سؤال من الدكتور صائب عريقات ، لماذا ترفض حركة حماس التنفيذ الشمولي لاتفاق القاهرة ؟
سؤال من الدكتور صائب عريقات ، اريد اجابة لماذا ترفض حركة
حماس التنفيذ الشمولي والدقيق وغير المجتزأ والتدريجي لاتفاق القاهرة ١٢-١٠-٢٠١٧؟
وهذه تحديدا نقطة
ارتكاز تنفيذ قانون القومية العنصري . لا اتقن تسجيل النقاط أو الشخصنة ، واعرف
أننى لا أستطيع ولا اريد ان اقف حارسا على شفاه احد ،
ولكن أرجو من كل فلسطيني ان
يقرأ اتفاق القاهرة ١٢-١٠-٢٠١٧ ، حيث يجيب على كل الأسئلة حول الكهرباء والمياه
والبنى التحتية ، والتقاعد ، وتحمل حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها كافة
وفقا لقانون الخدمة المدنية .
هذا الاتفاق جاء بعد اتفاق التهدئة الشاملة
التى تمت بالرعاية الكريمة للأشقاء فى جمهورية مصر العربية عام ٢٠١٤ ، وتحت مظلة م
ت ف ومشاركة حركتي حماس والجهاد . ويؤكد أيضا على الوحدة الوطنية والسياسية
والحكومية والقضائية للضفة وقطاع غزة وعاصمتهما القدس .
أرجو ان يدرك الجميع
ان قطاع غزة كان على الدوام منبت ومنبع الوطنية الفلسطينية ، تماما كما القدس
البوابة الوحيدة للسماء وكما اريحا اقدم المدن مبنىً ، نحن ابناء لأعظم شعب على
الأرض والمطلوب وحدتنا الوطنية ،
والسؤال لماذا ترفض حركة حماس المقترح المصري
بتطبيق اتفاق ١٢-١٠-٢٠١٧بشكل شمولي غير مجتزأ ؟ علما ان جميع فصائل العمل السياسي
الفلسطيني قد وافقت على هذا الاتفاق فى تاريخ ٢٢-١١-٢٠١٧ . وتطبيق الاتفاق يعنى
البدء فى تحقيق الشراكة السياسية الكاملة القائمة على التعددية السياسية وليس تعدد
السلطات .
للتاريخ ، اروى ما يلي ؛
فى تاريخ ٢٣-٤-٢٠١٤ ، كنا فى جلسة مفاوضات ثلاثية
رسمية , الجانب الاسرائيلي ممثل بتسفي ليفني و إسحق ميلخو , والجانب
الأمريكي ممثل بمارتن أنديك , والاخ اللواء ماجد فرج و صائب عريقات عن
الجانب الفلسطيني ، واللقاء فى مبنى فندق الملك داود فى القدس الغربية ، فجأة جاءت
ملاحظة خطية لميلخو فخرج من الاجتماع ليعود بعد دقائق ويعلن بصوت مرتفع ( ان رئيس
الوزراء نتنياهو قرر وقف المفاوضات بشكل تام ، وذلك بسبب قيام السيد عزام الأحمد
بتوقيع اتفاق الشاطىء مع حركة حماس ) ، والله على ما أقول شهيد . و قالوا أما
السلام معنا أو حركة حماس وكان جوابنا واضحا ومحدداوعلى لسان الرئيس محمود عباس ( بأن حركة حماس حركة فلسطينية وليست ارهابية ، ولا بد من تحقيق المصالحة معها وتحقيق الشراكة السياسية لانه لا يمكن ان يكون هناك دولة دون قطاع غزة أو دولة فى غزة ) ،
ومنذ ذلك التاريخ لم تستأنف المفاوضات السياسية مع سلطة الاحتلال إسرائيل .
الان
استراتيجية نتناياهو وترامب تستند إلى فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس ، والتعامل مع
القطاع من نافذة القضايا الإنسانية ،
امريكا قطعت جميع مساعداتها عن الشعب
الفلسطيني بما فى ذلك وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين Unrwa, المبلغ 304 مليون دولار ،
ومساعدات البنى التحتية للضفة والقدس وقطاع غزة ، المبلغ 230 مليون دولار ،
مستشفيات القدس الشرقية 35 مليون دولار ، مساعدات طارئة ولمؤسسات المجتمع المدني
والأمن المبلغ 90 مليون دولار ، المجموع 669 مليون دولار ، اضافة إلى مساعدات
إضافية بقيمة 175 مليون دولار قام بإلغائها امس وزير الخارجية الأمريكي
بامبيو ،
ليصبح مجموع ما قطعته إدارة ترامب عام ٢٠١٨ عن السلطة الفلسطينية
والشعب الفلسطيني 844 مليون دولار ،
لماذا ؟ لان الرئيس محمود عباس قالها
عالية مدوية :
( لو لم يكن معنا دولار واحد لدفعناه ، للشهداء والأسرى والجرحى
وعائلاتهم ، والإدارة الأمريكية لم تعد شريكا ولا يمكن ان تكون وسيطا فى أي عملية
سلام بعد قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل ابيب إلى
القدس ، فلا معنى أنت تكون فلسطين دون ان تكون القدس عاصمة لها ) .
صعدت إدارة
ترامب بمحاولة تدمير وكالة الغوث ومدارسها ومؤسساتها الصحية والاجتماعية والثقافية
والاقتصادية . ثم ضربت مستشفيات القدس ، وبعدها اغلقت مكتب م ت ف فى واشنطن . صمد
الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية على مواقفها الثابتة الصامدة الصابرة المثابرة
،وقالت فلسطين والقدس ليست للبيع ، وقضيتنا ليست إنسانية وإنما سياسية بامتياز
ووقف العالم اجمع معنا ضد المواقف الأمريكية ، باستثناء بعض الأصوات التى تساوقت
مع دعوات ليبرمان وفريدمان وكوشنر وبينت وليبرمان ونتنياهو ، الداعية للتخلص
من الرئيس عباس وان السلام لن يتحقق بوجوده ، تلك الأصوات الناطقة بالضاد قالت لن
تتم المصالحة بوجود ابو مازن ، والمشكلة ليست بقرارات ترامب اوالاستيطان
الاستعماري الاسرائيلي إنما بتفرد الرئيس عباس وديكتاتوريته ، وذهب نفر إلى حد
الدعوة لمحاكمة ابومازن .
عبر التاريخ كان هناك من حاول كتابة التاريخ على طريقته
ولخدمة مصالحه ولكن فى نهاية المطاف سيأتى بعدنا من يدرس ويبحث ليضع الحقائق كما
هي ، فلا يصح الا الصحيح .
نحن أمام مخطط أمريكي -اسرائيلي رهيب بتدمير وتصفية
المشروع الوطني الفلسطيني ، فلماذا نساعدهم تحت يافطة المساعدات الإنسانية ،
ومشاريع بقيمة عدة ملايين تحت يافطة الإغاثة الإنسانية ويعتبرون ذلك انتصارا ، ويتناسون
ان عقوبات إدارة ترامب على المواقف الوطنية العظيمة للأخ ابو مازن والقيادة
الفلسطينية قد بلغت حتى الان ٨٤٤ مليون دولار ؟
مرة أخرى لماذا يتم رفض
الرزمة الشاملة بتنفيذ دقيق وأمين وكامل وتدريجي لاتفاق القاهرة ١٢-١٠-٢٠١٧
، دون تجزئة ؟ وبما يضمن تلبية جميع احتياجات ابناء شعبنا العظيم فى قطاع غزة
ويحافظ على مشروعنا الوطني ، ويسقط صفقة القرن الأمريكية الاسرائيلية
الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ، ويضع حجر الأساس لشراكة سياسية فلسطينية
حقيقية ترتكز كما قلنا سابقا إلى التعددية السياسية وليس لتعدد السلطات .
وهل ثمن مسيرات العودة التى سقط فيها ١٨٦ شهيدا وآلاف الجرحى
من خيرة ابناء شعبنا تحول من حق العودة إلى الإغاثة الإنسانية ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق