الثلاثاء، 21 فبراير 2017

مشروع دولة غزة - د. رياض عبدالكريم عواد

مشروع دولة غزة 
د. رياض عبدالكريم عواد
يتعرض قطاع غزة ومنذ سنوات طويلة الى محاولات متواصلة لجعل ابنائه يكفرون بانتمائهم الفلسطيني ويقبلون بأيٍّ من الحلول المطروحة عليهم. ان الحروب الاربعة التي شُنت على قطاع غزة، وما لحق بالقطاع من قتل وتدمير لكل مظاهر الحياة، وخلق ازمات متتالية تنال مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، من ازمة الكهرباء المفتعلة وبرامحها المتعددة، الى ازمة منع السفر واغلاق المعابر، الى رفض السماح ل ٢٠ الف عامل من ابناء قطاع غزة العمل داخل اسرائيل، وارتفاع نسبة البطالة بين العمال والخريجين، والاوضاع النفسية المزرية التي يرزح تحت اغلالها الشباب الفلسطيني. 

كما ان، كل محاولات النفخ المتواصل بقطاع غزة، وتصويره على انه قوة عظيمة تمتلك امكانيات هائلة، بالاضافة الى الافقار والتجويع المتعمد، والتهديد بالحرب تلو الحرب، والازمات السياسية المفتعلة والمتتالية، ليس لها الا هدفا واحدا، هو تركيع ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وجعلهم يوافقون على أي مشروع سياسي يخلصهم من كابوس الحياة الصعبة التي يعيشونها في هذا القطاع الضيق والمحاصر. إن اصحاب هذه المشاريع يستهدفون فصل قطاع غزة عن سياقه الوطني من اجل احباط وتدمير امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. ان ما يتم طرحه في هذه الايام لا يختلف عما تم طرح بعد عدوان عام 1956 حين جرى التخطيط لوضع قطاع غزة تحت وصاية دولية، احبطها شعبنا في حينها، كما سبق وأن أسقط الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مؤامرة التوطين في 28 شباط 1955، وأسقط مشروع تدويل قطاع غزة في آذار 1957. في تقديري ان الموقف الفلسطيني من هذا المشروع يجب ان يكون على النحو التالي:

 ١. ان هذا المشروع ليس جديدا وهو حلم الدولة العبرية وخاصة اليمين الصهيوني لحل المشكلة الفلسطينية والخطر الديموغرافي الذي يمثله قطاع غزة .

 ٢. علينا ان نثق في الموقف الوطني المصري في رفضه لقيام دولة مسخ على حدوده ستشكل خطرا عليه وان مصر رئيسا وحكومة وشعبا لا يمكن ان تقبل بهذا المشروع .

٣. لا يمكن التذرع بقبول م ت ف باسلو للقبول بهذا المشروع فالمقارنة بين المشروعين مقارنة ظالمة، فاسلو قبلتها م ت ف، ممثلة الشعب الفلسطيني، وهي تلبي بالحد الادني المطالب المرحلية الفلسطينية في الدولة والاستقلال وتحافظ على وحدة الشعب والارض وقد اثبتت الايام متانة الطرف الفلسطيني وعدم تقديمه تنازلات للطرف الاسرائيلي وان اليمين الصهيوني هو الذي انقلب على اسلو وافشلها.
٤. يجب فضح اي طرف فلسطيني او عربي يتعاطى مع هذا المشروع ويجب ان تتصدر مقاومة هذا المشروع كل الاجندات الوطنية 

٥. ان مطالبنا بحقوقنا المطلبية في قطاع غزة كالكهرباء والسفر عبر المعابر وتحسينا اوضاع العمال والخريجين الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن استغلاله ومساومتنا عليه مقابل التعاطي مع هذا المشروع. ان نضالنا المطلبي هو حق لنا وواجب علينا دون ان نفقد البوصلة وننسى للحظة الاسباب والاهداف الحقيقية لهذه الازمات المتكررة 

٦. ان مقاومة المشروع هو واجب على كل الفلسطينيين حتى ولو تخلت اطرهم السياسية عن ذلك، يجب ان تتكون جبهة شعبية عريضة لمقاومة هذا المشروع بمختلف الوسائل المشروعة.

٧. ان الشعب الفلسطيني الذي اسقط مشاريع التوطين والتدويل وروابط القرى والكونفدرالية لقادر على اسقاط هذا المشروع المسخ، يجب ان تزداد ثقتنا بانفسنا وشعبنا وتاريخنا في مقاومة كل الاخطار التي احدقت ومازالت بقضيتنا الوطنية المقدسة.

ليست هناك تعليقات: