الأحد، 14 يوليو 2019

تردي خطاب السلك، بؤس اللحظة - د. رياض عبدالكريم عواد

  تردي خطاب السلك، بؤس اللحظة


د. رياض عبدالكريم عواد
تردى هذا الخطاب بعد أن فشل في ايهام الجمهور انه خطاب من أجل العودة، وتواصل هذا التردي بفشله بفك ما أسماه بالحصار، ثم انحسر واقتنع في محاولاته من اجل توفير السولار وحقائب الدولار، لتنعم غزة بثماني ساعات كهرباء ويتبغدد المحظوظين بالتصوير مع ورقة المائة دولار الزرقاء الجديدة.
ها هو يتردى من جديد إذ يطالب فقط بتثبيت التفاهمات؟! دون أن نعرف أو يعرف هو ما هي او مقابل ماذا هذه التفاهمات؟!.

عزفت الجماهير عن المشاركة في هذه المسيرات من الأسابيع الأولى بعد أن انكشفت لها الحقيقة، وتراجع كثير من الموهمين، وانتهى دور كثير من المنتفعين والمستفيدين، وانحسرت المشاركة على الغلابة تحت ضغط الكابونة، وغلابة التنظيم تحت ضغط ال SMS.
قدم خطاب السلك الاخير مسوغات سياسية لإسرائيل وأصدقائها في كل العالم لتبرير عدوانها المتواصل وتدميرها وقتلها للمدنيين، وأضاف سلاحا جديدا لأنصار اسرائيل لوصم النضال الفلسطيني بالعنصرية والإرهاب، ولنكن محددين، فان هذا الخطاب قدم المبررات في المجالات الأربعة التالية:
1. تدمير حماس وتدمير غزة التي تمتلك مصانع الصواريخ ولديها فائض منها للتصدير، كما انها أصبحت تمتلك مصنعا للاحزمة الناسفة؟! يا غراب البين علينا!!!
2. قتل كل من يقترب من السلك من الفتية والفتيات خوفا من الاحزمة الناسفة؟
3. تبرير سياسة اسرائيل في الضفة الغربية بالاعدامات المقصودة التي تقوم بها من خلال إطلاق النار مباشرة ضد الاطفال والصبية والشباب والبنات والسيدات بحجة أنهم يحملون سكاكين للاعتداء على الجيش والمستوطنين.
4. وصم النضال الفلسطيني بالعنصرية لانه يعتدي ويلاحق اليهود في كل أنحاء العالم لأنهم يهود، كما أن هذا النضال الذي يلاحق المدنيين هو إرهاب يقوم به إرهابيون.
خطاب لم يقدم فقط مبررات ومسوغات مجانية، سياسية واخلاقية، نمنحها لعدونا الذي لا يحتاجها ولديه منها الكثير، بل يفقدنا اخر ما نمتلك من وسائل النضال السياسي في العالم، ويحرم قضيتنا من التضامن والتعاطف والتأييد الشعبي والرسمي، دون هدف أو مبرر؟! فما هو هدف وفائدة خطاب (الطربقة والتفسيخ وجز الرؤوس)؟!!!
ان الانقلاب قد حقق هدفه بترسيخ الانقسام بين غزة والضفة الغربية، وصولا إلى الانفصال والتعاطي مع غزة ككيان مستقل وفقا لصفقة القرن ومخرجات ورشة المنامة.
ان هذا يتطلب تجهيز الأرضية في غزة من خلال تدمير حركة حماس وكل حركات المقاومة، وتدمير غزة وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للحياة.
ان هذا الخطاب هو دعوة لتدمير حماس وحركات المقاومة وغزة وأهل غزة من أجل أن تستغيث وتقبل وتوافق على كل ما يعرض عليها من مخططات وازدهار واعمار بقيادة جماعات المستفيدين القدامى/الجدد، روابط القرى أو المدن أو المخيمات؟!
غزة لن تسلم لك ياحماس، ولن يسمح أن تسلم لاي حركة أو تنظيم له علاقة في الحاضر أو في الماضي بالمقاومة أو النضال،
ارجو ان تعي حركة حماس هذه البديهية وتتخلى عن هذا الوهم، غزة لن تسلم لك؟!
لا بد أن نعيد ونكرر، لا حل الا الحل الوطني....
هذا الحل هو الحل الوحيد، وقد يكون ممكنا، وهو في مصلحة الجميع وعلى رأس ذلك في مصلحة بقاء واستمرار حركة حماس وباقي التنظيمات والحركات الفلسطينية
ان أي خسارة تدفعها حماس أو تقدمها من أجل هذا الحل الوطني لا يمكن مقارنتها بالخسارة التي ستدفعها من خلال تدميرها وتدمير غزة.
أنقذوا انفسكم، أنقذوا غزة، انقذونا
نحن لا نحتمل لا حرب جديدة ولا عدوان تدميري اخر....
لا للحرب .... لا للعدوان.

ليست هناك تعليقات: