الأحد، 28 يوليو 2019

استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية - بقلم : سري القدوة

استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية 
بقلم : سري القدوة

ان المواقف الفلسطينية الثابتة والمبدئية والتي جاءت للرد على الهجمة الأميركية الإسرائيلية الشرسة، وفي ظل تطابق الموقفين الأميركي والإسرائيلي تجاه فلسطين، والتبني الأميركي لكافة القرارات والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي ترقى الى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، لتستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء مشروعنا الوطني الفلسطيني، لقد جاء الرد العملي على ذلك من قبل القيادة الفلسطينية وكان واضحا بوقف الاتفاقيات مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث نكون وبهذه القرارات دخلنا مرحلة بناء الدولة والاعتماد علي السواعد الفلسطينية وما احوجنا اليوم قبل وقبل فوات الاوان الى تجسيد الوحدة الفلسطينية، 

وهنا نثمن عاليا المواقف التاريخية الهامة للرئيس محمود عباس والقيادة والقرارات التي تم اتخاذها بوقف العمل بكافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، لتضع الجميع امام مسؤولياتهم في التصدي للسياسات العنصرية التي تنتهجها حكومة الاحتلال ضد أبناء شعبنا ومقدساته الاسلامية والمسيحية خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تتعرض لأبشع الانتهاكات من قبل سلطات الاحتلال العسكري والخطوات التصعيدية من اجل الاعلان عن ضم مدينة القدس وتهويدها، وسرقة الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان وبناء الجدار، وهدم المنازل وتجريف المزروعات وقتل أبنائنا على الحواجز والطرقات بدم بارد، ومواصلة اعتقال الآلاف من أبناء شعبنا، وحصار أهلنا في قطاع غزة، بالإضافة الى نهب أموال شعبنا الفلسطيني لن تثنينا عن المضي في نضالنا المشروع ضد هذا الاحتلال الهمجي العنصري وصولا الى انجاز الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة شعبنا الى وطنه وفقا للقرار رقم 194.
ان الاحتلال الإسرائيلي وإدارة ترامب يتحملان المسؤولية الكاملة عما يجرى في الاراضي المحتلة بسبب سياساتهما وإجراءاتهما العدوانية والتنكر لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستبدالها بسياسة الاملاءات والعقوبات التي يرفضها الشعب الفلسطيني وقيادته، والتي أدت عملياً إلى الوصول لهذه القرارات وإلغاء تلك الاتفاقات الموقعة ما بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولذلك فإن من حقنا الدفاع عن حقوقنا بالعيش بحرية وكرامة وبكافة الوسائل التي اقرتها المواثيق والشرائع الدولية وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الانسان الدولية.
اننا امام مرحلة دقيقة وتاريخية هامة ولعل المطلوب اليوم من كافة القوى والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني الى الانخراط في دعم وتنفيذ القرار الوطني بشأن تلك الاتفاقات وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الفارقة، والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي هي بيت كل الفلسطينيين جميعا وفي اطارها يكون التجسيد الحقيقي للوحدة الوطنية القادرة على مواجهة الاحتلال وحماية الحقوق الوطنية في العودة وإقامة الدولة وعاصمتها مدينة القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ان جماهير الشعب الفلسطيني التي تؤمن بحتمية الانتصار وتستعد للتضحية تعمل وبكل جهد ومن منطلق حماية انجازات الثورة وحماية تاريخ شعب فلسطين ومقدراته وارثه الكفاحي والوطني، علي توحيد فلسطين الارض والإنسان، والاستمرار في مقومات النضال الوطني من اجل ترسيخ معالم الدولة الفلسطينية والحفاظ علي الارث الكفاحي لشعبنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ضمن مواجه الإرهاب والتطرف وحماية شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة واستعادة الوحدة الفلسطينية .
ان جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم لقادرة علي توصيل الرسالة والعمل علي تحضير الموقف وتجنيد كل الإمكانيات لحماية شعبنا وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال وحدة الموقف الوطني علي اعتبار ان مشاريع الوهم والتمر وصفقة القرن قد سقطت وأصبحت من الماضي ولن تمر المؤامرة علي الشعب الفلسطيني، وان الكل الوطني يعملون اليوم في نفس بوثقة النضال ويستمرون في مواجهة التحديات الراهنة والكل يعمل بروح العقل ووضوح الموقف من اجل وقف التدهور الحاصل في مستوى العلاقات الفلسطينية ووضع حد للانقسام والتجارة بالشعب الفلسطيني ومن اجل فرض قانون الوحدة الفلسطينية التي هي صمام الامان الوطني وتجسيدها عمليا علي ارض الواقع، بعيدا عن سيطرة بعض الإطراف المشبوه علي فكرة العمل وطبيعته، خدمة للاحتلال الاسرائيلي ومشاريع الوهم الامريكية التي تعمل علي دعم مشاريع سلام وهمية وتسعى الي ان يفقد العرب دورهم في عملية السلام من خلال انهاء الالتزام العربي في مبادرة السلام العربية، التي أطلقت في بيروت عام 2002.
ان الانقسام صحفة سوداء في تاريخ شعبنا ويتحمل مسؤوليته الاخلاقية والسياسية والوطنية كل من يقف في وجهة استعادة الوحدة الوطنية، ويعمق الانقسام، ويحاول الانتقال به الى الانفصال، ولم يستفد من الدروس والعبر طيلة السنوات الماضية التي كانت خسارة صافية للشعب الفلسطينية وربحا للاحتلال، عمل خلالها علي إحاكة المكائد والمؤامرات ودعم مشاريع الوهم وعزز الفشل من اجل ضياع القضية الفلسطينية.
اننا ندعو شعبنا والقيادة الفلسطينية الى توحيد الصف الوطني في موقف موحد قوي لا يلين ضد هذا الانقسام والظلام والاستبداد، فلم يعد هناك مجال للمتاجرة بشعب غزة وأهلنا الصامدين هناك، ولا بد استعادة الوحدة الفلسطينية ووضع حد لهذه المعاناة التي استمرت اكثر من عشره سنوات وفتحت المجال للعديد من الجهات للتآمر علي قضيتنا ومشروعنا الوطني الفلسطيني، وهذا يتطلب اساسا اتخاذ موقف عربي موحد وداعم لوحدة الشعب الفلسطيني وتمكين القيادة الفلسطينية من استعادة قطاع غزة وعودتها للشرعية الفلسطينية .
نتمنى ان نخرج من نطاق الصمت وان يكون هناك عمل وطني كبير من اجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكشف اللثام عن وجه هؤلاء الذين يتاجرون بالشعب الفلسطيني، وانه لعار يلاحق كل من يتاجرون بفلسطين من اجل المصالح الشخصية الواهية، فحان الوقت لشعبنا ان يقول كلمته وان يرتفع صوته عاليا في عنان السماء، من اجل استعادة الوحدة وحماية فلسطين والدفاع عن حقوق شعبنا في العودة وإقامة الدولة وتقرير المصير.
ان المطلوب اليوم من جماهير الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية في الوطن والشتات الالتفاف حول الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة من تاريخ قضيتنا، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، واعلاء شأنها في دفاعها عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، ومواجهتها للمحاولات الأميركية الاسرائيلية الرامية الى تصفية قضيتنا، وأن شعبنا وقيادته قادرون على مواجهة ما يحاك ضد مشروعنا الوطني وقضيتنا العادلة.

سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية


ليست هناك تعليقات: