السبت، 21 سبتمبر 2013

مَتَىْ يَا سَادَةُ تَعْتَرِفُوْنَ بِأَنِّىْ بَشَرْ - شعر المستشار عماد أبوهاشم

مَتَىْ يَا سَادَةُ تَعْتَرِفُوْنَ بِأَنِّىْ بَشَرْ
المستشار عماد أبوهاشم
قَبْلَ أَنْ تَمْنَعُوْنِىْ مِنْ حَقِّىْ فَىْ السَّفَرْ
صَادَرْتُمْ نَسِيْمَ الهَوَاءِ
وعَذْبَ مِيَاهِ النَّهْرِ
وتُرَابَ الأَرْضِ
ونُوْرَ الشَّمْسِ
وظِلَّ الشَّجَرْ
واعْتَقَلْتُمْ سَحَابَ السَّمَاءِ
ومَوْجَ البَحْرِ
ورِيْحَ الشَّمَالِ
وقَطْرَ النَّدَىْ 
ورَزَازَ المَطَرْ
قَبْلَ أَنْ تَمْنَعُوْنِىْ مِنْ حَقِّىْ فِىْ السَّفَرْ
حَاصَرْتُمْ تَمُوْزَ وآبَ وأَيْلُوْلَ
والأَلْوَانَ الَّتِىْ فَىْ قَوْسِ قُزَحْ
والزُّجَاجَ
إِذَا بِالنَّفَاذِ لِضَوْءٍ سَمَحْ
والصَّدَىْ
والشَّمْسَ 
و بَدْرَ القَمَرْ
وأَمَرْتُمْ أَنْ يُحْظَرَ التِجْوَالُ
فَهَلْ تَحْظُرُوْنَ عَلَىْ الرِّيْحِ 
أَنْ تَنْتَشِرْ
أَنْ يُلْقِىَ فِيْهَا الوَرْدُ أَرِيْجًا عَطِرْ
أَنْ تَحْمِلَ مَوْجَاتِ الصَّوْتِ
عَبْرَ أَثِيْرِ السَّمَاءِ
وتَنْقُلَ لِلآذَانِ الخَبَرْ
أَنْ تَحْضُنَ أَجْنِحَةَ الطَّيْرِ
إِنْ خَافَ مِنْ أَحَدٍ
أَوْ زُجِرْ
حَاكِمُوا الشِّعْرَ
إِنْ خَرَجَ الشُّعَرَاءُ على حَظْرِكُمْ
واشْنُقُوا النَّحْوَ والصَّرْفَ والوَزْنَ والقَافِيَهْ
أَطْلِقُوا النَّارَ 
صَوْبَ الفَاعِلِ والمَفْعُوْلِ بِهِ
وانْفُوْا المُبْتَدَأْ
واحْذِفُوْا أَنْوَاعَ الخَبَرْ
أَسْقِطُوا الإِعْرَابَ
وثُوْرُوْا عَلَىْ كُلِّ حَرْفٍ 
مِنْ أَبْجَدِيَّةِ رَسْمِ حُرُوْفِ مُضَرْ
أَوْقِفُوْا دَوَرَانَ النُّجُوْمِ بِأَفْلَاكِهَا
وأْمُرُوْا الأَرْضَ - فِىْ الحَالِ -
أَنْ تَسْتَقِرْ
لَاحِقُوْا التَّارِيْخَ 
وقُصُّوْا آثَارَهِ
وانْدُبُوْا قَاضِيًا لِلتَّحْقِيْقِ يَسْتَجْوِبُهْ
عَلِّمُوْهُ الأَدَبْ
واحْرِقُوْا كُلَّ سَطْرٍ كَتَبْ
طَارِدُوْهُ بِأَحْكَامِكُمْ فِىْ مُتُوْنِ الكُتُبْ
واشْنُقُوْهُ وقُوْلُوْا انْتَحَرْ
لَنْ أَخَافَ 
ولَنْ أَتَنَازَلَ عن حَقِّىْ فِىْ السَّفَرْ
كَمْ مِنْ مَّرَّةٍ قّبْلَكُمُ
عَلّقُوْهُ خَفَاءً 
فِىْ حَبْلِ المَشْنَقَةْ
ثُمَّ زَجُّوْا بِهِ
فِىْ أَتُوْنِ لَظَىْ نَارٍ مُحْرِقَةْ
ثُمَّ أَلْقُوْا الرُّفَاةَ عَلَىْ شَوْكٍ
يَوْمًا رِيْحُهُ عَاتِيَهْ
فَإِذَا بِالتَّارِيْخِ حَىٌّ
وهُمْ مَيِّتُوْنْ
 جَاءَ  مِنْ قَبْرِهِ 
حَامِلًا - فى يديهِ - بِرًأْسِ المَنُوْنْ
يَنْبُشُ الأَحْدَاثَ الَّتِىْ دُفِنَتْ حَيَّةً
فِىْ القُبُوْرْ 
يَقْرَأُ الكَلِمَاتِ الَّتِىْ كُتِبَتْ 
مَا بَيْنَ السُّطُورْ
يُفْضِىْ بِالكَلَامِ ولَا يَخْتَصِرْ
 سَيَقُوْلُ غَدًا 
إِنَّكُم لَسْتُمْ تَعْلُوْنَ القَضَاءَ
وفَوْقَ القَدَرْ
كَىْ تَغْتَصِبُوْا حَقِّىْ فِىْ السَّفَرْ
قَبْلَ أَنْ تَمْنَعُوْنِىْ مِنْ حَقِّىْ فِىْ السَّفَرْ
حَارَبْتُم حِيَادَ العَدْلِ
ودنَّسْتُمْ قُدْسَ أَقْدَاسِهِ
وتَصَيَّدْتُمْ فِىْ المَاءِ العَكِرْ
وشَرِبْتُمْ دِمَاءَ القَانُوْنِ جَهْرًا
بِحَضْرَةِ حُرَّاسِهِ
تَتَعَاطُوْنَهُ  
كُلَّ يَوْمٍ
فَىْ حَفَلَاتِ السَّمَرْ
هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْ رَجُلٍ
مَا قَابَلْتُمُوْهُ  
يُسَمَّىْ الضَّمِيْرْ
حَكِّمُوْهُ ولَوْ سَاعَةً
قَبْلَ أنْ تُشْعِلُوْا الحَرْبَ
بَيْنَ الفَرَزْدَقِ –  نَارًا –
وبَيْنَ جَرِيْرْ
عَلَّكُمْ تُدْرِكُوْنَ الخَطَرْ
وتُعِيْدُوْنَ فِىْ الأَخْطَاءِ النَّظَرْ
قَبْلَ أَنْ تَمْنَعُوْنِىْ مِنْ حَقِّىْ فِىْ السَّفَرْ
اعْلَمُوْا أَنَّنِى 
لَنْ أَتْرُكَ إطْلَاقًا أوْرَاقِىْ 
وأَنَّ عَزِيْمَةَ أَقْلَامِىْ 
كَالفُوْلَاذِ لَا تَنْكَسِرْ
لَنْ أَتْرُكَ أَرْضِىْ تَضِيْعُ
ولَنْ أَتَنَازَلَ عَنْ إِنْسَانِيَّتِىْ
هَا هُنَا ضَالتِىْ
هَا هُنَا سَأُحَقِقُ أَحْلَامِىْ فِىْ الظَّفرْ
الأَيَّامُ لَنْ تَرْتَدَّ إِلَىْ الخَلْفِ
والأَحْدَاثُ سَتَمْضِى
والتَّارِيْخُ سَيَعْبُرُ
 لَنْ يَنْتَظِرْ
لَنْ تُجْدِيَكُمْ أَنْصَافُ الحُلُوْلِ
ولَا الحَقُّ يَقْبَلُ أَنْ يَنْشَطِرْ
أَتُرِيْدُوْنَ أَنْ تَشْرَبُوْا المَاءَ صَفْوًا
وأَشْرَبُهُ مَالِحًا وكَدِرْ
فَمَتَىْ يَا سَادَةُ تَعْتَرِفُوْنَ بِأَنِّىْ بَشَرْ

ليست هناك تعليقات: