الجمعة، 23 يونيو 2017

المساجد والصيف وصلاة الاعتكاف - د. رياض عبد الكريم عواد

المساجد و الصيف و صلاة الاعتكاف 

د. رياض عبد الكريم عواد


شهر رمضان هذا العام كان في الصيف، الجو لطيف وظريف
اخر ايام الشهر، الحرارة ارتفعت والدنيا ولعت ...الكهربا في اليوم ساعتين والمية حسب التساهيل .
الناس عرقانة وريحتها بتقزز، اما خلوف فم الصائم فانه فهم خاطئ لحديث نبوي شريف بحاجة الى تعديل ..الدور ضيقة وتحولت من دون كهربا ومراوح الى علب سردين بتغلي .

السيارات بتمشي بين الناس، والكرات تتزاحم مع المارة، والاولاد حاملين قفاص فيها نعنع وفجل وجرجير، وبتلاحق في الناس و الشوارع ضيقة والاسواق زحمة وفش مساحات واسعة او متنزهات عامة تروح عليها الناس وتشم لها شوية هوا
حتى البحر اللي كان المتنفس الوحيد لشعب غزة الجديد، بعد النصر، لوثوه وصارت ريحته بتقزز وهواه زنخ وثقيل

١٠٠ ألف كوب من الشسمو بكبوه في البحر، اللي كان ابيض، من غير تكرير كل يوم
وين تروح الناس وين تلقي؟!

فش قدامها الا الجوامع، زود ايمان بقى!!!، كهربا متوفرة ومياه حبطرش وسجاد وثير للي بده يتمدد وعشرات المراوح في السقف والحيطان معلقة، وكله بثوابه

فرصة ما بتتعوض، نوم وراحة وفطور وسحور وكمان صلاة ودعاء وحسنات، كل ال ١٠ أيام ب ٢٠٠ شيكل في جوامع، وببلاش في جوامع ثانية؟"

الجمعيات الاسلامية شغالة تمام، يخلف على السعودية ودول الخليج
الجوامع في وسط البلد بتكون مليانة من بعد الظهر
ختيارية على كراسي بتقرأ قران

وشباب مكوعين واخرين مددين واخرين مزدحين، هذا على ظهره وهذا على جنبه وهذا على بطنه، مخذين غفوة وقت القيلولة، احد الختيارية مش عاجبه منظر الشباب ، والله عيب، استحوا شوية

وشباب اخرين مجمعين تحت مروحة بتخرفوا ، مشتاقين والله لمثل هذه القعدات، المهم صوتهم واصل لاخر الجامع، والله انتشرت سرقة الجوالات في الجامع يقول احدهم، اما عن سرقة الصنادل والشواحيط والكنادر، فحدث ولا تستحي!!!

عالم فاضية، كل البلد عواطلية، لا شغلة ولا عمله، غزة زي الجنة فش فيها شغل!!!
وكمان ولاد بيلعبو وبيجرو من اول الجامع لاخره ، ما حدا حاكم حدا
واخرين معهم مخداتهم وغطاهم ووسايدهم عشان يقيموا الليل ويناموا في اخره

على باب الجامع سوق، خضرة وفواكه من كل الانواع، ملابس معلقة ومعروضة على باب الجامع، سراويل تحت الجلباية ب ١٠ شواكل، والقدحتين بشيكل، واربع حجار بطارية بشيكل، وثلاث لفات عيدان قطن لتنظيف الاذنين كمان بشيكل، علبتين حمص ب ٥ شواكل، وعلبة بوظة سايحة ب ٥ شواكل، وين الرقابة والصحة والبلدية؟!، فلافل كبيرة وسخنة، وكنافة واصابع حلب ونمورة وقطايف

خوخ بانواعه، وتفاح اسرائيلي وتفاح لهواني، وبطيخ وشمام، وخيار وفقوس وخروش، وكرز الوقية ب ٥ شواكل كمان، بقول لك غزة محاصرة، يخليلنا دولة ابناء العم!!!!

نساء ملفحات ومغمغمات بالاسود تطلب المساعدة، هذه حاملة شهادة وفاة وهذه حاملة تقرير مستشفى واخرى تحمل رضيعها بين يديها واطفالها مزدحين جنبها
صوت المسجل لا يهدأ عن تذكير الناس بضرورة التبرع لاستكمال بناء المسجد الكبير لتحجز لك بيتا في الجنة

غاغة وقايمة، الكل بصوت وبزعق وبنادي، داخل الجامع وخارجه وعلى بابه

يرتفع صوت اذان العصر، ينتظر الامام طويلا حتى تهدأ الدنيا وتنتظم الصفوف لتعم السكينة نوعا ما، وتحاول القلوب ان تخشع بين يدي الله، لولا اصوات بعض الصبية في اخر الجامع واصوات بعض البائعة خارج الجامع

يسلم الامام ويهرع كثير من الناس للخروج بالسرعة الممكنة، وكأنهم يهربون من عدو يلاحقهم، يستعجل شيخ اخر في تقديم درسه المطلوب منه عشان يحلل هالقرشين، عسى يستحي بعض المستعجلين لينتظروا سماع الموعظة، وتقوم الدنيا خارج الجامع حيث ترتفع اصوات البائعين وهم ينادون على بضاعتهم، البندورة الكيلو بشيكل والفلفل الكيلو ب ٣ ش والملوخية ال ٣ كيلو بعشرة، والفصوليا الخضراء ب ٥ شيكل والبامية الوقية ٤ ش والباذنجان والكوسا والقرع الاخضر والاصفر كله ببلاش، بس مين يشتري؟!

ويعود الشباب، جماعات جماعات، ليزدحوا ويستلقوا على ظهورهم تحت المراوح، الدنيا حر
المساجد دور عبادة وليس دور لهو و نوم
ومن يعظم حرمات الله فهي خير له عند ربه ، صدق الله العظيم

ليست هناك تعليقات: