مذكرات مبارك السرية بعد التنحى - الجزء الأول -
الجـــــزء الأول: لماذا هذه المذكرات .. ؟
ترددت كثيرا قبل أن أبدأ فى كتابة مذكراتى هذه .. فمن أصعب الأمور أن تكتب عن نفسك ، وتتذكر كل الأحداث التى وقعت خلال مراحل عمرك المختلفة ، وتسجلها بكل الصدق والأمانة . فكل منا له أركان مضيئة فى حياته كما أنه بلا شك هناك أركان مظلمة ..
بعضها لايعلمها أحد الا الله سبحانه وتعالى . ومما زاد من ترددى خوفى أن أضطر ألا أكون صادقا فى روايتى للأحداث وتحليلى لبعض الوقائع ، وعذرى فى ذلك أننى بشر .. مثل كل البشر . ومن الأمور التى كنت أخشاها حينما عزمت على كتابة هذه المذكرات أن تؤثر المرارة التى أشعر بها تجاه بعض أبناء وطنى بسبب مواقفهم المعادية وهتافاتهم ضدى خلال أحداث يناير 2011 على موضوعية السرد ومصداقية التحليل وحيادية استخلاص النتائج . بالاضافة الى معاناتى بعد خروجى من السلطة من الجحود والنكران الذى قوبلت به أعمالى وانجازاتى التى أنجزتها على مدار ثلاثين عاما ، خاصة جحود المنافقين والوصوليين الذين كانوا فى السابق يهتفون بحياتى ويصفقون لكلماتى ويهللون لكل قرار اتخذه حتى لو كان خاطئا .
وتذكرت حديثا كان قد دار بينى وبين عالم الآثار د. زاهى حواس حيث قال لى ونحن نزور أحد المعابد الفرعونية أنه من مساوىء العصر الفرعونى أن كل فرعون جديد يتولى حكم البلاد يقوم أعوانه بطمس انجازات الفرعون السابق المسجلة على جدران وأعمدة المعابد ، وبعد ذلك يتم تسجيل انجازات الفرعون الجديد على نفس الجدران ,, وهكذا مع كل فرعون جديد . لا أدرى لماذا تذكرت الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات فى تلك اللحظة ! .. ولا أدرى لماذا سرحت بخيالى وتذكرت " لعنة الفراعنة " .
ولا أدرى أيضا لماذا تذكرت فيلم ( غزل البنات ) لعملاق الكوميديا نجيب الريحانى والفنانة التى أحب سماع صوتها " ليلى مراد" حينما كان الموسيقار عبد الوهاب يغنى أغنيته الشهيرة فى نهاية أحداث الفيلم حيث ظهرت فى خلفية المشهد صورة معلقة للملك السابق فاروق على حائط القاعة وآثار الكشط ومحاولات الطمس بادية عليها .
لا عجب فى كل ذلك .. فنحن أحفاد الفراعنة .
الرئيس المصري السابق حسني مبارك خلف القضبان |
عهد والتزام : قطعت على نفسى عهدا بأن ألتزم الصدق فى رواية الأحداث قدر ماأستطيع وأن أكون محايدا قدر استطاعتى فى تحليلى وتقييمى للأوضاع التى مرت بها مصر سواء خلال عهدى أو خلال العهود السابقة .
وسوف أستعرض من خلال مذكراتى هذه كل المراحل والمواقف التى مرت بها مصر أثناء فترة رئاستى التى أمتدت لثلاثين سنة بايجابياتها وسلبياتها ، محاولا الرد على كثير من التساؤلات التى كانت تشغل فكر معظم أبناء شعب مصر، ومنها على سبيل المثال:
- علاقتى بأسرتى .. الزوجة والأبناء ، وموقفى تجاه عملية التوريث .
- علاقتى بالرئيس السادات .. ورؤيتى الخاصة لفترة حكمه .
- علاقتى بالوزراء والمسئولين بالدولة .. والأطر التى كانت تحكم هذه العلاقات ، وأسباب اتشار الفساد بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة من حكمى .
- موقف النظام تجاه القوى السياسية المختلفة .. خاصة القوى الاسلامية وعلى رأسها جماعة الأخوان المسلمين (التى كانت محظورة خلال فترة حكمى) .. وأطماع هذه الجماعة فى السلطة وصولا لحكم مصر تمهيدا لتحويلها الى ايران أخرى .
- علاقة مصر بالولايات المتحدة واسرائيل .. والشروط والقواعد التى تحكم هذه العلاقة .
- علاقة مصر بدول العالم بصفة عامة ، والدول العربية بصفة خاصة . وعلى عكس المتبع فى كتابة مثل هذه المذكرات سوف أبدأ بالأيام الأولى التالية للتنحى بعد خروجى من السلطة لأنها تعد أسوأ ايام حياتى على الاطلاق .. وكانت الصدمة . أدعو الله أن يوفقنى فى هذه المهمة الثقيلة .. وأن أتجرد من كل الأهواء التى تبعدنى عن قول كلمة الحق رغم كل المحظورات التى قد تعوق هذا الطريق .. وسوف أترك الحكم للتاريخ ليقول كلمته . والى اللقاء مع الجزء الثانى ،،،
"هذه المذكرات عبارة عن رؤية تخيلية للكاتب استوحى وقائعها من مواقف وأحداث حقيقية وغلفها ببعض من خياله".
رؤية تخيلية للكاتب والشاعر المصري : عاطف على عبد الحافظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق