الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

حماية الجبهة الداخلية، الأخطار والتحديات ا - د. رياض عبد الكريم عواد

حماية الجبهة الداخلية ، الأخطار والتحديات 
د. رياض عبد الكريم عوا
للاجابة على سؤال كيف يمكن حماية الجبهة الداخلية؟ لابد اولا من تحديد ما هي اهم الاخطار/التحديات التي تواجه الجبهة الداخلية، ومن ثم نحدد كيفية مواجهتها ومن هي الجهة/الجهات التي تستطيع فعل ذلك.
الزعيم الخالد ياسرعرفات 

اولا: أهم التحديات/الاخطار التي تجابه الجبهة الداخلية

الخطر الاول
استمرار الاحتلال الاسرائيلي وما ينتج عنه من استيطان وتهويد للارض والمياه والمقدسات وووو
ان هذا الخطر الحقيقي الذي تنتج عنه كل الاخطار الاخرى، فهو الحاضن والمولد لها، ولكن من الخطورة بمكان ان نعلق كل اخطائنا على هذه الشماعة، فهناك اخطار اخرى ساهمنا ونساهم في حدوثها واستمرارها.....
الخطر الثاني
استمرار تمسك/وجود حماس بالسلطة في غزة، ولا نناقش هنا احقية وشرعية من عدم احقية وشرعية حماس بان تكون على رأس السلطة، ولا نناقش اسباب ما وصلنا اليه. نناقش هنا النتائج التي ترتبت عن هذا الوجود لاحدى عشرة سنة متتالية بغض النظر عن الاسباب ومن يتحملها او لا يتحملها.
النتيجة ان الحياة انعدمت في غزة من خلال استعراض مختلف المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية
فقر، بطالة، تدهور الاوضاع الصحية، انتشار الامراض النفسية، الانتحار ، زيادة معدلات الجريمة، تفكير الجميع وخاصة الشباب في الهجرة، تستطيع ان تعد عشرات المؤشرات الاخرى.
الخطر الثالث
حرب جديدة على غزة تؤدي الى مزيد من التدمير في بنية القطاع المدمرة اصلا وقد يكون جزءا منها ترحيل السكان تحت حجج مختلفة الى سيناء وانشاء دولة غزة الممتدة او غير الممتدة.
الخطر الرابع
تهجير جماعي لقطاعات كبيرة من السكان خاصة اللاجئين الى الخارج، اوروبا، استراليا، كندا، وهذا الخطر الان يحيق بالفلسطينيين في لبنان
الخطر الخامس
ظهور فراغ في السلطة الوطنية بسبب عدم تجديد الشرعيات
الخطر السادس
تفشي التطرف والارهاب

ثانيا: كيفية مجابهة هذه الاخطار/التحديات
الخطر الاول، الاحتلال الاسرائيلي:
الحفاظ على م ت ف وتعزيزها والتمسك بالسلطة الوطنية كمشروع نضالي باتجاه قيام الدولة والوحدة الوطنية في اطار م ت ف ومؤسساتها هي القضية المركزية.
يجب ان نواصل مقاومتنا لهذا الاحتلال، وان مقاومتنا مقاومة طويلة جدا وشاقة، وان المقاومة الشعبية السلمية ذات الحضور الجماهيري الواسع هي الطريق الاساسي.
من الاهمية استمرار كل اشكال المقاومة السياسية رغم كل ما يواجهها من صعوبات، تنشيط النضال الدبلوماسي في الخارج من خلال تفعيل سفاراتنا وتنشيط والتفاعل والتنسيق مع حركة BDS.
الحفاظ على عروبة وفلسطينية القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وتعزيز التواجد والدعم العربي الاسلامي للقدس خاصة زيارات العرب والمسلمين بالطرق وبالاهداف المختلفة، دينية، سياحية، علاجية......
تعزيز التنسيق والنضال مع الجماهير الفلسطينية في اسرائيل من خلال الجبهة الوطنية التقدمية ولجنة متابعة السلطات المحلية العربي، ةوتعزيز النضال المجتمعي داخل المجتمع الاسرائيلي.
تعزيز العلاقة مع الدول العربية والاسلامية والحركات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني مع الحفاظ على القرار الوطني المستقل وان ننأي بقضيتنا عن كل المحاور العربية والاسلامية.

الخطر الثاني، استمرار تمسك/وجود حماس بالسلطة
يجب ان تترك/تتنازل حماس عن السلطة وتستجيب فورا لمبادرة الرئيس ابو مازن المبنية على حل اللجنة الادارية، تمكين حكومة الوفاق، انتخابات على جميع المستويات. لا سبيل للخروج من مشاكل غزة دون ان ترجع غزة لان تكون جزءا من السلطة الوطنية وهي الجهة الوحيدة القادرة على فكفكت مشاكل غزة الاقتصادية والاجتماعية واعادة الحياة الى مختلف القطاعات والمؤسسات.
ان استمرار النقاش الشعبي مع حماس واعضائها وكوادرها وتفعيل دور الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والتحرك الشعبي السلمي لمختلف فئات وقطاعات الشعب سيكون له اثرا ايجابيا في التأثير على تفكير حماس ليكون اكثر واقعية واكثر استجابة وتلمسا لمطالب الناس واحتياجاتهم الملحة والثقيلة.

الخطر الثالث، خطر الحرب الاسرائيلية على غزة
يجب الا نعطي اسرائيل اي مبررات لشن هذه الحرب كما اننا يجب الا ننجر لهذا المربع الذي تفضله اسرائيل ويجب اللجوء الى كل الطرق السياسية والدبلوماسية لمنع هذه الحرب والعمل على وقفها فورا من خلال هذه الطرق في حال نشوب حرب.
اهم ما يمكن ان تقوم به الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني وفئات الشعب الاكثر وعيا هو ان نفشل هدف اسرائيل من هذه الحرب، وهو ترحيل شعبنا جنوبا، في هذه الحالة يجب ان تكون هناك رؤية مستقبلية واضحة حول كيفية منع مثل هذه الهجرة باستخدام كل الوسائل. يجب مواصلة التمسك بمشروع الدولة الوطنية على الاراضي التي احتلت عام ١٩٦٧ بما فيها القدس عاصمة لهذه الدولة.

الخطر الرابع، التهجير الى اوروبا وكندا واستراليا وووو
لا يمكن مجابهة هذا المخطط الا من خلال فكفكت كل مشاكل قطاع غزة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهذا يتطلب منع قيام حرب على غزة، وان ترجع غزة الى حضن السلطة الوطنية.

الخطر الخامس، فراغ في السلطة الوطنية
هذا الخطر يزداد يوما بعد يوم لذلك يجب الاسراع في عقد المجلس الوطني الفلسطيني، ان عقد المجلس الوطني ليس حاجة مستعجلة بل بات ضرورة قصوى وملحة، يجب عدم الانتظار مزيدا من الوقت بحجة الحوار والاعداد ومكان الاجتماع، يجب ان يعقد المجلس حتى نجدد كل شرعيات المنظمة ومن ثم السلطة الوطنية.
ان حدوث فراغ في الضفة الغربية واستمرار الوضع في غزة على ما هو عليه يهدد بضياع القضية الفلسطينية والقضاء على م ت ف والدخول في خطر الكنوتونات المبنية على اسس عشائرية والالحاق بالدول العربية وضياع فرصة الاستقلال الوطني.
ان تعاظم قوة المستوطنين في الضفة الغربية وفاشيتهم وتطرفهم وامتلاكهم جيش خاص بهم، يشكل خطر وجودي على شعبنا في الضفة الغربية، هذا الخطر لن نستطيع حماية شعبنا منه بمفردنا. لذلك يتحتم علينا ان نضع الخطط الاستراتيجية اللازمة ونعقد التحالفات الضرورية لمواجهة هذا الغول الارهابي.

الخطر السادس، التطرف وانتقال الارهاب الى غزة
ان ما يحدث في سيناء من ارهاب ضد مصر وجيشها الباسل له تأثير شديد على استقرار الاوضاع في غزة. ان العملية الارهابية التي راح ضحيتها احد افراد القوة الامنية لحماس على حدود قطاع غزة مع مصر هي الاولى ولكنها لن تكون الاخيرة. ان هذا يتطلب منا جميعا ان نعمل على علاج جذور هذا الارهاب واقتلاعها، ان هذه المهمة الشاقة والصعبة لن تستطيع جهة فلسطينية مهما كانت ان تقوم بها، انها مهمة الكل الوطني والتي يجب ان يفكفك كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ادت الى ظهور هذا الارهاب وتغلغله داخل مجتمعنا وبين ابنائنا وشبابنا.
لقظ تم تحديد جذور هذا الارهاب في دراسة سابقة وتم وضع الاليات اللازمة للمجابهة.


الخلاصة، مهمات ملحة

ان الحلقة المركزية في النضال الفلسطيني في هذه المرحلة هو استمرار تواجد وصمود الشعب الفلسطيني فوق ارضه المحتلة ومواصلة مقاومته الشعبية على هذه الارض متلاحما مع النضال السياسي والدبلوماسي والاعلامي لمختلف تجمعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، هذا بالاضافة الى منع قيام اسرائيل بحرب على قطاع غزة وافشال هدفها بتهجير شعبنا واقامة دولة منفصلة في غزة وكانتونات عشائرية منعزلة في الضفة، لذلك فان المهام التالية هي مهام ملحة يجب مواصلة النضال لتحقيقها:

١. عقد المجلس الوطني فورا للحفاظ على م ت ف وتجديد الشرعيات الفلسطينية.

٢. ارجاع غزة الى خضن السلطة الوطنية، والتمسك بمشروع السلطة الوطنية والحفاظ عليها والعمل على تعزيزها وتوحيدها.
ان السلطة الوطنية هي الحاضنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لنضالات شعبنا في الارض المحتلة وهي الداعم الرئيسي لوجود هذا الشعب فوق ارضه، انها مشروعنا الوطني الواقعي الوحيد.

٣. محاربة الفساد في عمل السلطة الوطنية، واعتماد مزيدا من الشفافية ورفض المحاصصة والمحسوبيات والتعيين على اسس تنظيمية وغير مهنية، هي واحدة من اهم متطلبات دعم السلطة الوطنية للتخلص من الخبث الذي يشوه وجهها ويعزز ويقوي وجودها واستمرارها وصولا لقيام دولة فلسطين على الارض.

٤. تفعيل المقاومة الشعبية السلمية في الداخل، في غزة والضفة والخليل والقدس، يجب ايلاء وتفعيل النضال من اجل الحرم الابراهيمي والغاء التقسيم المكاني والزماني فيه بالاهمية اللازمة، وكذلك يجب مواصلة دعم مطالب الاسرى الحياتية والسياسية والعمل من اجل الافراج عنهم.

٥. تعزيز العمل السياسي والدبلوماسي والثقافي في الخارج وتطوير العلاقة مع ال BDS وتعزيز العلاقة مع جماهير شعبنا في اسرائيل ومواصلة النضال داخل المجتمع الاسرائيلي.

٦. تعزيز التنسيق مع المؤسسات الدولية الداعمة لشعبنا الفلسطيني وخاصة مؤسسات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وعلى رأس ذلك الانروا و CHF وعدم التدخل في شؤونها تحت حجج وذرائع سياسية مختلفة.

٧. مواصلة العمل مع الدول العربية والمؤسسات الشعبية والرسمية العربية والدولية بعيدا عن سياسة المحاور والمحافظة على القرار الوطني الفلسطيني مستقلا وبعيدا عن كل التبعيات. ان مهماتنا على هذا الصعيد تتلخص في:

١) مواصلة النضال الواقعي طويل النفس والهادي داخل مؤسسات الامم المتحدة خاصة الجمعية العامة ومجلس الامن واليونسكو ومحكمة الجنايات الدولية و....
٢) تعزيز الدعم العربي السياسي والاعلامي والمالي ل م ت ف والسلطة الوطنية
٣) المحافظة على الجاليات الفلسطينية في الدول العربية وصون كرامتها وتعزيز مكتسباتها
٤) العمل مع الازهر ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية للدفع باتجاه السماح للمواطنين العرب بزيارة القدس بهدف تقديس الحجة والسياحة والعلاج.
٥) محاولة فتح سوق العمل العربي امام ابناء فلسطين كوسيلة من وسائل دعم صمود الناس في الاراضي المحتلة.

ليست هناك تعليقات: