الثلاثاء، 16 أبريل 2013

سلفيو مصر يفشلّون السياحة مع إيران - عزيز الحافظ

سلفيو مصر يفشلّون السياحة مع إيران 
 عزيز الحافظ

وأخيرا فاز سلفيو مصر على حالة التطبيع الشعبي بين مصر وإيران عبر توقف الأفواج السياحية الإيرانية عن التدفق لمصر.فقد قررت وزارة السياحة المصرية بشخص وزيرها، وقف الرحلات السياحية المتفق عليها بين البلدين حتى شهر حزيران القادم بعد الرحلة الأولى للأفواج الإيرانية.وكان أنصار الدعوة السلفية المصريين قد نددوا باستئناف العلاقات الإيرانية المصرية المقطوعة منذ تنديد إيران بإتفاقية كامب ديفيد وتوقيع مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل والنافذة المفعول لحد الآن والتي نسيها السلفيون على مايبدو! مع التخويف والتهويل من المد الشيعي الإيراني القادم!وكإن السياح تبشيريون بمذهبهم لسنوات وهم دخلوا بفيزات محددة التوقيت.
وقال الأمين العام المساعد لحزب النور محمد إبراهيم منصور إن 'النظام الإيراني لا يدخل في أي مكان إلا للفتنة'؟! بل و قام متظاهرون ينتمون إلى التيار ذاته بمهاجمة منزل القائم بأعمال السفير الإيراني بالقاهرة مجتبي أماني، مستخدمين مشاعل نارية وحجارة، وهتفوا بشعارات مناهضة لإيران ورئيسها محمود أحمدي نجاد.فأي سياحة وهذا النفس الغريب موجود في النفوس وكإن هناك مقارنة للحقد النفسي عند سلفيو مصر بين إيران وإسرائيل مع الفارق في القياس. فبدل ان يكون التوطيد السياحي هو تعزيز إقتصادي بحت ينفع الدولة المستفيدة وخاصة مع تهالكها الإقتصادي واضطراباتها العرقية التي من المحرج التعرض لها. مع هذه الأجواء العدائية.. المفروض ان تتوقف الأفواج السياحية الإيرانية مادامت توجد هذه النفسيات التي لاتفّرق بينهم وبين الصهاينة.. مع الاعتذار ان هذه البضعة لاتمثل مطلقا كل الشعب المصري الودود والعاطفي بطبعه المعروف. لايمكن مطلقا ان تبنى العلاقات السياسية والسياحية والتطويرية هكذا في جو شحن طائفي مقيت وكإن الافكار الدينية مهيئة لطرف واحد للبزوغ في ساحات مصر وحجب الآخر بالمطلق والتهويل والتفزيع والتخويف بل كإن المدّ الشيعي المفترض/ زلزال إيراني يهّز مصر عند كل فوج سياحي! بينما تحصين المصريين الفكري معروف للقاصي والداني.. ومن المعلوم ان القناعات الدينية لايمكن توجيهها بيسر عند الذات البشرية الابتلقائيتها الإختيارية ونوازع وقناعات معتنقيها. إن الافكار التضليلية موجودة في كل شعب ... ولها معتنقيها ولكن إنعكاس ذاك التخويف والتضليل على واقع حال سياحي يضّر بمصر التي احتضنت الجميع واحتوت كل المذاهب وبوجود الأزهر ووسطيته كانت مصر بارقة أمل للمذاهب بالتقارب الفكري بدون تسطيح اي مذهب ولكن السلفيون المصريون ربما كانت رؤيتهم أبعد عن الموقف الرسمي والواقعي ..وإستعمال العنف بهذه الطريقة يجعل المتابع يتوقف كثيرا على هذه التصرف التطرفي العنفي البعيد عن الوسطية المصرية الدينية المعروفة. أتوقع خسارة مصر لملايين الدولارات جراء توقف تدفق السياح الإيرانيين مهما كانت مسببات التوقف ولكن قد ياتي يوم ما يكون الاجانب اللامسلمين هدفا ايضا من الجماعات المتطرفة؟ لم لا.. وفي كل الخلاصات..مصر وإقتصادها وسمعتها السياحية،خاسرة وأيضا يخسر المتطرفون لأنهم يشوهون صورة بلدهم العزيز بمواقف تمثللهم وهم ليسوا بالأغلبية. إذن الأفضل توقف الأفواج الايرانية السياحية( يعتبرونها السلفيون تبشيرية للمذهب الشيعي) عن القدوم لمصر! ومنع التواصل مع إيران حفاظا على أرواح السياح! فمن يعلم قد؟ تصدر فتوى سلفيةلاحقة كالكيك الجاهز بجواز قتلهم! ولكن لاحياة لمن تنادي.

عزيز الحافظ

ليست هناك تعليقات: