الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

خطورة ما يحدث في الجمعية العامة - د.لؤي ديب

خطورة ما يحدث في الجمعية العامة 
د.لؤي ديب
لا أجافي الحقيقة ان قلت أن المعركة الدبلوماسية التي سيخوضها الوفد الفلسطيني ومن يؤازه يوم الخميس ستكون أخطر معركة في أروقة الأمم المتحدة في تاريخ الشعب الفلسطيني .
ليس لان مسودة مشروع القرار تدين حماس او الجهاد الاسلامي بل تؤسس لنسف مبدأ الحق في المقاومه الذي إكتسب شرعيه دولية من خلال القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينيه .

الاتحاد الأوروبى يدعم مشروع قرار أمريكى لإدانة حماس دوليا

فبعد أن نجحت امريكا واسرائيل سوياً في إلغاء القرار الأممي الذي يصنف الحركة الصهيونية حركة عنصرية ومر الامر علينا مرور الكرام ، فهاهي تسعى جاهدة للالتفاف على حق مقاومة العدوان المشروع ووصمه بالإرهاب من خلال مسوده مشروع قرار لعين يدعو ايضا في نصوصه الي تسويه سياسيه بين الفلسطنيين في اول تدويل للخلاف والانقسام ولمن لا يدركون مخاطر ذلك عليهم دفن رؤسهم في الرمل ، فالموضوع ليس عنتريات او تظاهر بان حركة حماس تخاطب الامم المتحده وانها اكتسبت شرعيه دوليه وهو ما ردت عليه مونيكا فيليلا غرايلي المتحدثة باسم رئيسة الجمعية العامة الإكوادورية "ماريا فرناندا إسبينوزا"،عندما صرحت بالحرف :

مرة أخرى نؤكد أن "مكتب رئاسة الجمعية العامة لم يتلق أي بريد من حماس"، لكن مصدرا في الأمم المتحدة، أكد ان رساله سُلمت الي المكتب في غزه وتم تحويلها إلى السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، كونها الوحيدة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
مضيفه أنه لا يمكن للأمم المتحدة أن تتلقى بريدا من أي حركة في العالم، يجب أن يكون ذلك وفقا لاجراءات محددة، "في الوقت الحالي، نحن ننتظر ما ستقرره السلطة الفلسطينية وطبيعة ردها الرسمي.

كانت مخاطبة الامم المتحده خارج الجسم الرسمي تصرف غير حكيم ونشر للغسيل الداخلي العفن وفرصة للمتترددين في التصويت لتغير مواقفهم ، فنحن اليوم نخسر جزءا ليس بالبسيط من الدعم الافريقي والاسيوي والاتيني ناهيك عن انتقال اوروبا من موقع الصمت المعتاد الي موقع تبني القرار الذي يدعو ايضا السلطة للانخراط في تسوية سياسية والنظر لمصالح الشعب الفلسطيني الاقتصاديه ليكون كارثة بكل المعاني لا تصيب حماس او الجهاد وحدها وكان الاجدر بكل القوي ان تخرج ببيان موحد يؤكد علي شرعية منظمه التحرير كممثل رسمي في الساحة الدولية .

ضغوط امريكية لا تتوقف علي الدول والتي اعلم ان عدداً منها سيتغيب وعدداً اخر سوف يستجيب وايضا تواجه تسع دول عربيه هي المغرب وسلطنة عُمان والبحرين والأردن والسعودية والكويت والإمارات ومصر وقطر، ضغوط امريكيه قوية لا تدعوها للتصويت ضد القرار بل عدم الانضمام إلى الجهود الرامية إلى إسقاط المشروع وهذا خطير جداً في حشد التأييد لصالحنا ويعفي تلك الدول من الحرج ويضعها في مربع الاختيار بين مصالحها ومصالحنا ويعطيها مبرر قوي بان تصوت ضد القرار دون جهودها من تحت الطاولة والتي هي المهمه دوما في بيت الافاعي الدولي .

ما معني ان يكون مشروع مشروع القرار يدين "تصرفات حماس الإرهابية علي حد وصف القرار "، لكنه في الوقت نفسه يدعو إلى دعم مساعي استعادة الوحدة السياسية للفلسطينيين. ومحاولة التأسيس لخلق اليات دوليه تقوم عليها المصالحه .

وما معني الرسالة الامريكيه للدول والتي تنص ان :
"الدول التي تحارب الإرهاب وتسعى إلى الاستقرار لا سبب لديها لمعارضة مشروع القرار هذا"
وما معني اتهام الامريكيين في المفاوضات مع الدول للسلطة الفلسطينية بالنفاق لرفضها مشروع القرار الأمريكي، حيث يقولون إن السلطة الفلسطينية تشعر في الواقع بكراهية إزاء "حماس"، وكانت قد قطعت عن غزة المساعدات المالية لأشهر، مما زاد من معاناة سكان القطاع. لكنها لا تريد للقرار ان يمر

الامريكان يعتبرون أن التصويت على مشروع القرار سيكون بمثابة اختبار لاستراتيجية الإدارة الأمريكية التي تقضي بجذب دعم الدول العربية على حساب وقوفها إلى جانب السلطة الفلسطينية وخلق حالة دولية جديدة تضفي شرعية علي كل تصرف قادم للاحتلال

كل هذا يتم والوفود لا تتوقف عن التلون بوجهين وتزور غزه وتجتمع سراً بحماس والان بينما اكتب مقالي هذا يدخل الي غزه وفد من الاتحاد الأوروبي، السفير الكندي دوجلاس سكوت برود فوت، وفد من القنصلية الإيطالية بحجة زيارة مستشفى الشفاء والكل يعلم سيجتمع مع منّ والسفيرة النرويجية هيلدا هارلدستاد وعدد من المرافقين وغيرهم بالاضافة الي 612 ضابط مخابرات اوروبي فقط ينتشرون في غزه تحت مسميات جميعكم يعرفها ، والاكيد هنا ليس لصالحنا فهذه المره كل شيء محكم سياسيا وامنيا وعسكريا واجتماعيا والثغرة التي ينفذ منها الجميع هذا الانقسام اللعين وشهوة الحكم المتأصله بعقدة تاريخيه لدي جماعة الاخوان المسلمون ومن فرختهم في عقر دارنا .

ضباب يحيط بنا وعلي مسؤليتي في وقت سيء وأؤكد فيه ان كل الدول العربية تقيم اتصالات متقدمه مع اسرائيل باستثاء الجزائر والكويت حاليا والاغرب احزاب ايضا في هذه الدول ويبدو اننا انشغلنا بتفاهة الانقسام فانشغل الاخرون عنا وعن التزامهم نحونا ، هذا ناهيك عن الاختراق الاسرائيلي للعالم الاسلامي وافريقيا واسيا مما سيمهد لتغير في التركيبة القانونية لحالة الصراع وهذا جزء مما اهدتنا اياه سنوات الانقسام والضياع.

هناك مشاريع كثيره علي جدول الاستهداف في المنظمة الدولية وساتناولها بالتفصيل في مقال لاحق ، وكنت اتمني بان يُؤخذ بعين الاعتبار كل ما حذرت منه سابقاً ويحدث الان ، ولا تفرحوا كثيراً فما يحدث في الشمال علي حدود لبنان ما هو الا جزء من خطة لتحيد لبنان عند ضرب غزه بقوة ، والحرب القادمه علي لبنان لن تخوضها اسرائيل بل ستنضم فيها الي امريكا ولم يحين وقتها ، واعيد مركب واحد ربما ينتشل الجميع وهو الاحتماء بمظلة ما تبقي لنا من شرعية حتي وان كانت مهترئة وتحتاج للكثير من الاصلاح فإصلاحها يبدأ بتحصينها داخلياً ، هذا ان كانت الاولويات لاهداف وطنية ، ولا تقدم مصالح تنظيم يعتقد انه دولي علي مصالح وطن ، وللعلم يبدو ان هذا التنظيم الذي يراهن عليه البعض سيتعرض قريبا لضربة موجعه في الغرب وستجمد كل اصوله وتلاحق شخصياته ، وهنا اكتفي لانني ايضا يبدو انني مررت الكثير من المعلومات والاشارات .

د.لؤي ديب

ليست هناك تعليقات: