سؤال طرحه الاستاذ عبد الجبار العتابي للنشر في ايلاف وكانت اجابتي كالاتي :
عبد الجبار العتابي |
واضافت: الأمر الذي يجعلنا أحياناً نصاب بالدهشة حين نتعرف أول مرة على شاعر ذاع صيته في الأرجاء لأننا قد نجد الفارق الكبير بين سلوكه كإنسان وسلوكه كمبدع، فعلى سبيل المثال لا الحصر حين التقيتُ بالشاعر المبهر محمود درويش أول مرة أصابتني الدهشة لسلوكه كونه كان قلقاً لا يستقر في جلسته على حال مما أثار في بالي تساؤل مفاده كيف يستطيع هذا الشاعر القلق سلوكاً ان يبدع مطلولات شعرية تتطلب من متلقيها ان يبذل وقتاً واستقراراً كي تصل له معانيها ؟كون السلوك القلق كثيراً ما يؤدي الى الاختصار والاكتفاء بكتابة المقطوعات الشعرية الموجزة، وحين قرأتُ المجموعة الشعرية الكبيرة (عبر الحائط في المرآة ) للشاعر العراقي المهم جداً الأستاذ حسب الشيخ جعفر تمنيت لو أنني أتعرف على روحه الصاخبة بكل شيء المحتدمة بغرابة الأشياء وبواطنها، غير أني حين التقيته وجهاً لوجه لم أجد غير إنسان يفعم بالطيبة والبساطة غير المتناهية، إنسان تحب أن تغترف من هدوء كلامه ورقة معشره وكأن ذلك الذي قرأته له خطً بأنامل لا تنتمي له،والأمر نفسه حدث لي حين التقيتُ بالشاعر الحقيقي (محمد الفيتوري) فقد ابهرني بطيبته التي تفارقتْ تماماً عن صهيل قوافيه المتمردة.
وتابعت: من هنا يبدو لي ان الشاعر يعيش حياتين الأولى عادية كما يعيشها العامة من البشر بحلاوتها ومرارتها ولكن بهدوء نسبي، والأخرى حياة أكثر صدقاً وألماً ومعاناة، حياة يطلق بها السراح لسلوك دفين لازم روحه الكبيرة فتتمرد على وجه صفحات ورق مصنوع له و من اجله وحده ليكتب ما عجز عن قوله الآخرين من بني جنسه
وختمت حديثها بالقول: الشاعر قبل كل شيء انسان ويحصل معه ما يحصل لكل الناس لذلك كثيرا ما يتصرف بطريقة تشبه الناس العاديين وهذا هو السلوك الطبيعي... لكن السلوك الابداعي يختلف لانه يمثل حالة من الانفعال والتامل والشرود!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق