الأحد، 19 مارس 2017

يا ابنة العنقاء - الشاعر . عبد الجواد مصطفى عكاشة

يا ابنة العنقاء  
 د. عبد الجواد مصطفى عكاشة

تاهتِ الأحلامُ بينَ يديكِ
وَ أنا أتلظَّى تحتِ مراسي شفتيكِ 
مَحمولاً على أكتافِ صبري
مَاشياً في الدَّربِ وحدي
لا أعلمُ كيفَ أسيرُ
وَ لا أينَ أدبُّ الخطا

أفنيتُ في بحثيَ عمري
وَ أنا الغارقُ في الأحلامِ
أذوبُ هوىً بينَ شفاهكْ
لَم أدنُ حتَّى منْ أعتابكْ
وَ أنا ابنُ القبيلةِ
تَقتلني فيكِ الخيانةُ و الرَّذيله
وَ آهاتُ العهرِ المتراقصةُ 
بَينَ شفاهِ دعاةِ الفضيله
وَ كل أفاقٍ و داعرْ
يَقتلني صمتكِ سيِّدتي
حينَ تساقينَ لتنهشكِ الحناجرْ
وَ تأكلُ منْ لحمكِ الذئابُ
وَ ينهشُ ما تبقى الغرابْ
فَاسْتفيقي وَ أَفيقي
إنَّني كفَّنتُ في رحمكِ آمالي الوليده
وَ ظلالاً منْ رؤى الماضي البعيدَه
كُنتُ أرجوها لأيامٍ 
خِلتُها تَأتي سعيده
يَا ابنةَ العنقاءِ 
حَرِّقي نفسكِ و احرقيني
قَد طالَ صَبري
فَخُذيني
وَ خذي كلَّ رمادي 
اخرجي منْ تحتِ رمادكِ و رمادي
لكنْ لا تنسي يوماً أنْ تخرجيني
و اذكري ..
إنَّني أفنيتُ عُمري في هواكِ
وَ المُنى حوليَ كانتْ
تَرتجي بعضَ رضاكِ
وَ اكتبي في لوحكِ المحفوظ قصَّةَ حبنا
أَنسيتني يا حبيبةُ منْ أكونَ وَ منْ أنا
فَالضَّاحكاتُ من الليالي بتنَ كذبةَ عمرنا
يَومَ أنْ هلَّ الرَّبيعُ
لِيقتلَ في الأزهارِ أحلامَ المُنى
وَ فؤادي لم يكُ إلا زهرةً
كُنتُ أسقيها بآهاتِ الرَّجا
كَيفَ ماتتْ يا حبيبةُ
تَحتَ أجنحةِ الوفا
فَارحميني وَ خُذيني
بَينَ عينيكِ لَظَى
فَأنا المدفونُ في شغفِ العروبه
تِلكَ الَّتي أمستْ تحتَ أقدامِ الغواني
لعبةً أو أكذوبه
فخذيني و ارحميني
و احفري في عينيكِ لحدي
طالت الأكذوبةُ فادفنيني
_____
الشاعر  د. عبد الجواد مصطفى عكاشة

ليست هناك تعليقات: