إلى الرجال، لا إلى النساء في الثامن من آذار ! محمد الشيخ يوسف

إلى الرجال، لا إلى النساء في الثامن من آذار ! محمد الشيخ يوسف 

منذ أكثر من ساعة وأنا أحاول أن أكتب شيئاً للمرأة، عن المرأة، أحاول أن أكون لبقاً وأن أرتقي، أكتب وأمسح، أكتب وأتراجع، أكتب ثم أسخر من نفسي، ما معنى أن نحتفل بيوم المرأة العالمي؟ وكأننا نكتشف في الثامن من آذار أن هناك كائن يعيش معنا على هذا الكوكب هي المرأة، وننسى طوال العام أنها مركز هذه الحياة بالأساس !

في حوارٍ بيني وبين أحد الأصدقاء بالأمس، كان متصلباً وعنيداً، يعتقد بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج، ولا بد من تقويمه !
تقويمه ؟
هذه فكرة سخيفة بحد ذاتها، لأننا بيننا وبين أنفسنا نحن الرجال نستمتع بهذا العوج، وندعي أننا نقومه، كي نبقي الدفة بين أيدينا لا أكثر !
وعلى فرض أنه أعوج، قل لي، هل رأيت سهماً -مستقيماً- يندفع نحو هدفه، ويخترق الحياة، دون أن ينطلق من القوس -الأعوج- ؟
وبالمناسبة أيضاً، فعلى الرجال أن يعرفوا، بأن النساء يعرفن جيداً بأننا نكذب في هذا اليوم، أو نقدم التهاني على مضضٍ، لأنهن يعرفن أيضاً أننا نفشل في الاختبار الحقيقي في ما تبقى من أيام العام حتى وإن نجحنا في الكلام في اليوم الواحد !
ولا أريد أن أذكر وأتحدث عن بطولات نسائية، لأن النساء يكتشفن بسرعةٍ دائماً، أننا نحن - الرجال- إذا تحدثنا عن هذه الإنجازات والبطولات، إنما نتحدث عنها من باب أنها من صنيعتنا وأننا من دفعنا بها إلى الأمام، وأعطيناها الفرصة والمساحة المناسبة لذلك !

على أي حال، علينا أن ندرك الآن جيداً، أن المرأة تملكُ مساحة كبيرة، انتزعتها بنفسها، وهي مساحة الكتابة، لذلك علينا أن نيقن بأنها لن تسمح بأن يكتب التاريخ بأيديٍ ذكورية كما كانت العادة، بل إن هناك قلماً أنثوياً يشاركُ في تأريخ حاضرنا وتقويم ماضينا والتمهيد لمستقبلنا كشركاء لا كتابعين ومتبوعين !