الأحد، 18 نوفمبر 2018

غداً المحاولة الأخيرة لإنقاذ حكومة نتنياهو - د.لؤي ديب

غداً المحاولة الأخيرة لإنقاذ حكومة نتنياهو
 لعلنا نتعلم قليلاً من عدونا !
د.لؤي ديب

بعدما وضعت إستقالة استقالة زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان من منصب وزير الدفاع.
حكومه نتياهو علي فوهة السقوط ، ودفعت به تلك الاستقاله إلي زاوية الإبتزاز السياسي أو مواجهة الإنهيار الشامل لحكومته وبعد فشل لقاء نتنياهو مع وزير التعليم نفتالي بينيت، ورفض طلبه تعيينه وزيرا للدفاع بدلا من ليبرمان لم يعد أمام نتياهو سوي مجداف واحد يستخدمه من خلال لقاء الغد الذي سيجمعه مع شريكه في الائتلاف الحكومي موشيه كحلون في المحاولة الأخيرة لإنقاذ الحكومة وتفادي انتخابات مبكرة.
اجتماع نتياهو مع (وزير المالية، زعيم حزب "كولانو") موشيه كحلون والذي سوف يسبق إجتماع الحكومه الاسرائلية بساعة واحدة هو المحاولة الأخيرة لإقناعه بعدم إسقاط الحكومة .
وبعد هذا الإجتماع فوراً سوف تعقد الحكومة الاسرائليه غدا الأحد اجتماع سوف تحسم نهائياً بنتيجته مسألة إجراء انتخابات مبكرة أو عدم إجرائها.
ورغم أن الليكود متمسك بالحكم حتي الرمق الأخير ولدي نتياهو مخططات تتخطي غزه وحماس ، وحلم بدأ يجد طريقه في أن تصبح إسرائيل الممر والمخرج للبترول الخليجي من خلال إعادة إحياء خط قطارات سكة الحجاز وصولاً للموانيء الاسرائلية ، إلا أن الواقع يقول كل هذا أصبح بيد قرار من حزب (كولانو) وزعيمه.
تل ابيب ومنذ يومين تشهد حراك غير مسبوق ليس فقط من رجال السياسة بل من رجال أعمال يسيل لعابهم علي ما تحمله قادم الأيام في خطة نتياهو ، وربما للمره الأولي في تاريخ اسرائيل بدأت عروض متعددة تنهال علي رؤساء الأحزاب من وسيط قطري يجتمع بهم في محاولة لثنيهم عن إسقاط نتياهو وهذا طبعاً يصاحبه عروض مغرية بتبرعات سخيه لمشاريع عامة تصب ضمن برامج أحزابهم ،
وأنا شخصياً لست حزين لما تفعله قطر بل سعيد أنها أخيراً تحول شؤمها ومساعداتها التي لم تجلب إلا الخراب أينما حطت نحو إسرائيل هذه المرة ، فتلك والله بشري خير لنا .
الظرف الذي يعيشه المطبخ السياسي الاسرائيلي يشبه نوعاً ما الظروف التي سبقت إتفاق أوسلو عندما سقطت الحكومه الاسرائلية وجائت حكومه يسارية ووقعت إتفاق أوسلو مع الأخذ بعين الإعتبار الظروف الإقليميه والدولية المختلفة ، لكن الساحة الإسرائيلة كما هي لم تتغير ، وهناك إجراء آخر سوف يفضي الي الكثير مع إنتهاء مشاورات اللوبي اليهودي في أمريكا واتصالاته النهائية برؤساء الأحزاب في إسرائيل والمؤشرات الأولية تشير إلي سعيهم للحفاظ علي نتنياهو .
الحكومه الإسرائلية الحالية تنتهي ولايتها القانونيه في نوفمبر 2019 وسقوطها أو بقائها سينتج عنه شيء واحد أكيد هو متغيرات جمه في السياسة الإسرائلية لا تعرف للوسط مكان أو الإبقاء علي الوضع الحالي كما هو ، فإما حرب دمويه أو إتفاق فيه بعض التنازلات وفق العقيده الإسرائليه .
لكنها في كل الأحوال مؤشر لنا لنتعلم كيف يدير عدونا صراعه معنا من منطلق العقاب والثواب في الداخل ، والمحاسبة علي أقل إخفاق في دون الالتفات للانجازات السابقه ، فما فعله نتياهو لاسرائيل علي الصعيد الدولي وقضم الارض وتوسيع الاستيطان والنمو الاقتصادي والعلاقات الدبلوماسيه وفتح ابواب افريقيا واسيا ، واختراق جدار العزل العربي وصور وزرائه في عواصم عربيه ، ومكافحته للتمدد الايراني في سوريا وتنفيذ حوالي 70‎%‎ من وعوده الانتخابيه في قضايا الداخل ، وتسريع تهويد الدولة ، وانجاز 23 قانون كانت عقدة كل من سبقوه وكثير لم يغفر له زلة فشله مع غزه ،
فهل نتعلم نحن كعرب عموماً وفلسطنيين خصوصاً كيف نعرف متي نحاسب ومتي نكافيء وأن لا نصنع طغاة بأيدينا وننزلهم مراتب لا تُمس نظراً لإنجازات صغيره تغفر لهم خطايا كُبري ، وكنت أتمني أن أري كل منّ ساهم ويسهم في إستمرار هذا الإنقسام يحاسب نفسه أو نحاسبه ، ويبدو أننا جبارين فعلاً لدرجة جعلنا معها تقسيم الأوطان وتجويع الشعب وتدمير القيم الوطنيه والأخلاقية وخلخلة التركيبة الإجتماعية بطولات ، وتعطيل الإنتخابات وتقاسم ادارة ما تبقي من فتات المعونات إنجاز تاريخي ، ليكون محكوم علينا كشعب بمصير المعاناه الأزلية ،
ويبو أننا لم نستطيع ادراك ان من يصلح للحرب لا يصلح للسلم ومن يصلح للسلم لا يصلح للحرب ، فمشكلتنا الأساسية لا تكمن في تداول السلطة فحسب لنختار المناسب لها ، بل بإفتقادنا ومعرفتنا ما الذي نريده كي نختار له ويكفي أن لدينا رؤوي متعددة للمصير النهائي دون اجماع وطني ، لتكون مرحلتنا مرحلة التوهان بإمتياز !
تعلموا درسكم وخوضوا إمتحانكم قبل أن يقرأ احفادكم فصول فشلكم في كتب التاريخ.
لؤي ديب

ليست هناك تعليقات: