لي فيكِ نَصُّ قصيدةٍ
الشاعر مصطفى مـطر |
لي فيكِ نَصُّ قصيدةٍ
بعدَ اثنَتَيْنْ
لِي فيكِ حُبُّ مُحمدٍ لِحفيدِه
الكَبِدِ الحُسينْ
مَن ذا الّذي
بالحقدِ أصدرَ حكمَها
حتّى يفرّقَ شملنا
يقضي انتقامًا أن أغادرَ
من رحابِ الجنّتينْ ؟
كم كان واقعُها الكئيبُ
يقولُ: لا تتعبْ
فعاداتُ الخِيامِ عقيمةٌ
هي لمْ تدعْ لي ثغرةً
منها أفتّشُ عن مكاني في
ضلوعِكَ يا مياهَ العينِ
كلُّ النّاسِ
يقضونَ المماتَ لمرةٍ
إلّا أنا
وحدي أواجهُ في فراقِك
يا حبيبَ الرُّوحِ مَوتيَ
مرّتينْ
والعِشقُ
قالت: كالذّبيح فلا رحيمَ
يمدّ كفًّا كي تكونَ الجسرَ
إنقاذًا لقلبٍ مستميتٍ في هواهُ
مُقطّعٌ شريانُها الأفراحُ
والأحزانُ تمطرُنا
فيختلفُ الجميعُ على مواجِعِنا
همُ الحمقى
يردُّ العشقُ ؛ لا بل حظّهم
والقبرُ يروينا لعشّاقِ التمزّقِ
قصّتينِ حزينتينِ يتيمتينْ
والشوقُ
فارسُنا المشرّدُ قبل موعدِنا الطّريدِ
وزادُه هجرٌ و قافيةٌ لها أثرٌ
يُعلَّقُ في ضفائرِ طفلةٍ
دفعت ضريبةَ حبِّها
موتًا
لأجلِك قرّروا
هي تستحقّ عقوبتينْ
فعقوبةٌ أولى على ..
صدقِ المشاعرِ في بلادٍ
تعشقُ الزِّيفَ
الذي بدمِ القتيلةِ لطّخَ الظلّامَ
هم ليسوا كأنصافِ القلوبِ
تعمّدوا
نكرانَ إنصافِ الأحبةِ
قرّروا ظلمًا
لها نحرًا بليلٍ
هزَّهُ لحنُ الوداعِ
دمٌ تراشقَ ذا جزاءُ فجورِها
قالوا الزّيادةُ قطّعوا منها الأصابعَ
واكسروا هذي الأساورَ
في اليدينْ
ماتت
وبعدَ رحيلِها اجتمعوا لأجلِ
عقوبةٍ أخرى
فكلُّ صغيرةٍ حمَلت
حروفَ اسمٍ جميلٍ غرّدتْهُ شهيدةُ
الأشواقِ خائنةٌ مهدّدةٌ بسيفِ الجهلِ
قالوا: لا نريدُ بدارِنا تقليدَ
قصّةِ عاشِقَيْنْ
قومٌ غلاظٌ لا قلوبَ لهم
فهم لم ينحروا قلبَ الحبيبةِ
إنّما نحروا الحياةَ
وقربَها استلقى المحبُّ لها
بلا كفنٍ
بلا قبرٍ يضمُّ جراحَهُ
والواقعُ القاسي يُوارَى وجهُهُ
المشطورُ قبرَ الجهلِ
يندبُ حظّه
ماذا سيحدثُ
ينطقُ الصدقُ الجبانُ بقلبِ
من سكتوا على موتِ الشهيدةِ
صوتُ هذا الصدقِ
قال: أيا لُجَينْ
فوق الجهالةِ يا شهيدةُ
نستعيرُ جهالتينْ .
___
مصطفى مطر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق