الاثنين، 26 نوفمبر 2018

ما يسمى مصالحة ، أربعة محاذير؟! - د.رياض عبدالكريم عواد

ما يسمى مصالحة ، أربعة محاذير؟! 
 د.رياض عبدالكريم عواد

من خلال تصفحي للفيس بوك، لاحظت أن معظم المشاركين غير متفائلين بأخبار ما يسمى بالمصالحة، وهذا شيء ايجابي حتى لا يصابوا بالإحباط المتكرر كما في الجولات السابقة.

من المفيد النظر لهذه العملية كرافعة لإنقاذ النظام السياسي الفلسطيني، وليس كوسيلة لحل بعض المشاكل والملفات المالية والمطلبية، او كطريقة لتقاسم السلطة وتوزيع غنائمها؟! ويجب الحذر من:

1. الا تكون هذه التي تسمى مصالحة مدخلا لتدمير ما تبقى من النظام السياسي، واغراقه في مشاكل لا يستطيع حلها ووضعه في تناقض مع مختلف مطالب فئات المجتمع المتراكمة، وبالتالي الظهور كضعيف أمام حجم المشاكل الكبيرة التي تراكمت طيلة هذه الحقبة السوداء والتي تنوء عن حملها أي حكومة؟!

2. يجب الاتفاق على ان مهمة الحكومة المؤقتة القادمة هو فقط المحافظة على استمرارية الوضع القائم وتهيئة الظروف لإقامة انتخابات تشريعية ورئاسية في كل الأرض المحتلة، على أن يكون حل كل المشاكل المجتمعية من مسؤولية الحكومة المنتخبة. يجب الا يستغل أحد المشاكل والمطالب المجتمعية من أجل التحريض على الحكومة المؤقتة وافشالها قبل أن تقوم بمهمتها الرئيسية.

3. كما يجب الحذر من أن تكون هذه التي تسمى مصالحة وسيلة لتحميل هذه الحكومة مسؤولية الأمن أمام إسرائيل، دون تمكين الحكومة من الأمن ومن تنظيم السلاح ومراقبته وبالتالي تستغل اسرائيل ذلك لتدمير السلطة ومؤسساتها ليس في غزة فقط ولكن في الضفة أيضا.

4. كما يجب أن يحذر الجميع من خلق حالة من ازدواجية السلطة والقوة داخل الأراضي الفلسطينية تستغلها إسرائيل في خلق حالة من الفوضى داخل الأراضي المحتلة، وإشعال فتيل الحرب الأهلية بين الفلسطينيين، مما يخلق الأرضية لفقدان الأمن، واستغلال المنظمات المتطرفة من أجل توسيع عملها في الأراضي المحتلة.

أن هذه العملية يجب أن تكون أداة لإعادة بناء نظام سياسي موحد على اسس واضحة، وبرنامج سياسي واضح يحافظ على ما أنجزه الشعب الفلسطيني في الطريق لبناء دولته واسترجاع حقوقه.

الامل فقط في وجه الله أن يهدي الجميع إلى طريق الخير

ليست هناك تعليقات: