الشاعرة والاديبة سارة طالب السهيل - جوهر الشعر بمناسبة اليوم العالمي للشعر
اعتقد ان الشعر الذي كان قديما بمثابة وزارة إعلام بكل افرعها و عامليها تراجع كثيرا عن موقعه الذي كان يتبوأه عبر التاريخ القديم ابتداء من المعلقات و عصر ما قبل الإسلام في الجزيرة العربيه الى الستينات من القرن العشرين
وهذا ليس امرا خاصا بالعرب فقط او اللغه العربيه لكن الشعر تراجع في بلدان العالم من حيث المضمون اولا و الصياغه ثانيا و قيمة الشعر ثالثا و الاهتمام بالشاعر رابعا
وهذا ليس امرا خاصا بالعرب فقط او اللغه العربيه لكن الشعر تراجع في بلدان العالم من حيث المضمون اولا و الصياغه ثانيا و قيمة الشعر ثالثا و الاهتمام بالشاعر رابعا
على سبيل المثال في روما القديمه حيث كان من اشهر شعرائها نايفيوس وإنيوس، والكتاب المسرحيون، من أمثال، تيرينس بلاوتوس، و الاغريق ايضا الذين سبقوا الرومان شعرا و ادبا وكانوا مصدر الهام لكثير من الشعوب التي عاصرتهم و لحقتهم ايضا و اشتهروا بالشعر الغنائي و الشعر القصصي و الشعر التمثيلي و كان على رأسهم الشاعر الإغريقي هوميروس الذي كان يلحن شعره، ويغنيه
أما الشعر العربي قديما كان اداة للتعبير في الأفراح و الاتراح و كأنه الوسيله الوحيدة أو المفضله للتعبير في المدح و الهجاء و الرثاء و الوصف و الغزل و السياسه و الفخر بالنفس او القبيله و ايضا الشعر الديني سواء الوثني او الكتابي ما قبل الاسلام و بعده كما شعر الحماسه في البطولات و الحروب و الغزوات عند القبائل و الشعوب و يتبعه الشعر السياسي بمفهوم ذاك الزمن
و بقي تعريف الشعر على انه كلام موزون و مقفى الى ان حصل له عدة تغيرات في مراحل مختلفه على سبيل المثال المسمطات والمخمسات والمربعات و ايضا الموشحات في الاندلس حيث التمرد على الوزن و القافيه و دخل الشعر بمراحل مختلفه الى العصر الحديث حيث ابتدع الشعراء الاساليب المختلفه من القصائد الحرة و النثريه و دخلت انواع و اشكال من الشعر على سبيل المثال الشعر النبطي في الخليج العربي و الدارمي و الابوذيات في العراق و الزجل في لبنان و بلاد الشام
الا ان ثمة اسباب جعلت الناس ووسائل الاعلام الحديثه لا تبدي اهتماما واضحا بالترويج للشعر و الشعراء على عكس زمن ماضٍ كان فيه الشعراء و الادباء هم مشاهير المجتمع بعامته و ليس فقط في الوسط الثقافي
أعتقد ان الشعر حاليا جمهوره اقتصر على المثقفين فقط و المهتمين بالشعر خصوصا ولم يعد اداة جماهيريه تخاطب الشعب برمته الا فيما يخص الشعر الغنائي و ذلك لسرعة فهمه و حفظه و تناقله عبر الوسائل الاعلاميه الحديثه التي كان له دورا كبيرا بسحب البساط من الشعر ،فكل جديد مستحب و كل ماهو حديث يجري الناس خلفه لدخول عالمه و الغوص بخفاياه فعالم الصورة من البث التلفزيوني سابقا و الفضائي حاليا كما الانترنت اصبح كساحر شاغل الناس و شدهم من الادب و الشعر الا المترجم منه لاعمال مرئيه و لهذا اجد ان مشكلة الشعر حاليا من الممكن ان تحل بتغير القالب الذي يبث منه للجمهور من حيث الشكل و الوسيله بترجمته لاعمال مرئية و مسموعه تتناسب مع العصر الحديث و وسائله الحديثه
أما مشكلة الشعر من حيث المضمون فهي تعود للتردي العام الذي لحق بالامه برمتها من حيث التعليم و مناهج الدراسه في المدارس و الجامعات كما الثقافه العامه التي اصبحت بيد وسائل الاعلام التي تحتكر الجمهور و حولت الناس الى مجتمع سطحي و تافه و استهلاكي للاسف لاسباب ربحيه و ربما لاسباب سياسيه تتبع سياسة التجهيل
اذا قبل النظر الى نصوص الشعر و تقييمها يجب النظر الي صانع هذا الشعر فهو المنبع و الاساس فكيف ممكن ان نتوقع شعر جيد من شعوب انشغلت عن العلم و الثقافه ربما بلقمة العيش و تدبير الأمور الشخصيه في ضل متطلبات العصر الحديث الاستهلاكي كما ان حرية الرأي و التعبير تلعب دورا في قمع المواهب او تحفيزها ليس فقط سياسيا فهناك من يصادر رأيك الاجتماعي او الديني من الشعب نفسه .
فكل هذه عوامل ادت الى تراجع في الشعر العربي من حيث الشكل و المضمون و افقدته دوره الذي كان يتربع عرشه من حيث كونه ضمير الامه و لسان حال الناس
الان بعد ان اخذ من الشعر مكانته لصالح القنوات التي تعتبر مصدر الخراب لانها تروج لفكر ليس به اي ضمير فرحمة الله على ايام ما كان الشعر هو الديوان و ضمير الامه
كما انني ايضا اعتقد ان للشعر الحديث دور في اختيار مضمون الشعر و موضوعاته التي اصبحت حاليا بعيده نوعا ما عن قضايا الامه و مصيرها التي أصبحت تروج لفكرة كتابة الشعر للشعر وأنَّ الشعر يجب ان يكون تجارب شخصيه و تعبير عن الذات ووجدانيات
الا ان الربيع العربي لعب دورا في الوقوف ضد هذه النظريه و التصدي لها عبر بزوغ عدد كبير من الشعراء هذه الاونه يتحدثون عن قضاياهم و آرائهم بحريه اكبر عن السابق و بجرأة قد تؤدي احيانا للخروج عن المألوف بوقار الكلمات و اختيار العبارات
في رأيي الشعر رسالة، ولا بدَّ للشاعر من أن يتفاعل مع قضايا أمَّته ومجتمعه والأحداث الَّتي يمر بها بلده ، حتى يتفاعل المجتمع مع الشاعر، وأنا لست ضد التعبير عن النفس و الوجدانيات بالشعر و ان يعبر الانسان الشاعر عن انسانيته و نفسه و دواخله فربما تنتج هذه التجارب عن فلسفه للحياه من وجهة نظر صاحبها و ربما تكون رسائل اجتماعيه و لكن القضايا العامه لها واجب يفرضه عليك وطنيتك و انتمائك و حبك لبلدك و شعبك و اهلك فكيف يتخلى عنهم ومن هنا يجب التوازن و ان جاز المزاح في هذا السياق فنقول قصيده لك و قصيده لأمتك :)
و لا بد للشعراء الان من تذكر من سبقوهم و كيف كان هؤلاء الشعراء مهمةمين بقاضاياهم أمثال خليل مطران بقصيدته عن الحرية و بدوي الجبل وعمر أبو ريشة والشاعر القروي رشيد سليم الخوري ومعروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري، و سليمان البارودي و مصطفى وهبي التل و سليمان العيسى الشاعر الذي نذرشعره للوحدة العربية.ومحمود درويش الذي اعتنقرالقضيه الفلسطينيه مذهبا شعريا و نزار قباني بقصائده السياسيه و عبدالوهاب البياتي و بلند الحيدري و بدر شاكر السياب
كل هؤلاء العظام كانوا سبيلا و اداة لتوعية الناس بهموم الوطن و رصد هموم الشعب و التعبير عنهم و عن قضاياهم و تحملوا وحدهم عبء الملاحقات القانونيه و الغير قانونيه من الساسه فكيف لا ترفع لهم القبعه و هم عملوا بتوعية الناس اكثر من عمل بعض الاحزاب التي دمرت الامم نزاعا و قتالا و دمويه
أما الشعر العربي قديما كان اداة للتعبير في الأفراح و الاتراح و كأنه الوسيله الوحيدة أو المفضله للتعبير في المدح و الهجاء و الرثاء و الوصف و الغزل و السياسه و الفخر بالنفس او القبيله و ايضا الشعر الديني سواء الوثني او الكتابي ما قبل الاسلام و بعده كما شعر الحماسه في البطولات و الحروب و الغزوات عند القبائل و الشعوب و يتبعه الشعر السياسي بمفهوم ذاك الزمن
و بقي تعريف الشعر على انه كلام موزون و مقفى الى ان حصل له عدة تغيرات في مراحل مختلفه على سبيل المثال المسمطات والمخمسات والمربعات و ايضا الموشحات في الاندلس حيث التمرد على الوزن و القافيه و دخل الشعر بمراحل مختلفه الى العصر الحديث حيث ابتدع الشعراء الاساليب المختلفه من القصائد الحرة و النثريه و دخلت انواع و اشكال من الشعر على سبيل المثال الشعر النبطي في الخليج العربي و الدارمي و الابوذيات في العراق و الزجل في لبنان و بلاد الشام
الا ان ثمة اسباب جعلت الناس ووسائل الاعلام الحديثه لا تبدي اهتماما واضحا بالترويج للشعر و الشعراء على عكس زمن ماضٍ كان فيه الشعراء و الادباء هم مشاهير المجتمع بعامته و ليس فقط في الوسط الثقافي
أعتقد ان الشعر حاليا جمهوره اقتصر على المثقفين فقط و المهتمين بالشعر خصوصا ولم يعد اداة جماهيريه تخاطب الشعب برمته الا فيما يخص الشعر الغنائي و ذلك لسرعة فهمه و حفظه و تناقله عبر الوسائل الاعلاميه الحديثه التي كان له دورا كبيرا بسحب البساط من الشعر ،فكل جديد مستحب و كل ماهو حديث يجري الناس خلفه لدخول عالمه و الغوص بخفاياه فعالم الصورة من البث التلفزيوني سابقا و الفضائي حاليا كما الانترنت اصبح كساحر شاغل الناس و شدهم من الادب و الشعر الا المترجم منه لاعمال مرئيه و لهذا اجد ان مشكلة الشعر حاليا من الممكن ان تحل بتغير القالب الذي يبث منه للجمهور من حيث الشكل و الوسيله بترجمته لاعمال مرئية و مسموعه تتناسب مع العصر الحديث و وسائله الحديثه
أما مشكلة الشعر من حيث المضمون فهي تعود للتردي العام الذي لحق بالامه برمتها من حيث التعليم و مناهج الدراسه في المدارس و الجامعات كما الثقافه العامه التي اصبحت بيد وسائل الاعلام التي تحتكر الجمهور و حولت الناس الى مجتمع سطحي و تافه و استهلاكي للاسف لاسباب ربحيه و ربما لاسباب سياسيه تتبع سياسة التجهيل
اذا قبل النظر الى نصوص الشعر و تقييمها يجب النظر الي صانع هذا الشعر فهو المنبع و الاساس فكيف ممكن ان نتوقع شعر جيد من شعوب انشغلت عن العلم و الثقافه ربما بلقمة العيش و تدبير الأمور الشخصيه في ضل متطلبات العصر الحديث الاستهلاكي كما ان حرية الرأي و التعبير تلعب دورا في قمع المواهب او تحفيزها ليس فقط سياسيا فهناك من يصادر رأيك الاجتماعي او الديني من الشعب نفسه .
فكل هذه عوامل ادت الى تراجع في الشعر العربي من حيث الشكل و المضمون و افقدته دوره الذي كان يتربع عرشه من حيث كونه ضمير الامه و لسان حال الناس
الان بعد ان اخذ من الشعر مكانته لصالح القنوات التي تعتبر مصدر الخراب لانها تروج لفكر ليس به اي ضمير فرحمة الله على ايام ما كان الشعر هو الديوان و ضمير الامه
كما انني ايضا اعتقد ان للشعر الحديث دور في اختيار مضمون الشعر و موضوعاته التي اصبحت حاليا بعيده نوعا ما عن قضايا الامه و مصيرها التي أصبحت تروج لفكرة كتابة الشعر للشعر وأنَّ الشعر يجب ان يكون تجارب شخصيه و تعبير عن الذات ووجدانيات
الا ان الربيع العربي لعب دورا في الوقوف ضد هذه النظريه و التصدي لها عبر بزوغ عدد كبير من الشعراء هذه الاونه يتحدثون عن قضاياهم و آرائهم بحريه اكبر عن السابق و بجرأة قد تؤدي احيانا للخروج عن المألوف بوقار الكلمات و اختيار العبارات
في رأيي الشعر رسالة، ولا بدَّ للشاعر من أن يتفاعل مع قضايا أمَّته ومجتمعه والأحداث الَّتي يمر بها بلده ، حتى يتفاعل المجتمع مع الشاعر، وأنا لست ضد التعبير عن النفس و الوجدانيات بالشعر و ان يعبر الانسان الشاعر عن انسانيته و نفسه و دواخله فربما تنتج هذه التجارب عن فلسفه للحياه من وجهة نظر صاحبها و ربما تكون رسائل اجتماعيه و لكن القضايا العامه لها واجب يفرضه عليك وطنيتك و انتمائك و حبك لبلدك و شعبك و اهلك فكيف يتخلى عنهم ومن هنا يجب التوازن و ان جاز المزاح في هذا السياق فنقول قصيده لك و قصيده لأمتك :)
و لا بد للشعراء الان من تذكر من سبقوهم و كيف كان هؤلاء الشعراء مهمةمين بقاضاياهم أمثال خليل مطران بقصيدته عن الحرية و بدوي الجبل وعمر أبو ريشة والشاعر القروي رشيد سليم الخوري ومعروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري، و سليمان البارودي و مصطفى وهبي التل و سليمان العيسى الشاعر الذي نذرشعره للوحدة العربية.ومحمود درويش الذي اعتنقرالقضيه الفلسطينيه مذهبا شعريا و نزار قباني بقصائده السياسيه و عبدالوهاب البياتي و بلند الحيدري و بدر شاكر السياب
كل هؤلاء العظام كانوا سبيلا و اداة لتوعية الناس بهموم الوطن و رصد هموم الشعب و التعبير عنهم و عن قضاياهم و تحملوا وحدهم عبء الملاحقات القانونيه و الغير قانونيه من الساسه فكيف لا ترفع لهم القبعه و هم عملوا بتوعية الناس اكثر من عمل بعض الاحزاب التي دمرت الامم نزاعا و قتالا و دمويه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق