السبت، 27 مايو 2017

اضراب اسرى الكرامة... و الحق في الحياة - د. رياض عبدالكريم عواد

اضراب أسرى الكرامة... و الحق في الحياة
النضال الشعبي السلمي هو الطريق وهو المستقبل
د. رياض عبدالكريم عواد
لا يسعنا في البداية الا مباركة انتصار الاسرى البواسل الذين بصمودهم كسروا ارادة الاحتلال .
خاض هذا الاضراب قطاع واسع من الاسرى ، وليس كل الاسرى تحت قيادة وطنية واقعية وموحدة .لقد كانت ٍاهداف الاضراب كانت اهداف انسانية، تحسين حياة الاسير في سجنه، ان الاسرى لم يطرحوا قضايا سياسية رغم ان نضالهم في جوهره كان وما زال سياسيا، اعتقد ان هذا جوهر ما يميز نضال الاسرى .

 انتصار الأسرى في معركتهم انجاز وطني جديد يسجل في التاريخ الفلسطيني

قوة هذا الاضراب استندت الى ارادة الاسرى الفولاذية وصبرهم وصمودهم كما ارتكزت على قانونية وشرعية نضالهم ومطالبهم وفقا لمختلف القوانين الدولية والانسانية والمحلية
كان هناك حاضنة شعبية ترتكز في الاساس على عائلات الاسرى وامهاتهم وزوجاتهم وعدد من المناضلين تساند نضال الاسرى، كان للمرأة الفلسطينية دور هام في اسناد هذا النضال
وكذلك حاضنة سياسية على رأسها السلطة ومؤسساتها المحلية والخارجية بقيادة وتوجيه الرئيس ابو مازن تعمل بهدوء رغم كل محاولات التشكيك في دورها وصولا لاتهامها انها ضد هذا الاضراب او انها تعمل على افشاله من كثير من السياسيين والمثقفين ووووو، ان حجم التشكيك والسب واللعن الذي تعرضت له السلطة ورئيسها من جهات، عديدة ومتناقضة، فاق كل تصور وحدود الادب وأصول العمل السياسي والوطني.
حاول العديد ان يحول هذا النضال من نضال من اجل الاسرى ومطالبهم الى عمل يهدف من خلاله:
·      التشكيك بالسلطة ورئيسها واضعافها سياسيا ووضعها في تناقض مع الاسرى ومطالبهم، الركوب على الاسرى ومطالبهم لتحقيق اهداف حزبية ضيقة .
·      خلق حالة من الفوضى في الضفة الغربية بطرح موضوعة العصيان المدني، يقصد عصيان مدني ضد السلطة
·      تم تحقيق العديد من مطالب الاسرى وليس جميعها، وهذا درس هام في حد ذاته؟!

ان النضال الفلسطيني يتجه نتيجة لظروف ذاتية وموضوعية، ليس خافية على احد، نحو النضال الشعبي السلمي الواسع هذا النضال سيتسع ويتعمق ويتجذر وسيجد مزيدا من المشاركين في المستقبل  من الممكن ان يبدأ هذا النضال مع قطاعات من الشعب، العمال، المرضى ، الصيادين، الطلاب،....وان يستخدم شعارات الفقر، تلوث البيئة، نقص المياه، الجوع، البطالة ، الحق في العمل، الحق في العلاج ، الحق في السفر، الحق في الحياة...
·      هذا النضال سيحيد قوة اسرائيل العسكرية والتكنولوجية ويجعلها بلا قيمة ولا فائدة  انه  سيرغم اسرائيل على اللعب في المكان والملعب الذي ترفضه ولا تريده دائما،
·      هذا النضال سيعري وجه اسرائيل العنصري والمتطرف والمعادي للديمقراطية والحرية وحقوق الانسان
ولكي ينجح هذا النضال عليه ان يستلهم الدروس المستفادة من اضراب الاسرى التي صارت القيادة الوطنية الواقعية
·      الاهداف انسانية بعيدا عن طرح الاهداف السياسية المباشرة
·      اتساع حجم المشاركة في كل نضال جماهيري، والارتكاز على دور المرأة والشباب
·      الاعداد الجيد والدعم المتواصل من قبل القيادة السياسية واجهزتها في الداخل والخارج ولجان المناصرة المحلية والدولية
·      اهمية توفير دعم دولي وعربي لاهداف هذا النضال الجماهيري
·      هذا النضال يحتاج الى مثابرة وديناميكية وروح الشباب والصبر والنفس الطويل وعدم التسرع او الاحباط
·      عدم الالتفات للمشككين و المزاودين واصحاب الشعارات الكبيرة والعمل على اقناعهم بجدوى هذا النضال خطوة خطوة، وفضح محاولاتهم في التأثير على الجماهير من خلال استخدامهم للشعارات المقدسة، الدين والمقاومة المسلحة
·      ان الولولة والتشكيك والشتم والشعارات الكببرة والبحث عن الرصاص لحشو المسدسات او سرقة سكاكين المطابخ "لنخز" جندي او مستوطن او كب حاوية النفايات لاغلاق الطريق، كل هذا لا يفيد هذا الاسلوب من النضال بل يشوش عليه ويشوهه
يجب استخلاص دروس اضراب الاسرى بطريقة جماعية والعمل على تطبيقها على ارض الواقع .

ليست هناك تعليقات: