الأحد، 19 مايو 2013

الاحتفاء بإصدار ديوان نسيم الجنوب Brezza Del Sud للشاعرة والأديبة المغربية دليلة حياوي

الاحتفاء بإصدار ديوان نسيم الجنوب Brezza Del Sud 
 بقلم الأديبة نجاة الزباير

 ديوان نسيم الجنوب -  Brezza Del Sud بالإيطالية 
 للشاعرة والأديبة المغربية دليلة حياوي
ضمن منشورات LA STANZA DEL POETA

سيدة من ضوء دليلة حياوي؛ هذه الوردة العطرة بالأخلاق التي قل أن نجدها عند الكثير من المبدعات، تمطر سماؤها إبداعا متميزا ... نعم هذه الشاعرة والأديبة المغربية التي أسست مملكة اختلافها في أرض غير أرضها ـ روما ـ غنت للحب والوطن والإنسان. باللغة العربية و الإيطالية.

إنها قطرة سماوية تتصبب روعة إنسانية،تتبعثر في مساحات البوح، حيث يسقط خلخالها فتنكسر كما الماء بين الحنين والاغتراب.
لها دواوين شعرية تلمس فيها سحر الحرف المسكوب من بين ثناياها، وهي ترفع عقيرتها بالغناء للجمال وكل الأحاسيس الدافئة بين ثنايا الروح.
فكتاباتها بحر من الإبداع المتدفق روعة، نلامس من خلالها وجه الزمن المكسور، ونجمات هنا وهناك تنام فوق وسادة الذات المحفوفة بتساؤلات عديدة.
الأديبة المغربية دليلة حياوي
..هي فراشة نورية سبحت في محبرة كونية، تستنشق من خلالها بهاء الحرية فوق البياض ، فتنحني أجراس النخيل على بوابة قلبها.

إنها سيدة تحسن اللعب بالكلمات، تسافر بالقارئ فوق بساط لغوي سلس، يعشق من خلال كتابتها أن يكتب حرفا مثلها.
تتزنر بالحلم في كينونته الكبرى، وتسافر بالقارئ عبر قارات العشق للوطن، فوق سرير موشوم بالجمر. لتركض خلفها حكايا تستبطن عتمة الأشياء.

بعض من ملامحها: " هي واحدة من أفراد الجالية المغربية النشيطة والفاعلة بإيطاليا... كاتبة وشاعرة.. وحسب النقاد الذين أدخلوا نصوصها غرف التشريح مغاربة ومشارقة ومستشرقين إيطاليين.. فإن سردها يُحيلُ على الشاعرة.. ونظمها يشي بالروائية.. بينما المقالة تتجاذبها روح الاثنتين!..

تقول دليلة: "أتيت إلى روما تأبّطُ رواية صدرت بمراكش، وشرائط أغاني قومية فصيحة الكلمات حازت جوائز في محافل عربية وازنة عالميا ما بين 1999 و2004، وأكوام مقالات وتحقيقات صحفية شهدت النور ما بين دفتي جرائد ومجلات عربية ومغربية، دون إغفال أنني كنت أتأبط أيضا مسودة ديوان صدر بعد ذلك في القاهرة، لتتوالى بإيطاليا الإصدارات ذات الطابع التربوي التعليمي والروائي والشعري..".

توالت مشاركاتها في المهرجانات والملتقيات الأدبية والفنية داخل إيطاليا وخارجها (الأردن، البوسنة، ...). حظيت بالتشريف الذي كللت به إيطاليا اسمها في أبريل الماضي 2012 وضمّته وبضعة قصائد ترجمها طلابها إلى موسوعتها الأوروبية: Poeti Del Mediterraneo 2012، التي يصدر بيت الشعر كل ربيع.

تؤكد دليلة حياوي أن حلولها بالرقعة الإيطالية كان ولا يزال مرتبطا بالحرف العربي.. لغة وثقافة وأدبا وإعلاماً..

عكفت الشاعرة المغربية في أولى شهور الهجرة على الغوص في الموروث الثقافي المغربي الشفوي والمكتوب مع أطفال الجالية المغربية خاصة والعربية عامة من خلال ورشات لصياغة وترجمة وسرد الحكايا الشعبية ذات البعد الإنساني والديني والسياسي، وبتنسيق مع المؤسسات التربوية التي يرتادها أبناء المهاجرين بغرض خلق جسر يصلهم ويصلني معهم بالجذور..

وأثناء هذا الاشتغال لاحظت دليلة مدى الاعتزاز الذي كان يشع من عيون صغار المغاربة والعرب وهم يرون فصولا من موروثهم تُسرد بالإيطالية والبرتغالية والإسبانية والروسية والصينية... إلخ.. في احتفاليات دولية الطابع كمئوية هانز أندرسن، وأربعينية أنّا فرانك!..

وبالموازاة أشرفت دليلة على المكتب العربي لجريدة تُعني بالجاليات.. كانت قد خصصت لها أبوابا ثابتة (حول كوب شاي، إشراقات نسائية، مراسيل)... بعد ذلك حوّلت رِحْلَ قلمها صوب جريدة أخرى غير مسيّسة الطابع، لا تزال محتفظة بعمودها ما بين صفحاتها حتى اليوم.. وهو العمود الذي أسبغت عنوانه: من سِفر الغربة، على أحد إصداراتها في العقد الماضي.. إلى جانب إطلالاتها الأسبوعية أو الشهرية بالمجلات المغربية والعربية..

راوح عمل دليلة حياوي الوظيفي ما بين الاستشارة والترجمة الإعلامية الدبلوماسية، وتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.. لسنتين تقريبا.

انقطعت دليلة للتدريس لأنه -في رأيها- هو النشاط العملي الذي استوعب قلق الكاتب بداخلها ودقة الملقّن.. وقد زاولته أولاً بالمركز الثقافي الإسلامي لإيطاليا، ثم بترشيح من المركز نفسه التحقت بالأكاديميات العسكرية كأستاذة ثم عضو لجنة امتحانات ترقية الضباط.. بما أن اللغة العربية مقررة بالمناهج التعليمية بالجامعات الإيطالية منذ القرن 16.

تم ترشيح دليلة حياوي أيضاً ثم اعتمادها لدى وكالات الأمم المتحدة كأستاذة للغة والثقافة العربية بمرجعية لغوية متعددة (فرنسية وإنجليزية وإيطالية، ... إلخ).. ثم الجامعة الدولية للتعليم عن بعد. لتصبح دروسها التلفزيونية مبرمجة في أول سابقة من نوعها بإيطاليا على القنوات التلفزيونية الوطنية (راي 1 وراي 2 عدا القنوات الفضائية للجامعة نفسها) ولثلاثة مواسم على التوالي في إطار انفتاح البلد على ثقافات الأعراق المشكّلة لبنيته المجتمعية، وأيضاً لتقريب الجيل الثاني من أبناء الجالية من ثقافته الأم، وأيضا جعل الجيل الأول -تقول دليلة- "يتصالح وثقافته ومن ثَمّ قطع الطريق أمام النُّهج الفكرية المضللة المستشرية هنا.. ويعاد بث الدروس مرتين في اليوم بكل قناة من القنوات المذكورة.



نسيم الجنوب.1

ليست هناك تعليقات: