف بحكومته ـ والذرائع والوسائل من أجل الإطاحة بها ستكون بالسهولة بما كان بالنسبة بالنسبة لأصحاب القرارـ أن يتخذ قرارات شجاعة لتوظيف عدد كبير من الموظفين وخاصة الأطر العليا في سن متقدمة..
ـ قضية التحالفات مسألة مهمة للغاية، ولهذا ينبغي لوزراء الحكومة العمل المستمر وتفادي الدخول في جدالات وصراعات لا فائدة منها، سوى إشغالهم وإرباكهم عن الاستمرار في أداء واجبهم في المهام الوزارية المنوطة بهم، وبهذه المناسبة أحيي بعض الوزراء الذين يعملون في صمت، ونتائج أعمالهم بدأت تخرج للوجود مثل وزير الصناعة ووزير النقل والتجهيز وآخرون..
هذه بعض الخواطر والنصائح التي وددت أن أطرحها في هذه الليلة، وفي سياق ما يجري في مصر التي تعرف انقلابا وقحا ضد الشرعية الشعبية، وضربا في العمق للديمقراطية، ونسأل الله تعالى أن ينصر أصحاب الحق والشرعية في هذا البلد الشقيق، وأن يشتت أصحاب الباطل أعداء الدين والديمقراطية..

ليست هناك تعليقات: