الثلاثاء، 31 يوليو 2018

الخيارات النضالية الفلسطينية - د. رياض عبدالكريم عواد

الخيارات النضالية الفلسطينية 
د. رياض عبدالكريم عواد
في مقال د. غازي احمد حمد، بعنوان فلم هندي، يقدم الدكتور أفكارا تستحق النقاش، ولكن بسبب موقفه الايدلوجي وموقعه الحزبي لا يستطيع أن يبتعد عن نقطة المنتصف هذا أولا، كما أنه لا بد من شيء من الانحياز إلى الحزب والايدلوجيا.
فالمقابلة بين "أصحاب السلاح" و"أصحاب السلام"،...هي مغالطة وتضليل ..، تجعلهما في موقف تقابل ومواجهة. 
إن خيار السلام لم ينشأ من فراغ و ليس خيار طرف واحد !! بل فرضته المقاومة و قبل به العدو.
كما ان الاختلاف في الساحة الفلسطينية نوعان : اختلاف مشروع ويكون في ظل المشروع الوطني واختلاف متوحش وهو ما يكون على هذا المشروع.
ساناقش نقطة واحدة وبوضوح شديد تحت عنوان خيارات للفلسطينين.
جرب الفلسطينيون العديد من الخيارات وتراجعوا عنها ليس من منطلق المراجعة والتقييم ولكن بسبب الاصطدام بالواقع وقوة العدو.
الخيار الأول: الكفاح المسلح
دون إطالة حقق هذا الخيار اهدافه المعنوية بطريقة جيدة ولم يستطع أن يتقدم أكثر إلى الامام، اصطدم بقوة العدو وعداء الجغرافيا السياسية وانعدام ما يسمى بقواعد الارتكاز الخلفية، لم يتوفر لهذا الخيار حاضنة عربية كهانوي على سبيل المثال وما مثلته في الثورة الفيتنامية، ولا حتى تونس وناصر وما مثلاه للثورة الجزائرية. انتهى هذا الخيار وسقط بصمود بيروت والخروج منها إلى المنافي.
لا يمكن أن نعتبر ما تقوم به حماس من عمل عسكري جزءا من هذا الكفاح المسلح لان حماس استخدمت هذا الخيار ليس لايلام إسرائيل ولكن لتحقيق مكاسب سياسية في إطار صراعها التاريخي كبديل سياسي وايدلوجي مع البرنامج الوطني و م ت ف والسلطة الوطنية.
الخيار الثاني: خيار السلام
هذا الخيار حقق سلطة وطنية وهو ثمرة النضال الفلسطيني الطويل وأسباب تعثر وفشل هذا الأسلوب بعيدا عن الدور الاسرائيلي الفاعل في هذا الاتجاه يعود إلى:
1. العمليات التفجيرية داخل إسرائيل وما أحدثته من تأثير هائل على المجتمع الاسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية حيث كان لهذه العمليات دورا رئيسيا في تقوية الاتجاه اليمني وتوسعه وسيطرته على المؤسسة الأمنية والعسكرية بالإضافة إلى سيطرته على المجتمع.
2. الانتفاضة الثانية العسكرية ومحاولة استخدام نظرية "العصا من أجل تهديد امن إسرائيل"، هذا الخيار اثبت فشله وهو سبب رئيسي في تدمير السلطة وفي ما حدث داخل المجتمع الاسرائيلي من تغييرات أمنية وسياسية جذرية.
كما ان هذه الانتفاضة هي سبب من اسباب الفوضى المتعمدة التي حدثت داخل غزة، وهي التي أوصلت حماس إلى الحكم ثم إلى الانقلاب وصولا إلى وهم دولة غزة المستقلة أو الجري وراء التحسينات الإنسانية المطلوبة.
أن أي استخدام للعنف بدعوى ايلام العدو أو من أجل ردعه وردا على قتله وتغوله هي وصفة جاهزة لقتلنا وايلامنا وليس لايلام العدو وقتله. ان أي مقاربة بين إنجازات/خسائر الانتفاضة الاولى التي كانت شعبية والانتفاضة الثانية التي تم عسكرتها بقرار فلسطيني يؤكد خطورة هذه الفكرة. كما ان النتائج الطازجة من قتل وبتر سببته مسيرة السلك بدافع كسر الحصار وبادعاء العودة يؤكد الخطورة الكبيرة للمزح بين أشكال النضال السلمي واي اشكال عنفية أخرى، حتى لو كانت حجرا أو عجل كاوتشوك أو طائرة ورقية حارقة.
الخطوط الرئيسية للبرنامج الوطني
في ظل ذلك، ماذا نفعل، ما هي الخطوط الرئيسية لأي برنامج نضالي فلسطيني. إن اي مدخل للبرماج الوطني يجب أن يكون بالضرورة من خلال الالتفاف والالتحام بالقيادة الوطنية و التمسك بالنضال السلمي الوحدوي الشعبي المقاوم.
1. التمسك بالسلطة الوطنية ودعم وجودها كحاضنة وطنية واجتماعية للشعب الفلسطيني في الداخل.
2. السلام والمفاوضات والنضال السياسي والدبلوماسية النشطة والنضال عبر BDS هي طريقنا النضالي الذي يجب أن نشبث به
3. المقاومة الشعبية السلمية، قولا وفعلا، هي الطريق الذي يجب أن نواصله جنبا إلى جنب مع النضال السياسي والدبلوماسي والمحافظة على استمرارية السلطة.
ان المجالات الثلاثة التي يجب أن تترسخ فيها مفاهيم النضال السلمي والتي يجب مواصلة النضال من أجلها هي:
القدس
الاستيطان والمستوطينين
حق العودة.
اعتقد ان هذا هو البرنامج الوطني الواضح بعيدا عن الاستخدام من أجل أهداف حزبية أو مكاسب سلطوية.

ليست هناك تعليقات: