الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

فتح بين الكينونة والزمن - د.صالح الشقباوي

 فتح بين الكينونة و الزمن 
د.صالح الشقباوي


بين الكينونة والزمن مقولة فلسفية صاغها وناقشها وطورها الفيلسوف باشلار وهيدغير، كلاهما اثبتا ان للكينونة ، كيان وحضور انطولوجي داخل سيرورة الزمن ...فالزمن مستيقظ ..في ديمومته وان انطوت رحلة الكينونة بين احضانه وذهبت لتلازم العدم الوجودي .


خاصة وان للكينونة زمنين..زمن يلازم حضورها وزمن يلازم غيابها ..علما ان الزمن هو في سيرورته لا ينقسم فهو وحدة متواصلة وان غابت شمس الكينونة منه وانصرفت في زمن آخر لن تتغير هويته.
انطلاقا من هذا الفهم الفلسفي القلق...اسقط هذا الحكم على حركة فتح التي انطلقت في 1965، ورمت بشباكها في بحور الوجود لتصتاد منه كائنات على مختلف تنوعها ..وسارت في رحلة بناء كينونة شعبها ..بعد ان نجحت في تغير مفهوم الزمن الوجودي الذي لم يكن قلقا على ماهية وجوده الانطلوجي بقدر ماكان حضوره يلازم الصفر الوجودي في المعنى والقصدية ، خاصة اذا علمنا ان نقيضه الصهيوني حاول رميه منذ البدء في حفرة العدم ..بعد ان نجح في تفكيك اواصل وحدته الجغرافية وبعثرة اجزاء ماهيته..ويسلمها الى رياح العدم لتنثر بقاياها اربا على المنافي .
ان فتح هي المسؤولة التاريخية عن اعادة لحمة شعبها ووحدته السياسية ، وهي التي نجحت في كسر تقدم نقيضها ورغبته الجامحة في اعادة صياغة وجود اناسها في المنافي ...كبشر تقطعت بهم السبل .
فتح هي المهندس الذي اعاد رسم بناءات الكينونة وزودتها بالماهية والقصدية والرمزية الوجودية ..هي التي اسست مكان شعبها ووضعت المدماك الاول في فضاءات السياسة والتاريخ.هي التي قالت من خلال رصاصتها ان الفلسطيني له وطن يجب ان يعود اليه وان طال انتظار عودته .
هي التي وارثت الفكرة جيل بعد جيل وحمة سيرورتها داخل احضان التاريخ وفي هياكل الزمن .
د.صالح الشقباوي 
استاذ محاضر في جامعة الجزائر 

قسم الفلسفة .

ليست هناك تعليقات: