الخميس، 7 نوفمبر 2013

المرأة - مريم الترك

المرأة
 الأديبة مريم الترك

إلى اليوم بقي الحديث عن المرأة كما بدأ، القرون الطويلة لم تردم هوة الجهل، ولا فكّت عقد السؤال، ولا دلت من يعرض لأمر المرأة على طريق سوية تأخذنا إلى بر الاتفاق بدل ضلال الاختلاف.. فما تزال المرأة العربية كما بدأت، برغم اعتراض الإسلام لحركة سيرها وتصحيحها التصحيح الكامل. إلآّ أنّ هناك حلقة تُفْتَقَدُ في بحر جدل العقل مع النقل وبالأخص في قضايا المرأة. وما لها وما عليها، ووقوعها بين الالتزام والتحرر من جهة، وبين صحة هذا الالتزام أو خطئه و صحة التحرر أو خطئه من جهة ثانية ..
 ما زلت المرأة هي السلعة والبضاعة الرائجة في سوق التحرر، وهي ذات السلعة الرائجة أيضا في سوق الأعراف والتقاليد والقيم المبنية على المغالطة في الشريعة. وإلى اليوم يبقى البكاء الذي يرتفع من كل جهة بسبب الجهة المخالفة، وتضيع المرأة في أسئلة عقيمة تسلطيّة مرة، وإسلاموية مرة، وتحرّرية مرة، واجتهادية مرة، وفي كل سؤال تبقى هموم المرأة الحقيقة بعيدة كل البعد عن حقيقتها وعن حياتها وعن معناها وعن كينونتها .. إذ لا يمكن أبدا خلق سؤال غير كامل لجواب كامل .. هذه هي الحقيقة التي تعمى عنها العامة . والسؤال الناقص هو محاولة التعاطي مع مشكلات المرأة في ظل تغييب الجزء الأهم في السؤال وهو الرجل الشريك المكمل لقيمة الإنسانية . وهذا هو السؤال الإنساني الكامل الذي ندخل منه عالم المرأة كي نخلص إلى جواب مهم، وكي ندرك في النهاية أنّ مشكلات المرأة ليست قسرا عليها، وأنّ الجزء المهم في كمال الإنسانية والذي هو الرجل .. ليس عدوا، وعلى الرجل أن يفهم في ذات الوقت أنّ المرأة ليست متاعًا ولا سلعة .. ولكنهما حالة الإنسانية بمفهومها العميق وبخصب خيرها، وأنّ كل سقوط لطرف هو بالضرورة سقوط لطرف ثان .. وهو في الرؤية المستقيمة سقوط لقيمة  الإنسانية
مريم الترك

6/11/2013

ليست هناك تعليقات: